حديث الحرب يسيطر على مجالس الغزيين

مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»: إشاعات إسرائيلية لإثارة الرعب

TT

كانت قاعة الانتظار قبالة عيادة العظام المتخصصة في «مجمع الصلاح الطبي»، في معسكر المغازي، وسط قطاع غزة، تضج بعد عصر أول من أمس، بالحديث الصاخب، إذ فضل المرضى الذين جاءوا لمراجعة الطبيب، إمضاء وقت الانتظار في مناقشة احتمالات عودة إسرائيل إلى الحرب على غزة.

وعبر بعض المراجعين عن قناعتهم بأن إسرائيل ستشن حربا جديدة، وبعضهم لم يخف قلقه من هذه الإمكانية، في حين قال بعض الناس إنه لا يمكنها أن تشن حربا أكثر قساوة من الحرب التي شنتها في أواخر عام 2008، وبالتالي لا داعي للقلق.

وقالت سيدة تقطن في منطقة أبو العجين، الواقعة جنوب شرقي مدينة دير البلح، إنها تركت منزلها الذي يبعد أقل من 500 متر عن الحدود الفاصلة بين غزة وإسرائيل بُعيد بدء الحرب الأخيرة، وانتقلت للعيش في شقة مستأجرة في دير البلح، وهي تخشى أن تضطر عائلتها لنفس السيناريو في الحرب المقبلة، مشيرة إلى أن الفارق في الحالتين حقيقة عدم قدرة العائلة حاليا على دفع مستحقات الإيجار، بالإضافة إلى عدم وجود شقق للإيجار بفعل الإقبال منقطع النظير على هذه الشقق. وأضافت السيدة، التي تبدو في نهاية الأربعينات من عمرها: «تنقطع أنفاسي طوال الليل حتى يشرق الصباح، أخاف على زوجي وأولادي، المشكلة أن بيتنا سيكون من أوائل المنازل التي ستتعرض للقصف عند بدء الحرب».

وتدخل في الحديث رجل يجلس في المقعد الخلفي، لم يرق له الهلع الذي ينطوي عليه حديث السيدة، وقال: «ماذا بإمكانهم أن يفعلوا أكثر مما فعلوا في الحرب الأخيرة، الحياة بيد الله والموت بيد الله». ويكاد يكون الحديث عن الحرب هو الذي يسيطر على جلسات الغزيين، ويخوض المشاركون في هذه المجالس في تحليل دوافع إسرائيل لشن الحرب. فعلى مدى أكثر من نصف الساعة التي استغرقتها رحلة سيارة الأجرة من غزة إلى مدينة خان يونس جنوب غزة، كان الجدل المسيطر هو الحديث عن الحرب، وساد إجماع بين جميع الركاب على أن تهديد إسرائيل بشن الحرب ردا على إطلاق الصواريخ ليس أكثر من حجة لتبرير عدوانها الجديد.

وتساءل أحد الركاب، وهو موظف عائد إلى منزله بعد يوم عمل طويل: «إذا كانت إسرائيل تقول إن عام 2010 هو من أهدأ الأعوام من الناحية الأمنية منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 فلماذا يريدون شن الحرب».

من ناحيتها أكدت مصادر أمنية في غزة لـ«الشرق الأوسط» أن نشر الإشاعات هو وسيلة تقدم عليها المخابرات الإسرائيلية بالاستعانة بالعملاء لنشر الذعر في نفوس الجماهير. وأشارت المصادر إلى أنه استنادا لمتابعة التحركات العسكرية الإسرائيلية في محيط القطاع فإنه لا يوجد مؤشرات على استعدادات إسرائيلية لشن حرب قريبا.

في سياق آخر فوجئ وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الليلة قبل الماضية، بعدد من الطلاب عندما اندفعوا نحوه أثناء إلقائه محاضرة في تل أبيب، وهم يصرخون في وجهه «مجرم قاتل أطفال».