الوثائق البريطانية: أنديرا غاندي قلقة من التحركات الصينية أكثر من غزو أفغانستان

بريطانيا منزعجة من موقف الصحافة الهندية بانحيازها إلى موسكو.. ودور بعض المراسلين

TT

اليوم تتناول الوثائق السرية التي تعود إلى فترة 1980 وأفرجت عنها بريطانيا مع نهاية 2010 الغزو السوفياتي لأفغانستان، الذي خلط الكثير من الأوراق السياسية في العالم ومنطقة الشرق الأوسط. القوى الغربية أرادت أن تظهر متحدة في موقفها وداعمة للولايات المتحدة الأميركية التي كانت في وضع لا تحسد عليه بسبب أزمة الرهائن في طهران، والمفاوضات بين مصر وإسرائيل، التي شكلت نقطة تماس أخرى بسبب عدم تقدم المفاوضات وعدم رضا القوى العربية، ولو علنا، على موقف مصر الذي اعتبر انفراديا وخارجا عن الإجماع العربي.

الولايات المتحدة اعتبرت الغزو تحولا استراتيجيا بالنظرة السوفياتية في تعاملها مع أحداث العالم ومنطقة الشرق الأوسط. وعبر عن هذا الموقف زبيغينيو بريجينسكي، مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس الأسبق جيمي كارتر، الذي قال في اجتماع باريس الذي عقد في يناير (كانون الثاني) وحضرته ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، إن أفغانستان بالنسبة إلى الولايات المتحدة أصبحت «الإسفين بعد أن كانت تشكل عازل أمان».

وكان واضحا أن الولايات المتحدة كانت مستعدة للتصعيد الذي قد يجيء على شكل مساعدات عسكرية لباكستان ومجابهة على المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان، إلا أن القوى الغربية الأخرى، خصوصا فرنسا، كانت تريد التهدئة وتحاول تقديم قراءة مختلفة للأوضاع.

وزير الخارجية البريطاني الأسبق اللورد كارينغتون عبر عن تخوفه في لقائه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قائلا إن أي تسليح لباكستان قد يثير غضب رئيسة وزراء الهند أنديرا غاندي. وفي الوثائق التي نشرتها «الشرق الأوسط» أمس رد الأمير سعود الفيصل قائلا إن قلق أنديرا غاندي يتمحور حول الصين وليس باكستان.

وظهر هذا جليا من خلال بعض الوثائق التي تنشرها «الشرق الأوسط» اليوم والتي يتناول بعضها العلاقات الهندية - الباكستانية. أنديرا غاندي كانت مستعدة لتسوية وتحالف جديد مع حكومة الجنرال ضياء الحق من أجل إيجاد موقف واحد يطرح خلافاتهما جانبا، ولو مؤقتا، مثل مشكلة كشمير والتأزم العسكري الحدودي الدائم بين البلدين.

وتقول إحدى البرقيات التي بعث بها السفير البريطاني إلى مارغريت ثاتشر ووزارة الخارجية البريطانية ومؤرخة في 21 يناير: «اتصل بي أحد الأصدقاء المقربين من أنديرا غاندي ومرر لي رسالة شفهية على لسانها (إنني أثق به جيدا وكلامه يحمل وزنا سياسيا).. قال إنه وصل إلى أنديرا غاندي تقييم يبين أن الجنرال ضياء الحق قد قرر حل المشكلات التي تواجهها حكومته العسكرية من خلال التفاهم العسكري مع الصين والولايات المتحدة».