وزير الشؤون الإسلامية السعودي: اعتداءات الإسكندرية أبشع أنواع الإرهاب

صالح آل الشيخ قال إن الرسول أوصى بمسيحيي مصر

TT

استنكر الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية السعودي، الأحداث الإرهابية التي تعرضت لها كنسية القديسين في الإسكندرية، واصفا إياها بأحد أبشع أنواع الإرهاب.

وجاء هذا الاستنكار في ختام مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده، في دورتها الثانية والثلاثين، التي رعاها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة.

وأشار الوزير السعودي، إلى أن الاعتداء على بعض القبطيين بمصر، في كنيسة يتعبدون فيها، يعد من أبشع أنواع الإرهاب، لأن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «من آذى ذميا فقد أذاني»، وقال أيضا عليه الصلاة والسلام «استوصوا بالقبط خيرا».

ولفت آل الشيخ، إلى أن «من يعيش في بلاد الإسلام من سائر الديانات كاليهود والنصارى، فإن لهم حقا، وإن لهم ذمة في أن لهم ما لنا وعليهم ما علينا».

وأكد آل الشيخ، ضلالة هذا العمل الإرهابي، مستنكرا انتهاك الحرمات في مكان العبادة، وأضاف: «القرآن يحرم هذا، ويجرمه ويحكم على أصحابه، من فعلوا هذه الجريمة، بأنهم على ضلال مبين، لأنه قال جل وعلا (وأنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)».

وفي حديث للوزير السعودي، أوضح «أن القرآن تضمن رفعة وشمول تقرير حقوق الإنسان، فقرر حق الإنسان لإنسانيته في حفظ الدين وحفظ النفس والمال والفعل والنسل والعرض، فحفظ الضروريات الخمس التي دل عليها القرآن، وكان أول تشريع تحفظ فيه حقوق الإنسان. هذا القرآن اشتمل على تحريم الظلم أيا كان، فالظلم ظلمات، والقرآن في كلامه جل وعلا بين أن السماوات والأرض قامت على العدل».

وأكد آل الشيخ، أن ظلم الإنسان، مسلما كان أو غير مسلم محرم، مؤكدا أن إيقاع الظلم بالناس بغير وجه حق، بما يسمى بالمصطلح المعاصر بـ«الإرهاب»، الذي هو إخافة الناس بغير وجه حق، أو التعدي على العرض أو المال أو نحو ذلك، فيقرر لنا القرآن العظيم تحريم الغلو وتحريم قتل النفس وتحريم التعدي على الأعراض، وتحريم أن يكون المسلم غير آمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى، ولهذا جاء الإرهاب مشينا في هذه الأمة، جاء محاربا لكل حامل للقرآن الكريم. فأهل القرآن هم أول من يحارب الإرهاب على هذا النحو، وهو أن يخاف بغير وجه حق، أو أن يعتدي على الأنفس، فجرائم الإرهاب والقتل والتكفير والتفجير، التي نراها في أكثر من بلد إسلامي، وفي غير البلدان الإسلامية، هذا ما تحرمه الشريعة ويحرمه القرآن، ويقوم بذكر ذلك وإشاعته في الناس أهل القرآن، محرمين كل اعتداء على النفس بغير وجه وحق.

وكان الأمير خالد الفيصل، قد كرم الفائزين بجائزة الملك عبد العزيز الدولية للقرآن الكريم، مساء الأحد الماضي، مشيرا إلى أنه «ليس هناك أسمى، ولا مكرمة أعظم عند الله، من حفظ كتابه الكريم، والاشتغال بعلومه، وسبر أغوار حقيقة مراده، لا بقصد الوقوف عند حد المعرفة فحسب، ولكن بقصد سلوك منهجه القويم تأسيا برسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه، فكان خلقه القرآن».

وأشار أمير منطقة مكة المكرمة، إلى أنه، وفي عالمنا المعاصر الذي يموج بالقلق والاضطراب والاحتراب، تتبدى عظمة القرآن ونحن نراه يحمل إلى عموم البشرية دستورا ربانيا منضبطا، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومنهجا قويما متكاملا لفلاح الإنسان في حياته وسعادته في الدنيا والآخرة، الأمر الذي يغري هذا الإنسان، حتى في الدول الأكثر تقدما وحضارة مادية، بالدخول في هذا الدين القيم عن يقين ومصداقية، ويبلغ إعجازه مبلغه في قدرته المتفردة على مواكبة كل العصور والدهور، بما يحقق صيانة صحيح الدين الإسلامي القائم على الوسطية والعدل، ويؤصل نهضة أتباعه وريادتهم في كل زمان ومكان، طالما التزموا صحيح منهجه.