«الجبهة الشعبية» تودع أبو ماهر اليماني أحد أبرز مؤسسيها

توفي في بيروت عن عمر يناهز الـ86

أبو ماهر اليماني
TT

توفي عن عمر يناهز الـ86 عاما في بيروت، أمس، أحمد اليماني (أبو ماهر)، أحد أبرز قادة النضال الفلسطيني ومؤسسيه وأحد مؤسسي حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وسيوارى جثمان أبو ماهر الثرى بعد صلاة عصر اليوم في مسجد الإمام علي في الطريق الجديد بجنوب بيروت إلى «مقبرة الشهداء» دوار شاتيلا.

ونعت اللجنة المركزية للجبهة اليماني في بيان جاء فيه: «بقلوب يعتصرها الحزن والألم تنعي اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والمكتب السياسي والأمين العام المناضل أحمد سعدات الرفيق المناضل والقائد الفلسطيني الكبير أحمد حسين اليماني (أبو ماهر) الذي أمضى ستة عقود متواصلة في الكفاح من أجل تحرير فلسطين والوحدة العربية. وبوفاته فقدت الجبهة والثورة والشعب الفلسطيني بأسره والأمة العربية وأحرار العالم كله، رجلا مناضلا فذا وقائدا متواضعا، أفنى عمره وحتى آخر لحظة من حياته في خدمة قضية شعبه وأمته العربية.

وأضاف البيان: «لقد عرفت الجماهير الفلسطينية والمخيمات في كل المواقع والأماكن الرفيق أبو ماهر، مناضلا صلبا وقائدا متواضعا، يعيش بكل جوارحه أحاسيس الناس ومشكلاتهم وهمومهم وآلامهم وآمالهم في العودة والحرية والاستقلال والكرامة».

وعرفت الجماهير العربية وقواها السياسية الرفيق أبو ماهر قائدا ومناضلا وحدويا آمن بالوحدة الوطنية الفلسطينية والوحدة العربية الشاملة طريقا لتحرير كل ذرة من تراب فلسطين وتحقيق آمال وتطلعات الأمة العربية في التحرر والديمقراطية والاشتراكية والوحدة.

وعاهدت «الجبهة الشعبية» على أرض فلسطين وفي كل مواقع اللجوء القائد الغالي والرمز الكبير أحمد حسين اليماني على الاستمرار في الكفاح والمقاومة ومواصلة السير على نهجه وطريقه ومبادئه لتحقيق كامل أهداف شعبنا العظيم وأمتنا العربية المجيدة. المجد للشهداء..

اليماني في سطور ولد أبو ماهر في قرية سحماتا قضاء عكا عام 1924، ودرس سنوات الابتدائية في ترشيحا وقضى دراسته الثانوية بين مدينتي صفد إلى عكا ثم إلى الكلية العربية في القدس. واختار العمل الوظيفي الرسمي، فعمل في دائرة الزراعة الحكومية في عكا، ودائرة الأشغال العامة في حيفا. ونشط في العمل النقابي فأصبح أمين سر النقابة المركزية لعمال وموظفي دائرة الأشغال العامة، ومنظم نقابات في جمعية العمال في يافا، مجلس النقابات وكما انتخب لمنصب أمين سر اللجنة المركزية في لواء الجليل حتى النكبة عام 1948.

بعد نكبة فلسطين هاجر أبو ماهر اليماني مع أسرته إلى لبنان. وهناك عمل مديرا لمدرسة الأونروا، في مخيم برج البراجنة، وناظرا لثانوية خالد بن الوليد في بيروت ومدرسا في كلية التربية والتعليم في طرابلس في شمال لبنان ومديرا لمدرسة الأونروا في مخيم عين الحلوة في الجنوب وكان أحد مؤسسي الأندية الثقافية في مخيمات لبنان.

وكان أحد مؤسسي المنظمة العسكرية لتحرير فلسطين، عام 1949، وأحد مؤسسي اللجان الشعبية في المخيمات الفلسطينية ولبنان، وأمين سر رابطة المعلمين الفلسطينيين ومشرفا على رابطة الطلاب الفلسطينيين في لبنان ومؤسس وأمين سر اتحاد عمال فلسطين ومندوب الاتحاد العام لعمال فلسطين في الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب.

وشارك أبو ماهر في تأسيس «الجبهة الشعبية» التي احتل منصب أمينها العام الدكتور جورج حبش. وتعرف على حبش خلال ندوة ثقافية في بيروت، عبر الدكتور وديع حداد الذي التقاه في بعلبك شرق لبنان عام 1951، بعد عام من تعارفهما، فاتحه وديع حداد للمرة الأولى بأمر إنشاء حركة القوميين العرب.

عام 1959 التقى أبو ماهر اليماني مع وفد من الحركة، الزعيم العربي جمال عبد الناصر في دمشق وطالبه بتدريب الفلسطينيين وتسلحيهم لخوض معركة التحرير والتقى ياسر عرفات لأول مرة في بيروت عام 1965.

أبو ماهر كان أحد مؤسسي «إقليم فلسطين» في حركة القوميين العرب، وهذا الإقليم هو الذي تحول في نهاية عام 1967 إلى «الجبهة الشعبية».