مصر: الحزب الحاكم يتهم البرادعي بالمتاجرة في انفجار كنيسة الإسكندرية

قال إن تصريحاته «خرجت عن السياق السياسي والنفسي للمصريين»

TT

استنكر الحزب الوطني الديمقراطي (الحاكم) بمصر هجوم الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المقررة في خريف العام الحالي، على الحكومة المصرية وتحميلها مسؤولية أحداث كنيسة القديسين بالإسكندرية. ووصف الحزب الحاكم تصريحات البرادعي، بالانتهازية والمتاجرة بالأزمة، وقال في بيان نشر على موقعه الرسمي أمس: «إن البرادعي لم يحترم مشاعر المصريين، وحاول تسييس أزمة الكنيسة، وخرجت تصريحاته عن السياق السياسي والنفسي للمصريين».

وكان البرادعي قد ذكر في حسابه على موقع «تويتر» الإلكتروني على الإنترنت أن «الحادث المأساوي لكنيسة القديسين، أحد أعراض نظام عاجز، وغير قادر على حماية شعبه، ويشير إلى مجتمع متفكك على وشك الانفجار»، مضيفا: «كفانا استخفافا بعقول الشعب، فالنظام العاجز عن حماية مواطنيه هو نظام آن الأوان لرحيله، والعام الجديد فرصتنا لنعيد معا بناء الوطن، والتغيير قادم».

من جانبه، دعا الدكتور جمال عابدين، وكيل لجنة الزراعة بالحزب الوطني، الدكتور البرادعي إلى التزام الصمت، وألا يتحدث في السياسة، بقوله: «على كل مصري في مثل هذه الأحداث المفاجئة أن يقول خيرا أو يفعل خيرا أو يصمت»، مشيرا إلى أن الوضع في مصر الآن «لا يحتاج للبحث عن أي مكاسب فردية على حساب أمن وسلامة المصريين».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «الدكتور البرادعي لم ير التلاحم الذي ظهر بين المسلمين والمسيحيين عقب الحادث، لأنه لم يكن موجودا مثل باقي المصريين أمام الكنسية في موقع الحادث».

وعلق عابدين على وصف الدكتور البرادعي النظام المصري بأنه عاجز وغير قادر على حماية شعبه، بقوله «هذه الحوادث تحدث في أكبر بلدان العالم، التي تمتلك إمكانات مادية وأمنية أكثر من مصر، وأن الذي حدث في الإسكندرية لم يرق إلى الأحداث التي وقعت من قبل في أوروبا وأميركا وإسبانيا».

وأضاف عابدين أن «تفكك المجتمع الذي تحدث عنه البرادعي، لم يكن موجودا في أحداث الإسكندرية، بدليل أن من قتلوا من المسلمين والمسيحيين، مشيرا إلى أن ما قاله البرادعي لا يصلح إلا أن يقال داخل صالونات أوروبا، لأن الواقع في الشارع المصري غير ذلك». واعتبر أن البرادعي «يحاول الظهور بمظهر الناصح الأمين على أنقاض الأزمة»، مشيرا إلى أن شعب مصر يستطيع الحكم على دوافع البرادعي من تصريحاته التي أربكت الجميع، سياسيين وشعبيين، قائلا: إن المصري الحقيقي يعرف وقت الشدائد عندما تمر البلاد بأزمة، حيث يتكاتف الجميع لتجاوزها».

في المقابل، اعتبر أحمد ماهر، منسق حركة شباب ‏6‏ أبريل، المعارضة، وأحد نشطاء الحملة الشعبية لدعم حملة البرادعي مرشحا للرئاسة، أن «الحزب الحاكم يحاول أن ينفي مسؤوليته عن حادثة الإسكندرية، بعد أن انشغل جهازه الأمني بتوفير الحماية للمسؤولين، وأضاع مجهوداته في دعم مرشحي الحزب في الانتخابات البرلمانية التي جرت العام الماضي، فضلا عن التضييق على قوى المعارضة في أي تجمعات لها، متناسيا دوره الأساسي في حماية المواطنين». وقال ماهر لـ«الشرق الأوسط»: «إن هناك انفلاتا وتقصيرا أمنيا واضحا في الشوارع وأمام الكنائس والفنادق الشهيرة، معتبرا أن حادث الإسكندرية المدان الأساسي فيه هو حكومة الحزب الحاكم، لأنها هي التي تسببت في زيادة الاحتقان بين المسلمين والمسيحيين خلال الفترة الماضية»، مؤكدا أن تصريحات البرادعي ليس الهدف منها تحقيق مجد سياسي «لأنه (البرادعي) يرى الوضع في الشارع جيدا».

يشار إلى أن البرادعي بحث أمس قضية مثيرة للجدل تتعلق بمطالب سكان النوبة بجنوب مصر، ممن يطالبون بالعودة لأراض كانوا يقيمون عليها قبل إنشاء السد العالي منذ نحو نصف القرن.