باريس تفتح تحقيقا قضائيا للنظر في تهديدات ضد الأقباط في فرنسا

الخارجية الفرنسية: ندعم السلطات المصرية في حربها ضد الإرهاب

TT

فتح القضاء الفرنسي تحقيقا تمهيديا بعد شكوى تقدمت بها الطائفة القبطية في فرنسا تؤكد فيها أنها تلقت تهديدات عقب الاعتداء الإرهابي الذي ضرب كنيسة القديسين في الإسكندرية وأوقع 22 قتيلا. وكلف القضاء قسم محاربة الإرهاب التابع لفصيلة ملاحقة الإجرام لدى شرطة باريس العدلية بالتحقيق في الشكوى وملاحقة المعنيين بتهمة «تشكيل عصابة إجرامية ذات أغراض إرهابية».

ويأتي هذا التطور بعد أن تم الكشف عن معلومات تفيد أن الكنائس والمواقع الدينية القبطية في عدد من الدول الأوروبية بينها فرنسا وألمانيا وبريطانيا كانت على لائحة الأهداف الممكنة لتنظيم القاعدة، وفق ما ورد على موقع إسلامي يحمل اسم «شموخ الإسلام» وذلك منذ الثاني من ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

ويبلغ عدد الأقباط المصريين في فرنسا نحو 250 ألف شخص وقسم كبير منهم يسكن في باريس ومحيطها.

وجاءت الشكوى من التهديدات يوم الأحد من قبل كاهن كنيسة قبطية في مدينة شاتنيه مالابري الواقعة على بعد 15 كلم جنوب العاصمة باريس وتسكنها طائفة قبطية من 5 آلاف شخص. وأكد الكاهن، الذي يدعى جرجس لوقا، أن كنيسته معرضة لأعمال إرهابية بناء على ما نقله إليه أحد أبناء الرعية الذي عثر على تهديدات بهذا المعنى ضد أهداف قبطية في أوروبا وفرنسا على موقع إنترنت إسلامي بينها كنيسة شاتنيه مالابري. وبحسب الكاهن جرجس لوقا، فإن هذه التهديدات «ليست اختلاقية» وأنه «لا يجوز الرضوخ لها».

وعمدت قوى الشرطة إلى تعزيز الحضور الأمني في المناطق الحساسة. لكن لا يبدو أن هناك تخوفا حقيقيا من عملية إرهابية قريبة على الأراضي الفرنسية. وخلال الأشهر الماضية، وجهت لباريس تهديدات مباشرة من قبل «القاعدة» على صلة بالحضور الفرنسي في أفغانستان وفي عدد من البلدان الأفريقية التي تنشط فيها منظمة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي حيث خطفت مجموعة من المواطنين الفرنسيين.

وتلاقي التطورات في مصر اهتماما واسعا من السلطات الفرنسية والهيئات الروحية ومتابعة مستفيضة من وسائل الإعلام على اختلاف مشاربها. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أدان الاعتداء «الآثم والجبان» الذي ضرب كنيسة الإسكندرية ووجه رسالة تضامن إلى الرئيس المصري حسني مبارك. واتصل رئيس الحكومة فرنسوا فيون بالرئيس المصري ليعبر له عن «تضامن فرنسا مع الطائفة القبطية والتزامها الدفاع عن حرية الأديان أينما كان». وزار فيون، الذي كان يمضي في مصر عطلة عيد الميلاد، كاتدرائية أسوان، أمس. وأصدرت الخارجية الفرنسية بيانا أدانت فيه بشدة الاعتداء الإرهابي وشددت على تمسكها بالحريات الأساسية ومنها الحرية الدينية ودعمها للسلطات المصرية في حربها على الإرهاب.