وزراء «العمل» يؤكدون أنه في طريقه للانسحاب من الحكومة

بعد التراجع الكبير في مكانة وشعبية الحزب

TT

في الوقت الذي يجري فيه الحديث عن احتمالات انسحاب حزب العمل من الائتلاف الحكومي في إسرائيل، دعا وزير الدفاع زعيم «العمل» إيهود باراك حكومة بنيامين نتنياهو لبذل كل جهد مستطاع من أجل تحريك العملية السياسية على المسارين الفلسطيني والإقليمي. وطلب باراك التركيز في الوقت الراهن على المسار الفلسطيني، مع عدم إهمال المسارات الأخرى. ووجه باراك نقدا غير مباشر لسياسية نتنياهو بقوله إن العلاقة مع الولايات المتحدة تعتبر قناة حيوية لتحريك عملية السلام، ويجب تقويتها، تفاديا لنجاح جهات عربية ودولية في نزع الشرعية عن إسرائيل.

وقال باراك خلال زيارته للمركز القومي للتدريبات العسكرية البرية في إسرائيل: «أصبح العالم يتقبل الموقف الفلسطيني أكثر من الإسرائيلي وعلى إسرائيل أن تناضل ضد عدم شرعيتها».

وجاءت تصريحات باراك في وقت يمارس فيه نواب «العمل» ضغوطا كبيرة عليه من أجل الانسحاب من الائتلاف، ردا على الجمود في عملية السلام. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»: إن الضغوطات التي يتعرض لها باراك منذ شهرين نجحت في إقناعه في التخلي عن الشراكة مع نتنياهو إذا ظل الوضع على ما هو عليه. وتشير تصريحات وزراء في «العمل» صراحة إلى احتمال اتخاذ هذه الخطوة خلال شهرين، فقال وزير الرفاه يتسحاق هيرتسوغ: «على رئيس الوزراء أن يدرك أن استقرار حكومته في خطر.. فالعمل في طريقه إلى الخروج من الحكومة وسيتم حسم ذلك في مؤتمر الحزب». ودعا هيرتسوغ لعقد مؤتمر عمالي يخصص لعملية السلام، وقد يبحث أيضا احتمال إجراء انتخابات مبكرة لاختيار زعيم جديد للحزب بدلا من باراك. وأضاف هيرتسوغ «يجب أن يحدث ذلك خلال أسابيع. يجب اتخاذ قرارات خطيرة وهامة لدفع وإنقاذ الحزب». ونقلت مصادر إسرائيلية عن هيرتسوغ قوله إنه «طلب من باراك أن يطرح موضوع الفقر في الحكومة وأن يقدم استقالته في أعقاب ذلك». وانضم لهيرتسوغ، وزيرا، الصناعة بنيامين بن أليعازر، والأقليات أفيشاي بروفرمان، وقال بن أليعازر، إن حزبه «سيغادر الحكومة في أوائل مارس (آذار) المقبل إذا بقيت عملية السلام عالقة». أما بروفرمان فدعا حزبه إلى عقد اجتماع في يناير (كانون الثاني) الحالي لاتخاذ قرار بشأن ترك الائتلاف. وقال «عليهم اتخاذ قرار واضح، إذا جرت مفاوضات مباشرة فنحن في الحكومة. وإلا فإننا سننسحب منها». وأضاف «مع أسفي الشديد فإن استراتيجية باراك فشلت. ولسوء الحظ فإن نتنياهو يراوح مكانه وبلدنا هو الذي يدفع الثمن، وكذلك (العمل) الذي يفقد ثقة الرأي العام». وهاجم سكرتير «العمل» حيليك بار الذي عينه باراك مؤخرا، سياسة الحزب.. وقال إن العودة إلى القضايا الاجتماعية قد تجعل نهضة الحزب ممكنة. كما هاجم سياسة الحزب، رئيس الهيستدروت عوفر عيني.

وتقول «يديعوت أحرونوت» إن وزراء وأعضاء «العمل» يشعرون على ضوء فشل العملية السياسية بأن الحزب يفقد مزيدا من المؤيدين، وأن حركة شاس الدينية المتشددة هي المستفيد الأفضل من استمرار هذا الائتلاف.

وتولدت قناعة جدية هذه المرة عند حزب الليكود بأن العمل في طريقه للانسحاب، وأن القضية تحولت لمسألة وقت، وهذا ما يفسر محاولة التقارب التي بدأها «الليكود» مع حزب الاتحاد الوطني اليميني المتطرف لدعم الحكومة في حال التصويت على سحب الثقة. وإذا انسحب العمل سيصبح لدى الائتلاف الحكومي 61 صوتا في الكنيست الإسرائيلي بدل 74. وهذا ما دفع بعض وزراء الليكود للحديث عن إمكانية حصول الانتخابات القادمة بداية عام 2012.