زعماء أفارقة يفشلون في إقناع غباغبو بالتنحي.. وساركوزي: لن نشارك في عملية عسكرية

واشنطن تعرب عن استعدادها قبول الرئيس على أراضيها إذا تخلى عن السلطة

TT

قالت مجموعة التعاون الاقتصادي لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، إن الرئيس الحالي في ساحل العاج لوران غباغبو وافق على إجراء مزيد من المحادثات بشأن الخلاف المرير على نتيجة انتخابات الرئاسة، وتعهد برفع الحصار عن المقر المؤقت لغريمه الحسن وتارا.

وأضافت «إيكواس» في بيان «وافق السيد لوران غباغبو على التفاوض من أجل إنهاء النزاع بصورة سلمية من دون شروط مسبقة. كما تعهد برفع الحصار المفروض حول فندق دي جولف، المقر المؤقت للسيد الحسن وتارا فورا». وتابعت أن وتارا الذي حصل على اعتراف واسع بفوزه في انتخابات 28 نوفمبر (تشرين الثاني) «أشار إلى استعداده لضمان خروج مشرف» لغباغبو، شريطة تقبله للخسارة في الانتخابات. وأكدت فرنسا القوة الاستعمارية سابقا التي تقود الجهود الدولية الرامية إلى إزاحة غباغبو منذ الانتخابات الرئاسية في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) أنها لن تشارك في عملية عسكرية محتملة إذا حصلت.

وأعلن الرئيس نيكولا ساركوزي أن الجنود التسعمائة المنتشرين في عملية ليكورن في ساحل العاج «ليست مهمتهم التدخل في الشؤون الداخلية» لساحل العاج. إلى ذلك، أكد مسؤول أميركي بارز استعداد بلاده لقبول الرئيس الإيفواري على أراضيها حال قرر التنحي عن السلطة لصالح منافسه الحسن واتارا. وقال المسؤول في تصريح لشبكة «سي إن إن» الإخبارية إنه «إذا كان يبحث الرئيس غباغبو عن خروج مشرف، فإننا لا نزال منفتحين لمساعدته في هذا الأمر، لكن لا يوجد مؤشر على أنه مستعد للمغادرة في هذه المرحلة».

من جانبه أعلن الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان الذي يتولى حاليا رئاسة المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا بعد لقاء صباح أمس الثلاثاء في أبوجا مع موفدي هذه المنظمة والاتحاد الأفريقي أن «المأزق ما زال قائما».

وأوضح أن الحوار سيتواصل لكن ليس أمام غباغبو سوى خيار واحد وهو التنحي لحساب وتارا الذي اعترف به المجتمع الدولي، أو إزاحته بتدخل عسكري من دول غرب أفريقيا. وقال جوناثان إن «موقف المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا ما زال كما أعلنته المنظمة في بيانها» عقب قمة 24 ديسمبر (كانون الأول) 2010 عندما دعا قادتها غباغبو إلى التنحي وهددوه باللجوء إلى القوة. وحذر الرئيس النيجيري من أن تسوية الأزمة قد تأخذ وقتا «لأنه لا بد من ضغط دولي كبير لإقناع هذا النوع من الأشخاص». وللمرة الثانية في أقل من أسبوع توجه رؤساء دول بنين يايي بوني، وسيراليون أرنست كوروما، والرأس الأخضر بيدرو بيريس، أول من أمس الاثنين إلى أبيدجان باسم المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا. وتباحثوا مجددا ومطولا مع كلا الخصمين على انفراد، ورافقهم هذه المرة موفد الاتحاد الأفريقي رئيس الوزراء الكيني رايلا أودينغا. وقبل اطلاع جوناثان على ما توصلت إليه الوساطة أول من أمس الاثنين تحدث أودينغا عن حصول تقدم واحتمال عقد لقاء بين غباغبو ووتارا. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: «كسرنا الجليد وبدأنا مناقشات. قد وافقنا على مقابلة وجها لوجه لكن مع بعض الشروط». وقد أثار غضب معسكر وتارا الذي نفى قطعا احتمال عقد هذا اللقاء. وقال علي كوليبالي، المستشار الدبلوماسي لوتارا: «هذا غير صحيح تماما، إن أودينغا قدم هذا الاقتراح، لكننا رفضناه»، مؤكدا «نحن لسنا مستائين» من هذا التصريح. وأكد أن وتارا ما زال يتمسك بالمواقف الأولى التي أعلنها عقب لقائه مع الوسطاء الأفارقة، أي أنه «الرئيس الشرعي»، وعلى غباغبو أن «يتنحى».

وقال وتارا مجددا مساء أول من أمس الاثنين إن المناقشات «قد انتهت». ولم يرد المقربون من غباغبو أولا على الوساطة الأفريقية الجديدة. لكن صحيفة «فراترنيتي متان» الحكومية أبرزت تصريحات أدلى بها كوروما قبل مغادرته أبيدجان قال فيها «في هذه المرحلة لا يمكننا سوى القول إن المناقشات متواصلة». وفي كلمة ألقاها لتقديم تهاني السنة الجديدة أعرب غباغبو بوضوح عن نياته، مؤكدا مجددا أنه «الرئيس الوحيد»، وأنه لا ينوي «الرضوخ» للضغوط. وجدد اقتراحه إعادة فرز أصوات الانتخابات الرئاسية وتشكيل «لجنة تقييم» الاقتراع وهي فكرة رفضها خصمه الذي يعتبر أنه يحاول بذلك «ربح الوقت». وقد تعيد الأزمة الحالية البلاد إلى أعمال العنف التي أدت إلى سقوط 179 شخصا في منتصف نوفمبر حسب الأمم المتحدة التي حملت مسؤوليتها القوات الموالية لغباغبو، بينما أكد معسكر غباغبو أنها أسفرت عن سقوط 53 قتيلا منذ نهاية نوفمبر، من بينهم 14 من عناصر قوات الأمن الموالية له.