مستشار الأمن القومي الأميركي: اتصالات أوباما مع الرؤساء تركز على السودان

بنجامين رودز: 2011 سيكون عام أفريقيا.. مصادر أميركية: نسبة التصويت للانفصال ستكون 99%واشنطن: محمد علي صالح

TT

قال بنجامين رودز، نائب مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، إن باراك أوباما «استثمر أموالا ضخمة» في السودان، ويتحدث عن السودان، والاستفتاء في جنوبه في كل اتصالاته التليفونية تقريبا مع رؤساء الصين وروسيا لأنهما «دولتان تقدران على التأثير على حكومة السودان».

وأضاف رودز أن السودان كان الموضوع الأول عندما انضم أوباما إلى اجتماع في البيت الأبيض في الشهر الماضي، كان يعقده مستشاروه للأمن القومي. وخلال حديثه العابر للمستشارين، «ركز أوباما على السودان، وليس على إيران أو كوريا الشمالية». وقال رودز إن أوباما قرر أن تكون السنة الجديدة هي «سنة أفريقيا». وأضاف أن أوباما سيزور بعض الدول الأفريقية خلال هذه السنة، من دون أن يشير إلى السودان. وقال رودز: «يمكن لأوباما أن يتحدث مع القادة الأفارقة مع مستوى فريد من الصراحة. ويعكس هذا علاقته الشخصية مع أفريقيا. يجب ألا ننسى أن أوباما يعرف أن والده (الكيني) وباقي أفراد الأسرة (في كينيا) تضرروا من الفساد هناك، الذي يصيب الكثير من البلاد الأخرى».

ونقلت وكالة «أسوشييتد برس»، التي نقلت هذه التصريحات، تصريحات أخرى لمسؤول في البيت الأبيض قال: «في هدوء، ولكن في استراتيجية طويلة المدى، يزيد أوباما اهتمامه بالقارة الأفريقية. ومع بداية السنة، يزيد تركيزه». وقال المصدر إن سبب ذلك هو أن السنة المقبلة ستكون سنة الاستعداد لانتخابات الرئاسة سنة 2012. وأضاف المسؤول: «القارة الأفريقية مهمة بالنسبة لأوباما لاعتبارات شخصية (والده من كينيا) ولأنها صارت مهمة للمصالح الأميركية»، وأن أوباما سيركز على نشر الديمقراطية في أفريقيا، وعلى الحكم الرشيد والشفافية. وأن مجلس الأمن الوطني في البيت الأبيض يرصد أكثر من 30 انتخابا في ثلاثين دولة أفريقية هذا العام، بما في ذلك نيجيريا وزيمبابوي. وأيضا، يتابع التطورات في ساحل العاج بعد الانتخابات هناك، حيث رفض الرئيس لوران غباغبو، الذي انهزم، التنازل عن الحكم. وأن أوباما حاول الاتصال تليفونيا بالرجل الذي يبدو أنه يتحاشى الحديث مع أوباما. لهذا اضطر أوباما لإرسال خطاب له طلب فيه الرضوخ لرغبة الشعب في ساحل العاج. وهدده بأنه كلما تعلق بالحكم زادت مشكلاته. وقال جون كامبل، خبير في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، والسفير الأميركي السابق لدى نيجيريا، إن هذه الانتخابات تعطي أوباما فرصة لوضع سياسات واضحة. وأضاف: «يجب ألا يتنازل أوباما إذا جاءت تلك الانتخابات غير حرة ونزيهة وذات مصداقية».

وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن أوباما كان يود الاهتمام بالقارة الأفريقية منذ أن تولى الحكم قبل سنتين، لكنه انشغل بإنهاء التدخل الأميركي في العراق، وزيادة القوات الأميركية في أفغانستان، وتحسين العلاقات مع روسيا، بالإضافة إلى المشكلات الداخلية مثل المشكلة الاقتصادية والمناورات مع قادة الحزب الجمهوري.

من جهة ثانية، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مصادر في جنوب السودان أنه بدلا من القلق على عدم إجراء الاستفتاء، وعلى رفض اعتراف الشماليين به، يسود جو هادئ بعد تصريحات متكررة من الرئيس عمر البشير بأنه حريص على إجراء الاستفتاء وسيقبل نتيجته.

وقوله مؤخرا باستعداده لمساعدة «الإخوان الجنوبيين»، وإنه سيكون «أول من سيعترف» بدولة الجنوب الجديدة. وأشارت المصادر إلى أن فرصة وقوع حرب جديدة بعد نهاية الحرب السابقة باتت «قليلة جدا، وتظل تقل»، كما أشارت المصادر إلى تصريحات عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأن الاستفتاء سيكون سلميا. غير أن المصادر أكدت تصويت الجنوبيين للانفصال، وقالت إن النسبة ستكون 99% في المائة. وقالت إن هناك اتفاقا عاما على أن الاستفتاء «سيكون تاريخيا وعاطفيا، لكنه لن يكون كارثة». وأضافت: «صار الجانبان أكثر واقعية. عكس ما قيل عنهما. وعلى الرغم من أنه صور كعصابة متوحشة في الكثير من البلدان الغربية، أظهر النظام الإسلامي الذي يسيطر على السودان، بدءا بالرئيس البشير، مرونة مثيرة للدهشة».