إسرائيل أسقطت 3000 طن من المتفجرات على غزة خلال الحرب الأخيرة

ضابط كبير: هناك تهويل بشأن قدرات الفلسطينيين لتبرير استخدام القوة المفرطة في الحرب المقبلة

TT

قال تحسين سعد، مدير إدارة هندسة المتفجرات في شرطة الحكومة المقالة في قطاع غزة، إن الجيش الإسرائيلي أسقط خلال الحرب الأخيرة على القطاع (2008 - 2009) أكثر من 3 آلاف طن من القنابل والصواريخ، مشيرا إلى أن الكثير من هذه الأسلحة يشتمل على مواد محرمة دوليا.

وفي بيان له، أوضح سعد أن الجيش الإسرائيلي استخدم في حربه قنابل مختلفة الأحجام والأوزان أهمها قنابل «م.ك»، في الضربة الجوية الأولى، التي تستخدم لتدمير المنشآت والمباني والمناطق المفتوحة، وتتراوح أوزانها ما بين (150 - 500) كيلوغرام. وأشار سعد إلى أن الجيش الإسرائيلي استخدم مجموعة من الصواريخ المختلفة الموجهة والمضادة للدروع والأفراد، التي تستهدف أيضا المدنيين والسيارات، موضحا أنه تم تثبيت بعض الصواريخ مثل «هيل فاير» على طائرات الأباتشي والاستطلاع، وصواريخ مثل «نمرود» و«تاو» المضادة للدروع وهي الأكثر استخداما ضد الأفراد، ثبتت على الآليات العسكرية الثقيلة. وذكر سعد أن إسرائيل استخدمت قنابل تنشر دخان أحمر اللون، وتحتوي على 25% مادة ناسفة، و75% من مادة «التنجستين» التي تختلط ببعض الحبيبات الصغيرة التي تشبه الفلفل الأسود، موضحا أنه عندما تسقط هذه القنبلة على الأرض تقوم برش سائل، يحدث نوعا من الضباب في أقل من ثانية ثم يختفي هذا الضباب وتنفجر القنبلة.

وعن مدى خطورة وتأثير هذه الأسلحة على الإنسان والبيئة، قال سعد: «لا يتوقف تأثير هذه الأسلحة على القتل فقط، فهي تحوي مواد محرمة دوليا كالفسفور والتنجستين واليورانيوم، وتسبب أمراضا مختلفة أخطرها السرطان، وتقضي على الأشجار والنباتات وتسبب حروقا شديدة وبتر في الأعضاء، إلى جانب تأثيرات مستقبلية من تشوهات للأجنة وأمراض مختلفة». وأوضح سعد أن من أخطر الأسلحة، التي استخدمتها إسرائيل في حربها على غزة قنابل الفسفور الحارقة، المحظور استخدامها في المناطق المأهولة بالسكان، مشيرا إلى أن إدارته عالجت 20 طنا من مخلفات هذه المتفجرات.

من ناحيته، قال محمد عسقول، وزير التعليم في الحكومة المقالة بغزة، إن الجيش الإسرائيلي قتل خلال الحرب الأخيرة 635 طالبا ومعلما واستهدف 166 مدرسة، مشددا على أن هذه الجرائم لن تثني الفلسطينيين عن مواصلة معركة البناء. وحذر ضابط إسرائيلي كبير في الاحتياط من أن إسرائيل تهول من قدرات المقاومة الفلسطينية من أجل التوسع في استخدام القوة خلال الحرب المقبلة. وفي مقال نشرته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس، قال العقيد يغآل إيال إن إخفاقها في القيام بمسؤولياتها، لا سيما إطفاء الحريق وتسلل الانطباع بأنها ستكون عاجزة عن الانتصار في الحرب المقبلة، سيجعل الحكومة الإسرائيلية تستغل أي حرب مقبلة لتكون حربا متطرفة من حيث التوسع والإفراط في استخدام القوة، وضمن ذلك المس بالمدنيين. وشدد على أن إسرائيل تخطئ إذا اعتقدت أنه عبر استخدام القوة بإمكانها أن تحسم صراعاتها مع جيرانها، مشددا على أنه من دون مسيرة سياسية، فإن الحرب ستتجدد. وأكد أن الاستسلام لمفهوم القوة سيدمر المنظومة القيمية للمجتمع والدولة في إسرائيل، مشددا على ضرورة أن تستثمر إسرائيل طاقة وجهودا أكبر في منع نشوب الحرب عبر الوسائل السياسية.