الإدارة الأميركية غاضبة من باراك بعد أن ضللها بشأن قدرته على التأثير في نتنياهو وحكومته

مسؤول فلسطيني: هناك ضغوط وتهديدات لتغيير موقفنا السياسي.. وقررنا إنهاء حالة «اللاحرب واللاسلم»

TT

أكد مسؤول في حركة فتح أن القيادة الفلسطينية تتعرض لتهديدات فيما يخص الموقف من العملية السياسية. وقال محمود العالول، عضو اللجنة المركزية للحركة: «إن القيادة تتعرض لضغوط وتهديدات حقيقية من أجل تغيير موقفها السياسي».

وأضاف العالول، في خطاب ألقاه بنابلس بمناسبة الذكرى الـ46 لانطلاقة فتح: «إن الموقف السياسي متماسك وصلب، ويتسم بقدر كبير من التحدي أمام ما يتعرض له من ضغوط وتهديدات للتنازل عن الثوابت الوطنية وحقوق الشعب الفلسطيني». وتابع: «بعد أن أوقفنا العبث، الذي كان يسمى المفاوضات في ظل الاستيطان، دخلنا في حالة اشتباك سياسي؛ لذلك قررنا أن نرمي حجرا في المياه الراكدة لنصنع أزمة في مواجهة حالة اللا حرب واللا سلم».

ويرى العالول أن الخيارات ما زالت مفتوحة أمام الفلسطينيين، داعيا باسم فتح إلى تشجيع المقاومة الشعبية «لكسر قاعدة أن الاحتلال الإسرائيلي هو أرخص احتلال وأبشع احتلال».

ووصلت العلاقة بين إسرائيل والفلسطينيين إلى طريق مسدود فيما يخص العودة إلى المفاوضات، وقررت السلطة الفلسطينية التوجه إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي، على الرغم من تلميحات أميركية لإحباطه.

كانت الإدارة الأميركية قد فشلت في حمل إسرائيل على وقف الاستيطان، وطلبت من الفلسطينيين العودة إلى مفاوضات غير مباشرة، سمتها «مفاوضات موازية» غير أن الفلسطينيين رفضوا الفكرة، متهمين الولايات المتحدة بالانحياز لإسرائيل.

في هذا السياق، قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس: إن الإدارة الأميركية تتهم وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، بتضليلها وخداعها بعد ادعاءاته السابقة بأنه قادر على التأثير على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، للتقدم في المسيرة السياسية وتجميد الاستيطان.

ونقلت «هآرتس» عن مسؤول إسرائيلي نقل عن مسؤول أميركي قوله: إن رهان الإدارة الأميركية على باراك فشل، وإن أبواب الإدارة الأميركية لن تكون مشرعة أمامه كما كانت طوال السنة ونصف السنة الماضية.

كان هذا المسؤول الإسرائيلي رفيع المستوى، الذي لم تسمه «هآرتس»، قد التقى مؤخرا أقطاب الإدارة الأميركية، وقال: «إن ثمة شعورا بالغضب العارم يسود أعلى مستويات الإدارة الأميركية تجاه باراك، بعد أن وصلوا إلى قناعة بأنه ضللهم وخدعهم وخذلهم وبالغ بشأن قدرته على التأثير في الائتلاف الحكومي، وفي مجريات الأحداث».

وأضاف المصدر ذاته: «الغضب الشديد تجاه باراك يأتي من أعلى المستويات في واشنطن: الرئيس ووزيرة الخارجية».

وحسب المسؤول الإسرائيلي، فإن مشاعر الغضب وصلت إلى ذروتها بعد زيارة باراك لواشنطن في سبتمبر (أيلول) الماضي؛ حيث توصل مع الإدارة الأميركية إلى تفاهمات حول تجميد الاستيطان مدة 3 شهور مقابل رسالة ضمانات سياسية أمنية لإسرائيل تضمن تفوقها العسكري لسنوات، غير أنه (باراك) لم يستطع إقناع نتنياهو بذلك، ما زاد الموقف تعقيدا.

وقال المسؤول الأميركي: «لقد راهنا على باراك طوال سنة ونصف السنة، لكنه ضللنا وخدعنا وخذلنا». وأضاف: «منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية قررت الإدارة الأميركية فتح جميع الأبواب أمام باراك، وقام الرئيس أوباما بشكل استثنائي بالاجتماع معه في واشنطن. باراك سحرنا بتحليلاته المهذبة، واستمع أوباما لباراك كتلميذ أمام معلمه واعتمد عليه، ولكنه لم ينجز أي تعهد على الإطلاق».

وللتدليل على رد الفعل الغاضب تجاه باراك، أوضح المسؤول أن الوزيرة كلينتون لم تلتق باراك خلال زيارته الأخيرة لواشنطن أكثر من ربع ساعة، مشيرا إلى أن هذا السلوك يحمل دلالات خاصة.

وأضاف: «اعتمدنا عليه طوال سنة ونصف السنة، لكننا في الشهور الأخيرة عرفنا مع من نتعامل، واكتشفنا أنه لا يوجد رصيد لأقواله، وفقد الثقة التي كانت ممنوحة له في واشنطن، لن نشتري البضاعة التي يعرضها بعد اليوم بشأن العملية السياسية، ولن ينال معاملة خاصة في البيت الأبيض بعد اليوم». وأوضح المسؤول الأميركي أن الإدارة الأميركية «فقدت الأمل في الائتلاف الحكومي الحالي».

وأبلغ المسؤول الإسرائيلي «هآرتس» بأنه خرج من لقائه المسؤول الأميركي مذهولا؛ إذ قال المسؤول الأميركي لضيفه الإسرائيلي: إن الإدارة الأميركية أيضا «فقدت الأمل في الائتلاف الحكومي الحالي». وعلى الرغم من ذلك، أكد المسؤول الأميركي أن الإدارة الأميركية لن ترفع يدها عن العملية السياسية».

في أعقاب نشر هذا الخبر، هاجم عدد من قادة حزب العمل باراك، واتهموه بأنه بات يمثل «ورقة التوت» التي يختبئ خلفها نتنياهو، داعين إياه إلى ترك الحكومة فورا. وخلال جلسة وزراء حزب العمل، صباح أمس، دعا الوزير إبراهام بروفمان إلى عقد اجتماع عاجل للجنة المركزية للحزب لمناقشة اقتراح يقضي بترك الحكومة فورا، وتقديم موعد لإجراء انتخابات داخلية لاختيار بديل لباراك.

من جهته، اعتبر وزير الرفاه الاجتماعي، إسحاق هيرتزوغ، أن كل يوم يظل فيه حزب العمل في حكومة نتنياهو يمثل تآكلا في مصداقيته، مشيرا إلى أن الحزب برر انضمامه لحكومة نتنياهو بالعمل على المساعدة في تحقيق تسوية سياسية للصراع، وتقليص تأثير اليمين المتطرف على دائرة صنع القرار.

كانت عدة دعوات قد انطلقت مؤخرا لعميرام متسناع، الذي تولى قيادة الحزب لفترة قصيرة عام 2003، للتنافس على زعامة الحزب في ظل تواتر استطلاعات الرأي العام التي تؤكد تراجعا حادا في شعبية الحزب؛ حيث إن آخر استطلاع توقع أن يحصل الحزب على 6 مقاعد، في حين أنه يملك حاليا 13 مقعدا.