مواقف لبنانية تستنكر تفجير الإسكندرية وتدعو للاقتصاص من المجرمين

بري يبرق إلى مبارك وسرور وشنودة معزيا في الضحايا

TT

توالت أمس المواقف اللبنانية المنددة والمستنكرة للتفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة للأقباط في الإسكندرية في مصر، وأدى إلى سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح، ورأت فيه عملا إجراميا يسيء إلى التعايش الإسلامي - المسيحي، ودعت إلى الاقتصاص من المجرمين.

وأبرق رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى الرئيس المصري محمد حسني مبارك ورئيس مجلس الشعب المصري أحمد فتحي سرور والأنبا شنودة، مستنكرا ومعزيا في ضحايا «الاعتداء، الجريمة، الذي استهدف المصلين في كنيسة القديسين في الإسكندرية». كما توجه بري بـ«التعزية إلى ذوي الضحايا الأبرياء»، متمنيا «الشفاء للجرحى الذين سقطوا نتيجته».

ورأى وزير الإعلام طارق متري أن «مأساة كنيسة القديسين في الإسكندرية، وقبلها مأساة كنيسة سيدة النجاة في بغداد، تظهران وجها داميا من وجوه المحنة في البلدان العربية، وفيما يتعدى التفجع والإدانة، تقع على الدولة وعلى القوى الحية في المجتمع مسؤولية صون حق المواطنين، كل المواطنين، في الأمان والحرية الدينية». وأشار إلى أن «مواجهة الإجرام الإرهابي هي شأن الدولة في المقام الأول، ومسؤولية مجتمعية ودينية وثقافية، وتتطلب مواجهة فكر القطيعة والإقصاء والتكفير والتخوين من المسلمين والمسيحيين معا». وأبدى خشيته من «أن يأتي تكرار الحديث عن المؤامرة الهادفة إلى إفراغ العالم العربي من مسيحييه، بمثابة تنصل من المسؤولية أو عجز عن الاضطلاع بها».

وتقدم رئيس حزب «الكتائب» أمين الجميل بالتعزية إلى أهالي الضحايا الذين سقطوا عشية رأس السنة في الإسكندرية وإلى الرئيس المصري حسني مبارك وبطريرك الأقباط الأنبا شنودة والكنيسة القبطية والشعب المصري، معتبرا أن «هذه الاعتداءات المتكررة ضد المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط تعطي دفعا لقوى الإرهاب والتعصب والتطرف»، داعيا القادة العرب إلى «التنبه لهذه الظاهرة والتصدي لها بكل الوسائل المتاحة؛ لأن أمن المسيحيين في الدول العربية من مسؤولية القادة العرب مجتمعين»، مشيرا إلى أن «الإرهاب لا ينتمي إلى دين».

وأدان رئيس الحكومة الأسبق سليم الحص الحادث، معتبرا أنه «عمل إجرامي غاشم، والهدف منه زعزعة الاستقرار في البلد العربي الشقيق. ويأتي هذا التفجير الإجرامي بعد تعرض العراق لتفجيرات آثمة مماثلة أودت بحياة مواطنين أبرياء». وأمل أن «تتمكن السلطات من كشف الجناة في مصر وكذلك في العراق. فوضع حد لهذا المسلسل المتمادي لن يتحقق إلا بالقبض على الجناة ومعاقبتهم ليكونوا عبرة لسواهم. ونحن في لبنان أكثر من يدرك خطورة هذه الجرائم، نظرا لما واجهنا في الماضي من مثيلاتها. وبلدان المنطقة جميعا تبقى معرضة لمثلها ما دام العدو الإسرائيلي، المعروف بوحشيته، يربض بينها». واعتبر عضو كتلة حزب الله، النائب الوليد سكرية، أن «ما شهدته مدينة الإسكندرية في مصر ليس إلا جزءا من سياسة الفوضى الخلاقة التي انتهجتها الولايات المتحدة الأميركية لصياغة شرق أوسط جديد يلبي أحلام الصهيونية ويهودية كيان العدو الإسرائيلي». وقال: «إنها سياسة تفكيك المجتمع العربي إلى كيانات طائفية ومذهبية وعرقية متصارعة لضرب قدرات الأمة في النهوض والمواجهة». ورأى أن «استهداف المسيحيين في مصر والعراق إنما هو عمل صهيوني كائنا من كان المنفذ وتحت أي ثوب تدثر»، معربا عن رفضه «دعوات البعض لاستدعاء قوى خارجية لحماية المسيحيين في مصر»، وواصفا إياها بـ«الدعوات المشبوهة».

واستنكر نواب عكار في كتلة المستقبل النيابية «الأعمال الإرهابية التي تستهدف المسيحيين في العراق ومصر»، واعتبروا أن «توالي التفجيرات لا يمكن أن ينظر إليه إلا في إطار خطة واضحة لتفريغ هذه المناطق من تنوعها الذي يعبر عن إرادة رب العالمين (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً)». ورأوا أن «هذه الجرائم المستقبحة يراد منها، أولا: الإساءة إلى وجه الإسلام وإلى سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وسنته، اللتين بنيتا على التسامح والتآخي، ويراد منها أيضا تشويه التراث الإسلامي الذي حافظ على الآخر وكفل حريته»، ودعوا الحكومة المصرية إلى التشدد في قمع المخربين.

وأدانت «الجماعة الإسلامية» في لبنان «كل التفجيرات التي تستهدف المدنيين في أي مكان من العالم، لا سيما أماكن العبادة». ورأت أن «التفجير الإرهابي ليلة رأس السنة الميلادية في مدينة الإسكندرية عمل إجرامي يستهدف الإساءة إلى التعايش الإسلامي - المسيحي، وبالتالي زرع الفتنة الطائفية في الأقطار التي تشهد تعددا طائفيا». وإذ استنكرت «كل ما يسيء إلى العلاقات الإسلامية - المسيحية»، دعت السلطات المصرية إلى «الضرب بيد من حديد على الجهات التي يثبت تورطها في هذا الحادث البشع»، كما دعت إلى أن «يأخذ التحقيق بعين الاعتبار احتمال تورط خلايا التجسس الإسرائيلية التي كشف بعضها مؤخرا، سعيا إلى إثارة الفتنة الطائفية في الساحة العربية».