مع تحول السيطرة على الكونغرس.. المساعدون الشبان في المجلس يشهدون تحولا مشابها

انعدام الأمن الوظيفي.. حقيقة معيشية لـ 10 آلاف موظف من عمال الـ«كابيتول هيل»

جماعات الضغط وشركات العلاقات العامة تقوم بعمليات التوظيف ولكن ببطء (خدمة «واشنطن بوست»)
TT

تقول جيسيكا كيرشو إن أسوأ لحظة في الأيام الأخيرة من عملها كسكرتيرة صحافية في الكونغرس الأميركي جاءت عندما سلمت مفتاحها الخاص بالغرفة رقم 1516 في مبنى مكتب لونغوورث هاوس. وقال أمين الغرفة أثناء فتحها للباب: «لن تحبي وضع الغرفة».

وعندما فتحت كيرشو الغرفة، كانت الستائر قد أزيلت، ورأت كيرشو الكراسي والأرائك التي كانت تجلس عليها هي وزملاؤها أثناء تراهنهم على البيتزا خلال عمليات جرد الأصوات في ساعات متأخرة من الليل مقلوبة وموضوعة في الرواق. كما كان خاتم ولاية أوهايو غائبا.

وحبست المساعدة البالغة من العمر 25 عاما، التي تتحدر أصولها من مدينة ويلنغتون في ولاية أوهايو، أنفاسها، وتظاهرت بالثبات والصلابة وجمعت كومة البريد الموجودة على الأرض والموجهة إلى رئيسها جون بوسيري، عضو مجلس النواب الديمقراطي السابق، الذي خسر منصبه في الانتخابات النيابية التي جرت خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وتذكرت كيرشو هذا الموقف بقولها: «لم أتمكن من ترك نفسي للبكاء». وبدلا من ذلك فتحت حاسبها المحمول وأرسلت سلسلة أخرى من السير الذاتية.

وخلال يوم الاثنين الماضي، وفي إطار التقليد الذي يتم كل عامين للفائزين والخاسرين في انتخابات التجديد النصفي للوصول إلى الـ«كابيتول هيل»، سوف يفقد موظفو بوسيري الـ8 في واشنطن مناصبهم مع تخلي رئيسهم عن مكتبه في الطابق الخامس من مبنى مكتب لونغوورث هاوس (وسوف يفقد 7 مساعدين في مكتبه بالضاحية الشمالية الشرقية لولاية أوهايو وظائفهم أيضا). وسوف ينضم طاقم جديد للعمل لدى عضو مجلس النواب المنتخب، جيمس ريناسي، وهو رجل أعمال يحظى بدعم حزب الشباب ساعد انتصاره على بوسيري الجمهوريين في الفوز بعدد 63 مقعدا في مجلس النواب خلال نوفمبر (تشرين الثاني) وتسجيل أحد أكبر الانتصارات في تاريخ الحزب الجمهوري منذ عدة أجيال.

وانعدام الأمن الوظيفي هي حقيقة معيشية لعدد 10000 موظف أو أكثر من عمال الـ«كابيتول هيل» غير الدائمين الذين يشكلون العمود الفقري للكونغرس. ولكن التغير المتوقع حدوثه خلال العام الحالي سوف يكون دراميا بشكل خاص لأن الجمهوريين الذين يشكلون الأغلبية الجديدة في الكونغرس سوف يسيطرون، ليس فقط على المزيد من المقاعد، ولكن أيضا على الوظائف القيادية وثلثي مناصب الموظفين في لجان الكونغرس.

وسوف تتحول ألفا وظيفة تقريبا من أيدي الديمقراطيين إلى الجمهوريين، بداية من المنظمين الذين تصل مرتباتهم إلى 40000 دولار سنويا إلى المساعدين في اللجان الذين تصل رواتبهم إلى مليون دولار. ونتيجة لذلك، ينعم الجمهوريون في الـ«كابيتول هيل» بسوق رائجة، بينما يبذل الديمقراطيون مجهودات كبيرة للحفاظ على عدد متناقص من الوظائف في اقتصاد لا يزال يترنح وخيارات محدودة في القطاع الخاص.

وتقوم جماعات الضغط وشركات العلاقات العامة بعمليات التوظيف، ولكن ببطء. وقد خفضت المنظمات الخيرية من عدد عمالها. ويبقى البيت الأبيض في أيد ديمقراطية، ولكن مع خضوع النفقات الفيدرالية للمراقبة، لا تعتبر أي وظيفة في الإدارة الأميركية خيارا آمنا.

وكان موظفو اللجنة المختارة لاستقلال الطاقة والاحتباس الحراري في مجلس النواب الأميركي، والمقرر أن يتم اجتثاثهم بفعل السيطرة الأخيرة للحزب الجمهوري على المجلس، قد حزموا صناديقهم قبل أعياد الميلاد منتظرين مستقبلا غامضا. وقالت سارة باتلر، وهي مساعدة: «كل شيء جائز في الوقت الحالي».

والتقت كيرشو بأصدقائها في مقهى لونغوورث. وشعرت هي والعمال المساعدون لها بالحنين لساعات العطلات السعيدة، بينما تأكدوا من أن شخصا ما قد شغل المهجع رقم 8 في مساحة القبو التي كان أعضاء الكونغرس المنتهية ولايتهم يهبطون إليها خلال جلسات أعضاء الكونغرس الذين هزموا في انتخابات التجديد النصفي في الفترة ما بين ديسمبر (كانون الأول) ومارس (آذار). وتبادلت كيرشو مع أصدقائها معلومات عن الوظائف والدعم على مجموعة لتبادل الرسائل الفورية قاموا بإنشائها على موقع «غوغل» تعرف باسم «فريق بوسيري». وقالت كيرشو: «كل فرد منا يحصل على عمل يكون علامة إيجابية للشخص التالي».

وحتى وقتنا هذا، عثر 3 من مساعدي بوسيري الـ15 على وظائف أخرى، اثنان منهم كجامعي تبرعات في واشنطن، بينما حصل الثالث على وظيفة في ولاية أوهايو. وكان التحول الأخير أكثر لطفا بالنسبة لجيمس سليبيان، الذي كان يحصل على إعانة بطالة منذ أقل من عام في أعقاب إدارته حملة انتخابية غير ناجحة لإعادة الترشح لعضوية مجلس الشيوخ في ولاية أوريغون. وعاد سليبيان (30 عاما)، إلى نيويورك من أجل أداء أعمال قانونية لوالده، وبعد ذلك تم تشغيله خلال فصل الربيع الماضي لإدارة حملة ريناسي الانتخابية. ويعمل سليبيان الآن كرئيس لموظفي ريناسي ومركز المعلومات لعمليات التوظيف التي يقوم بها ريناسي. ويحصل سليبيان على راتب سنوي يصل إلى 120000 دولار، وقد وقع للتو عقد إيجار لشقة مكونة من غرفة واحدة في منطقة جيفرسون القريبة من ساحة مبنى الـ«كابيتول هيل» في بناية جديدة فاخرة بالقرب من المتنزه الوطني.

وقال سليبيان: «بالنظر إلى وضعي منذ عامين، لم أفكر مطلقا في أنني سوف أشغل هذا المنصب. وقد استقبلت 1000 سيرة ذاتية وردتني من الأماكن كافة. وأجد الآن بعض الأفراد الذين يسعون إلى صداقتي على موقع الـ«فيس بوك» لأنهم يرغبون في الحصول على وظيفة».

وقبل أعياد الميلاد، كان سليبيان يشعر برغبة ملحة في تعيين منظم إداري. وبعدما فشل 5 مرشحين في خطب وده، علق آماله على إحدى خريجات جامعة ميريلاند في عام 2008، وهي ميشيل رونك، التي كانت واحدة من المنظمات لحملة جون ماكين الرئاسية. ووصلت رونك إلى المقابلة وهي تبدو مصممة على الفوز بالوظيفة.

وقالت رونك بعد مقابلتها مع سليبيان إنها تأمل بأن تساعدها الوظيفة في تدشين دور سياسي إضافي. وبحلول المساء الذي عينت فيه رونك، تم رفت 4 مساعدين، وتعين عليهم الرحيل.

خيارات أمام الديمقراطيين سيصادف بعض الديمقراطيين الحظ أيضا، فقد ساعدت توصية، من مديره السابق الآن، غاريت دونوفان الذي كان رئيس موظفين لدى النائب رون كلين، النائب الديمقراطي عن ولاية فلوريدا لدورتين، الذي خسر مقعده في الانتخابات. ففي اجتماع مع الأعضاء الجدد في مجلس النواب التقى كلين ببيل كيتنغ، العضو الديمقراطي الجديد في مجلس النواب عن ولاية ماساتشوستس، الذي كان متلهفا لتعيين كبير موظفين. ويسترجع كلين ما حدث: «علمت أنه كان يبحث وتحدثت معه، وانتهزت الفرصة لأخبره بالمهارات التي يتمتع بها غاريت من الكفاءة، وعدم حب الظهور، والولاء، والعمل لساعات طويلة، والالتزام الكبير بأفكار الحزب الجمهوري»، وفي النهاية حصل دونوفان على الوظيفة.

حدث الأمر ذاته مع أكثر من 10 ديمقراطيين في لجنة الاحترار العالمي، الذين كانوا يأملون في أن يتم إلحاقهم ضمن لجنة الموارد الطبيعية.

* خدمة واشنطن بوست خاص بـ «الشرق الأوسط