أنباء عن مغادرة السفير الأميركي ليبيا بسبب «ويكيليكس»

السفارة في طرابلس الغرب قالت إنه ذهب لواشنطن للتشاور و«قد يعود»

TT

ذكرت وسائل إعلام ليبية إلكترونية خاصة، أمس، أن السفير الأميركي جين كيرتز «غادر ليبيا نهائيا»، بعد أن أبلغ الجهات المختصة بقراره، لكن مصادر السفارة الأميركية في طرابلس الغرب أفادت بأن كيرتز سافر إلى واشنطن للتشاور، وأن هناك شكوكا حول عودته مرة أخرى إلى العاصمة الليبية، وأنه «مع ذلك قد يعود». وأفادت تقارير من ليبيا، أمس، بأن السفير الأميركي طلب السفر إلى بلاده للتشاور حول بقائه في مهمته من عدمه، بعد أن أظهرت وثائق على موقع «ويكيليكس» أن السفير كان يسلط الضوء خلال عمله على جوانب «خاصة جدا» في ليبيا.

وتعرض كيرتز لاحتجاجات غاضبة من ليبيين في بلد لا يسمح فيه عادة بممارسة أي نشاط احتجاجي من دون موافقة مسبقة من السلطات أو أحد أجنحتها.

وحسب مصادر السفارة الأميركية، أبلغ السفير كيرتز الجانب الليبي بتعرضه لحملة مضايقات، وردت عليه السلطات الليبية باستعدادها بحث الأمر في حال تقدمه بمذكرة رسمية بهذا الشأن. ومن جانبها، نفت السلطات الليبية أن تكون وراء الإيعاز لأي شخص بالتعرض للسفير الأميركي.

وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي نشر موقع «ويكيليكس» برقيات، قال إن مصدرها السفارة الأميركية في طرابلس، من بينها برقية تتحدث عما سمته «بوادر كارثة نووية» في عام 2009، عندما أجلت ليبيا شحن مواد نووية مشعة من مفاعل تاجوراء إلى روسيا. وكذا نشر تقارير أخرى تضمنت تقييمات وتحليلات اعتبرها ليبيون تتضمن «تعليقات جارحة». وواجه السفير الأميركي حملة احتجاجات من أوساط شعبية ليبية، بعد أن بث موقع «ويكيليكس» أنشطة للسفير اعتبرها جانب من الليبيين أنها «أعمال تجسس» تتعارض مع طبيعة عمله الدبلوماسي، وتتعارض مع الأعراف الدبلوماسية.

ونقلت صحيفة «أويا» الليبية الخاصة نفي الناطق الإعلامي في السفارة الأميركية في طرابلس، جوزيف غورد رونو، ما تردد من أنباء بشأن مغادرة السفير الأميركي ليبيا بشكل نهائي، وقال إن كيرتز موجود بالفعل في واشنطن، لكنه سوف يعود.

وأضاف أن زيارة السفير الحالية لواشنطن تأتي في إطار التشاور حول عدة قضايا تخص العلاقات بين البلدين، من بينها استمرار عمله في ليبيا من عدمه.

وذكرت صحيفة «قورينا» الليبية الخاصة أن كيرتز تعرض لهجوم بعبارات قاسية من قبل بعض المواطنين أثناء ظهوره في أحد فنادق طرابلس.

وأطلق ناشطون ليبيون حملة ضد السفير الأميركي لدى ليبيا خلال الأشهر الثلاث الأخيرة، متهمين إياه بأنه «جاسوس» و«مدسوس». كما اتهمته الحملة بالمساعدة في قتل أبرياء غزة على خلفية عمله كنائب للسفير الأميركي في تل أبيب قبل نقله إلى ليبيا في ديسمبر 2008، وذلك بعد استئناف العلاقات بين واشنطن وطرابلس الغرب عام 2004 أي بعد نحو 3 عقود من القطيعة.

وقالت تقارير صحافية محلية في ليبيا قبل أسبوعين، إن السفير الأميركي اضطر إلى تغيير برنامجه اليومي، بسبب الحملة الموجهة ضده، ومن بينها قيامه بتغيير مكان نشاطه الرياضي الصباحي في ميدان الفروسية بمنطقة أبو ستة في طرابلس، مشيرة إلى أن كيرتز أبلغ مسؤولين ليبيين بتعرضه لـ«مضايقات» من مواطنين على خلفية تسريبات «ويكيليكس».

وكان السفير الأميركي علق على تسريبات «ويكيليكس»، بقوله إن «أصحاب النيات الحسنة يدركون أن التقارير الدبلوماسية الداخلية لا تمثل السياسة الخارجية الرسمية للحكومة».