مصر تعزز الإجراءات الأمنية بالكنائس والمنشآت الحيوية والمطارات

القبض على 17 مشتبها به في انفجار الكنيسة > ملثمون يقتلون شرطيا ويسرقون أسلحة من نقطة جنوب القاهرة

جنود الأمن المركزي في شوارع قريبة من كنيسة القديسين بالإسكندرية، أمس (أ.ب)
TT

بينما تواصلت أمس التحقيقات التي تجريها النيابة العامة بمدينة الإسكندرية (220 كيلومترا شمال غربي القاهرة) في الانفجار الذي استهدف كنيسة القديسين مار مرقص والأنبا بطرس عشية أول أيام العام الجديد، قالت مصادر أمنية إنه تم اعتقال نحو 17 شخصا للاشتباه في صلتهم بالحادث. من جهة ثانية، أفادت تصريحات لـ«الشرق الأوسط» بأن ملثمين قتلوا شرطيا أمس وسرقوا أسلحة لدى مهاجمتهم نقطة للشرطة جنوب غربي القاهرة.

وقال الدكتور مجدي راضى المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء إن حبيب العادلي وزير الداخلية استعرض خلال اجتماع مصغر للحكومة المصرية أمس برئاسة الدكتور أحمد نظيف تطورات التعامل السريع في موقع الحادث وتحرك الأمن بحكمة ويقظة مع تداعيات الحادث.

وأشار راضي إلى أن العادلي أكد أن أجهزة الوزارة تتعاون وتنسق بشكل وثيق مع النائب العام والأجهزة القضائية لكشف كافة أبعاد الحادث ومنفذيه لتعقب المخططين وملاحقة المتورطين في أقرب فرصة.

وشدد وزير الداخلية المصري على استمرار وزارته في تعزيز إجراءات الأمن على كافة المنشآت الحيوية، خاصة في فترة الأعياد المقبلة.

ويمكن للسائر في شوارع القاهرة أن يلاحظ بسهولة الانتشار الأمني المكثف، إذ تقف حافلات جنود قوات الأمن المركزي في الميادين والشوارع الرئيسية، كما منعت السيارات من التوقف بجوار الكنائس والمنشآت الحيوية، وانتشرت الكمائن المرورية في عدة مناطق، ويقف بها عدد من الضباط من ذوي الرتب الكبيرة. وعلى صعيد متصل، أكد وزير الطيران المدني الفريق أحمد شفيق أنه سيتم زيادة الترتيبات الأمنية المتبعة في كل المطارات المصرية والأجهزة التابعة للوزارة، بعد انفجار كنيسة القديسين. وعقد شفيق اجتماعا أمس مع رؤساء الشركات والهيئات والقيادات التابعة للوزارة، أكد فيه أن صناعة الطيران لها حساسية تتطلب الاهتمام بالوعي الأمني وشدة التركيز والعمل المستمر على مدار 24 ساعة. وعلى صعيد متصل، أعلن مطار القاهرة الدولي أنه سينفذ يوم 10 يناير (كانون الثاني) الجاري تدريبات على مواجهة الطوارئ بالتعاون مع 26 جهة تعمل داخل وخارج المطار، بالإضافة لمشاركة شركات طيران على رأسها «مصر للطيران».

من جانبها، تكثف أجهزة الأمن المصرية جهودها بالتعاون مع كافة الجهات والأجهزة المختصة للبحث عن الجناة مرتكبي حادث التفجير الذي وقع أمام كنيسة القديسين بمدينة الإسكندرية الساحلية من خلال التحقيق مع المشتبه فيهم وتحديد أصحاب السيارات التي كانت تتواجد أمام الكنيسة المستهدفة وقت وقوع الحادث. قالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إنه تم اعتقال نحو 17 شخصا من المشتبه فيهم، ويخضعون حاليا للتحقيق لبيان مدى علاقتهم بالحادث من عدمه.

من جانبها، استعجلت النيابة العامة التقارير الفنية بشأن الحادث وفي مقدمتها تقرير المعمل الجنائي وخبراء مصلحة الأدلة الجنائية في ضوء انتهائهما من معاينة مكان الانفجار، وكذلك معاينة 12 سيارة أصابها التلف والتحطيم نتيجة الانفجار وتساقط الحجارة جراء شدة الانفجار، لتحديد نوع المواد المتفجرة في إعداد العبوة الناسفة التي تسببت في الحادث، وتحديد المكان الرئيسي لانطلاقها. وانتهت النيابة العامة بالتعاون مع مصلحة الطب الشرعي من تحديد هوية 15 جثة ممن لقوا مصرعهم في الحادث من بينهم 8 ذكور و7 إناث.. فيما لم يتم التعرف بعد على هوية 3 جثث، فضلا عن وجود قدمين بشريتين مجهولتي الهوية، إلى جانب تناثر أشلاء جثث بشرية. واستمعت النيابة أمس إلى أقوال عدد من المصابين الذين تحسنت حالتهم وسمح لهم الأطباء بالشهادة باعتبارهم من شهود العيان له ومن ضحاياه في آن واحد. من جانب آخر اقتحم مجهولون ملثمون أمس نقطة شرطة بمنطقة المنيب (جنوب غربي القاهرة) وقتلوا شرطيا بعدما سرقوا سلاحه ولاذوا بالفرار. وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إن عددا من الملثمين المسلحين اقتحموا نقطة شرطة تابعة لإدارة تأمين الطرق والمنافذ قرب الطريق الدائري التي كان متواجدا بها 4 من رجال الشرطة وهددوهم قبل أن يسرقوا أسلحتهم، وخلال فرارهم أطلق أحد الجناة الرصاص بشكل عشوائي فأصاب شرطيا بـ4 رصاصات مما أدى إلى مصرعه.

وأضاف المصدر أنه يجري تكثيف الجهود لتحديد هوية الجناة لضبطهم، والوقوف على ملابسات الحادث الذي لم تتضح أبعاده بعد، مشيرا إلى أنه تم نقل الجثة إلى المستشفى وتحرر المحضر اللازم قبل إخطار النيابة للتحقيق.