مقتدى الصدر يعود إلى النجف بعد 4 سنوات في إيران

استقبله المئات من أتباعه وقيادات تياره

مقتدى الصدر خلال زيارته لمرقد الإمام علي في النجف بعد وصوله من إيران (إ.ب.أ)
TT

عاد زعيم التيار الصدري رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر فجأة إلى مقره في النجف أمس بعد أربع سنوات قضاها في إيران كما أعلن مصدر في التيار الشيعي. وقال المصدر طالبا عدم الكشف عن اسمه، إن «مقتدى الصدر وصل إلى النجف برفقة عدد من كبار مساعديه بينهم مصطفى اليعقوبي ومحمد الساعدي وحيدر الجابري».

وأضاف المصدر أن «الصدر موجود في منزله في حي الحنانة وهو من الأحياء النجفية القديمة»، مشيرا إلى أن عودته «ليست زيارة، إنما سيبقى في النجف» وقال لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من النجف إن «الصدر وصل من طهران على متن إحدى طائرات الخطوط الجوية العراقية، وضمن رحلة اعتيادية وليس بطائرة خاصة؛ إذ حطت الطائرة بمطار النجف بعيد الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم (أمس)، وتم استقباله من قبل عدد من قيادات تياره هنا»، منبها إلى أن «غالبية من قيادات التيار الصدري المعروفين والموجودين ببغداد لم يكونوا ضمن المستقبلين». بدوره، أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، أن المئات احتشدوا أمام منزل الصدر وفي الطرق المؤدية إليه ترحيبا به وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذتها الشرطة. وقام الصدر بزيارة مرقد الإمام علي. ومن المتوقع أن يقوم بزيارة المرجع الأعلى للشيعة في العالم آية الله علي السيستاني.

وحسب مصدر مقرب من الصدر لـ«الشرق الأوسط»، فإن «زعيم التيار الصدري ربما يلقي خطبة الجمعة غدا في مسجد الكوفة الذي كان والده محمد محمد صادق الصدر يلقي فيه خطبه في صلاة الجمعة، ونتوقع وصول الآلاف من أتباع التيار الصدري من بقية المحافظات العراقية غدا ومشاركتهم في صلاة الجمعة». وأوضح المصدر أن «الصدر سيلتقي الزوار ويدير نشاطه في مكتبه الجديد والضخم الذي تم بناؤه مؤخرا في الحي الاشتراكي بالنجف، حيث كان يلتقي زواره سابقا في براني (ديوان) والده القريب من حضرة الإمام علي، لكنه تقرر تحويل هذا البراني إلى متحف لمحمد صادق الصدر».

وقال أحد النجفيين، حاول زيارة الصدر في منزله، إن أكثر من عشر سيارات «مرسيدس» بنية اللون وواحدة بيضاء كانت تقف عند بوابة بيته في حي الحنانة، وإن أفراد حمايته انتشروا حول المنزل وفي مداخله وهم يحملون بنادق الكلاشنيكوف الأوتوماتيكية.

وقضى الصدر نحو أربعة أعوام في إيران التي كان قد وصل إليها سرا وبصورة مفاجئة إثر الحملة التي نفذها الجيش العراقي بأوامر مباشرة من قبل نوري المالكي، رئيس الحكومة، ضد أنصار التيار الصدري في مدينة البصرة وفي مدينة الصدر شرق بغداد، حيث تم قتل واعتقال كثير من أنصار التيار الشيعي المتشدد. وفي إيران، قيل إنه انتسب إلى الدراسة الحوزوية لتعلم الفقه الشيعي وليتم إعداده كمجتهد، وحسب مصدر عراقي موثوق به في مدينة قم، وهي مقر الحوزة في إيران، فإن «مقر إقامة الصدر بقي سرا، ولم يلتق به إلا عدد محدود للغاية من مرافقيه وقيادات تياره، ولم يرصده أحد خارج مقر إقامته، سواء في مسجد أو أي نشاط ديني أو اجتماعي، وأساتذته الذين تم انتقاؤهم من قبل المؤسسة الدينية الرسمية الإيرانية كانوا يلتقون به في مقر إقامته». وحسب مصدر عراقي مقرب من التيار الصدري، فإن «مقتدى حاول العودة إلى العراق قبل الانتخابات التشريعية الأخيرة، لكن الحكومة كانت قد لوحت بمذكرة اعتقال صادرة بحقه عام 2004 بتهمة مسؤوليته عن مقتل رجل الدين الشيعي عبد المجيد الخوئي في مدينة النجف عام 2003، مما تسبب في إلغاء زيارته، قبل أن يتفاوض تياره مع كتلة المالكي ويتحالف معها للفوز بتشكيل الحكومة».

وكان النائب سامي العسكري مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي أعلن منتصف شباط (فبراير) 2007 أن الزعيم الشيعي «يقوم حاليا بزيارة قصيرة إلى طهران وسيعود قريبا». لكن القوات الأميركية أكدت في حينها أن الصدر غادر العراق في يناير (كانون الثاني) 2007. وقد توارى الصدر عن الأنظار منذ أواخر عام 2006 ولم يعرف مكان إقامته حتى نقل موقع «افتاب نيوز» في أبريل (نيسان) 2008 عن جامعي إيراني قوله إن الزعيم الشيعي العراقي موجود في قم الإيرانية لمتابعة دروس في الحوزة العلمية. وظهر للمرة الأولى بعد ذلك خلال زيارته إلى تركيا عام 2009. وتلا ذلك زيارتان لسورية وأخرى للبنان.

وللتيار الصدري 39 نائبا في البرلمان العراقي المكون من 325 مقعدا. كما نال سبع حقائب هي الإسكان والعمل والموارد المائية فضلا عن وزارة الدولة للسياحة والآثار ووزارتين من دون حقيبة في الحكومة التي تشكلت أواخر الشهر الماضي. وكان جيش المهدي الجناح العسكري للتيار خاض معارك قاسية ضد القوات الحكومية والأميركية ربيع عام 2008 في البصرة ومدينة الصدر. وفي أغسطس (آب) 2008 أمر الصدر بحل جيش المهدي. يذكر أن الصدر كان من أبرز المعارضين لرئيس الوزراء نوري المالكي إلى حد أنه نعته بـ«الكذاب» في وسائل الإعلام. لكنه غير موقفه إثر فتوى من مرجعه المقيم في إيران كاظم الحائري بضرورة تأييد المالكي.