الوثيقة تتفق مع تحليل الأمير سعود الفيصل بأن الصين مقلقة للهند

TT

قلق الهند بخصوص الصين كما ذكره الأمير سعود الفيصل في لقائه اللورد كارينغتون جاء واضحا في رسالة أنديرا غاندي الشفوية كما جاء في الوثيقة التي تطالب فيها أنديرا غاندي بمعرفة نتائج زيارة المسؤول الصيني لباكستان قبل أن تتخذ موقفا مع القوى الأخرى تجاه الغزو السوفياتي.

وتمضي الوثيقة لتقول: «إنها تتفق معكم (أي مع مارغريت ثاتشر) بأن الأمر ملح وفي غاية الأهمية، لكنها تريد أن تعرف أولا ماذا كان يعمل وزير خارجية الصين هوانغ هوا في إسلام آباد، بغض النظر عن كيفية ترتيبها، إلا أن الزيارة التي استمرت بين 4 و5 أيام تعتبر في غاية الأهمية بالنسبة إلى الهند. إن أنديرا غاندي لا يمكنها أن تلزم نفسها بأي موقف تجاه الغزو السوفياتي قبل أن تعرف نتائج زيارة وزير الخارجية الصيني لإسلام آباد».

* اندي مصممة على تفادي أي مجابهة بين القوى العظمى

* وقالت غاندي إنها مستعدة للتوصل إلى تسوية مع الجنرال ضياء الحق وطرح جميع المشكلات جانبا حتى لا يحصل أي مجابهة بين القوى العظمى، الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. وتقول البرقية بناء على الرسالة الشفهية: «إذا قدم ضياء الحق لها تأكيدات، ليست بالضرورة أن تكون مكتوبة، لكن من خلال مصادر موثوق بها، بأن يتعهد بأن يعمل معها في مبادرة وجهود مشتركة لتحييد أي مجابهة عسكرية بين القوتين العظمتين في شبه الجزيرة الهندية، فإنها سترد على الأمور الأخرى بعطف وتفهم».

وتضيف البرقية أن أي تفاهم بين البلدين، كما جاء في الرسالة، «سيعني عدم ذكر مشكلة كشمير من أي من الطرفين. وقال صديقي إن السيدة غاندي قلقة جدا بسبب ما تشكله الصين من خطر على الهند».

* الصحافة الهندية حول أفغانستان مصدر قلق لبريطانيا

* يركز السفير البريطاني لدى الهند في برقية أخرى موجهة إلى لندن على دور الصحافة الهندية، ويسمي بالاسم بعض المراسلين، خصوصا الموجودين في لندن.

البرقية المؤرخة في 14 يناير تقول: «هناك تغيير واضح في تناول الصحافة الهندية لموضوع أفغانستان خلال اليومين الأخيرين. العناوين الرئيسية جاءت كالتالي: (باكستان والولايات المتحدة تتفقان على مساعدات عسكرية) و(العلاقات الهندية - الأميركية باردة) و(مساعدات عسكرية صينية في طريقها لباكستان) و(هوانغ هوا يزور باكستان)».

هذه العناوين عكست بعض القضايا التي أثارتها أنديرا غاندي بعد ذلك من خلال رسالتها الشفهية إلى السفير البريطاني، وهذا يبين الدور الذي تلعبه الصحافة الهندية في الأزمة وعلاقتها بالمؤسسة الحاكمة، وهذا كان مصدر قلق لبريطانيا وأميركا التي تريد أن يكون هناك موقف واحد وصارم ضد الاتحاد السوفياتي، واعتبرت دور الصحافة سلبيا جدا.

كما تقول البرقية إن الصحافة أعطت أولويات لخطاب وزير خارجية الهند لدى الأمم المتحدة حول أفغانستان، حيث كانت كلمته غير مرضية للأطراف الغربية، وجاءت العناوين لتعكس ذلك مثل «الهند تقبل تأكيدات موسكو حول أفغانستان» و«ضخ المنطقة بالأسلحة تهديد لها» و«القوات السوفياتية ستنسحب من أفغانستان عندما تزول التهديدات للقيادة الأفغانية التي دعت قواتنا»، حسب ما جاء في مقابلة لبرافدا مع برجنيف.

وفي برقية أخرى يقول السفير من دلهي إن الصحافة قد قلبت موقفها وبدأت تتكلم، ليس عن «ما يقترفه السوفيات في أفغانستان»، وإنما عن «ما تقوم به الصين في باكستان».

وتضيف البرقية أن موسكو بدأت تشتري الإعلانات على صفحات الجرائد الهندية. أما نحن بإمكاناتنا المحدودة فكل ما نقوم به هو تزويد مجموعة مختارة من الصحافيين بالمعلومات، «لكنه أصبح من الصعب جدا أن نقنع بعض المحررين باتخاذ مواقف مؤيدة لنا.. اللافت للنظر أن المقالات التي تأخذ موقفا غير مرضية، خصوصا تلك القادمة من المراسلين في لندن (البرقية تذكر بالاسم أسماء 4 مراسلين لصحف هندية).. الرجاء تزويدهم بمعلومات من طرفنا قبل زيارة وزير الخارجية إلى الهند».