مختلف أطياف المصريين يشاركون في وقفات احتجاجية تضامنية بالقاهرة

مثقفون وفنانون ورياضيون أدانوا حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية

TT

بينما تخيم حالة من الحزن على جموع المصريين بسبب حادث التفجير أمام كنيسة القديسين مار مرقس والأنبا بطرس، بحي سيدي بشر بالإسكندرية، أعرب عدد من الفنانين والمثقفين والرياضيين المصريين ونشطاء المؤسسات الأهلية وطلاب الجامعات المصرية عن تضامنهم يدا واحدة مع قتلى الحادث وضحاياه.

ونظم أمس الاثنين عدد من أدباء ومثقفي ومفكري مصر وقفة احتجاجية صامتة بالشموع والشارات السوداء ضد تفجيرات الإسكندرية، وذلك بميدان طلعت حرب بوسط العاصمة المصرية، ليعلنوا من خلالها رفضهم للتفجيرات.

ودعت «ساقية الصاوي» (أشهر مركز ثقافي بالقاهرة) إلى تجمع المسلمين ليكونوا دروعا بشرية تحمي كل التجمعات المسيحية في الكنائس، خاصة في احتفالات عيد الميلاد. وأعلن مؤسس الساقية، محمد الصاوي، عن نية جميع العاملين بمشروعه الوقوف أمام كل كنائس حي الزمالك لتفعيل فكرته، داعيا المصريين للمشاركة في هذه الدعوة.

وأصدرت نقابة المهن التمثيلية، برئاسة نقيب الممثلين الدكتور أشرف زكي، بيانا أدانت فيه الأحداث الدامية التي شهدتها الكنيسة، قالت فيه: «يعلن جموع الفنانين استنكارهم الشديد للجريمة النكراء في حادث الاعتداء على كنيسة القديسين بالإسكندرية في يوم عيدهم، ونقدم خالص العزاء والمواساة لأسر الضحايا».

كما ندد عدد كبير من الفنانين على شاشات الفضائيات والإنترنت بالحادث، معتبرين أن هذا العمل الإرهابي مصنوع لإحداث فتنة طائفية داخل مصر، وطالب عدد منهم باتخاذ إجراءات صارمة وقاسية ضد مرتكبي الحادث.

كما نظم اتحاد طلاب جامعة عين شمس وقفة تضامنية مع ضحايا حادث الكنيسة، واحتشد جمع غفير من طلاب الجامعة مستخدمين شعارات الوحدة والمؤاخاة بين المسلمين والمسيحيين، رافعين لافتات تحمل رموز الهلال والصليب وشعارات «لا للإرهاب» و«مصر هتفضل غالية علينا» و«الجامع جنب الكنيسة» و«مصر بخير.. طول ما المسجد جنب الدير».

في السياق ذاته، أكد اتحاد طلاب جامعة الأزهر وحدة صف الشعب المصري في مواجهة أي أحداث وقدرته على الترابط والتماسك لتجاوز الحدث الإرهابي.

وأشار الاتحاد، في بيان له أمس، إلى أن ذلك الحادث سيزيد شعب مصر ترابطا وقوة ووحدة، ولن يستطيع أحد النيل من وحدته أو إشعال نار الفتنة الطائفية بين المصريين؛ لأن المصريين، مسلميهم ومسيحييهم، يعلمون جيدا عدوهم الحقيقي ولن يسمحوا بالعبث بأمن مصر أو زعزعة استقرارها.

كما ناشد البيان شباب مصر إلى التكاتف في ظل هذه الأزمة والتصدي لأي محاولات لإثارة الفتن والقلاقل بين مسلمي مصر ومسيحييها، ليؤكدوا للعالم أنهم شعب واحد وحضارة عريقة.

إلى ذلك، دعت أمانتا الإعلام والشباب بالحزب الوطني الديمقراطي (الحاكم)، إلى تنظيم مشاركة لأعضاء الحزب في احتفالات الكنائس بقداس عيد الميلاد المجيد مساء يوم الخميس المقبل، تعبيرا عن روح الوحدة والتضامن التي تجمع بين مسلمي مصر ومسيحييها، والتأكيد أن الأخطار التي تواجه مصر هي أخطار مشتركة ينبغي التصدي لها معا وبروح واحدة.

وقد انضم لهذه الحملة في يومها الأول أكثر من ألف شاب وفتاة عبروا في بيان لهم عن إدانتهم الشديدة للأحداث الإرهابية التي وقعت وقام بها «مجموعة مرتزقة من أعداء الوطن» ليس عندهم أي وازع من الضمير أو الأخلاق، وأكدوا أن هذا الحادث لن ينال من وحدة المصريين؛ لأننا نسيج واحد على مر الأزمان والعصور.

كما أدان «الاتحاد العام للمصريين بالخارج» بشدة الحادث الإرهابي الذي وقع قرب كنيسة القديسين بالإسكندرية وراح ضحيته عدد من المصريين.

وجاء في بيان صدر عن مكتب الاتحاد أمس: «إن أبناء مصر بالخارج روعهم الاعتداء الإرهابي الأثيم، وتلك الجريمة النكراء التي وقعت على كنيسة القديسين بمدينة الإسكندرية». وأعرب الاتحاد في بيانه عن استنكاره وإدانته لهذه الجريمة الحمقاء التي استهدفت أمن الأمة بأسرها مع قدوم العام الميلادي الجديد واحتفالات أقباط مصر بالأعياد، كما أعرب عن تضامنه مع أبناء مصر في الداخل رئيسا وحكومة وشعبا ضد الإرهاب.

وكرد فعل سريع على الحادث، قام عدد من المطربين بتسجيل أغنيات عن واقعة الكنيسة، تدعو إلى الوحدة الوطنية بين كل المصريين من دون التفريق بينهم حسب الديانة، ومنهم: محمد عدوية، وعمرو مصطفى، ومروة نصر.

وكتب الفنان خالد أبو النجا، عبر مدونته الشخصية: «كن إيجابيا وشارك المصريين في حماية الكنائس المصرية، هذه دعوة لكل مصري ليذهب إلى أقرب كنيسة لمكان سكنه أو مكان عمله لحضور صلوات عيد الميلاد المقررة في 6 يناير (كانون الثاني) المقبل»، داعيا المصريين للدفاع عن أماكن عبادتهم.

الرياضيون بدورهم لم يكونوا بعيدين عن الحدث، ففي بيان صدر عن المجلس القومي للرياضة، أول من أمس الأحد، أكد رئيسه حسن صقر أن الاعتداء على كنيسة القديسين بالإسكندرية حادث غادر يخرج من رحم الإرهاب الذي يستهدف مصر ويحاول زعزعة الاستقرار والأمان الذي تعيشه البلاد.

على جانب آخر، اتفق حارس مرمى النادي الأهلي المعتزل أحمد شوبير، النائب السابق والمسؤول السابق باتحاد الكرة المصري، مع الفنان الشاب تامر حسني على تنظيم زيارة عاجلة لضحايا العمل الإرهابي. أما على مستوى مؤسسات الجمعيات الأهلية، فقد أطلقت «قافلة شعاع الخير» التي تضم عددا من طلاب جامعة الزقازيق بمحافظة الشرقية، مبادرة (حماية كنائس مصر) في المحافظة، يومي السادس والسابع من يناير الحالي، تضامنا مع إخوانهم المسيحيين ليلة قداس عيد الميلاد.