تقارير عن تقارب بين كتلة التغيير الكردية المعارضة وحزب طالباني

أشارت إلى لقاءات بينهما بعد قطيعة استمرت لأكثر من سنتين

TT

ذكرت مصادر صحافية كردية محلية، أن هناك جهود وساطة يقوم بها شخصية سياسية كردية لترطيب الأجواء أمام لقاء يجمع بين قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، وحركة التغيير، التي يرأسها النائب السابق لطالباني السياسي الكردي المعروف نوشيروان مصطفى، بعد قطيعة استمرت لأكثر من سنتين، رافقتها أحداث وتطورات محلية في مقدمتها منازعة حركة التغيير للاتحاد الوطني في الانتخابات البرلمانية الكردستانية والعراقية التي تمكنت الحركة من زعزعة الاتحاد الوطني عن موقعه فيها بمعقله الرئيسي في محافظة السليمانية.

وفي الوقت الذي أشارت فيه جريدة «آوينة» الكردية إلى «أن اجتماعا سريا جمع وفدين من الحركة والاتحاد الوطني على هامش مناسبة اجتماعية للبحث في إمكانية إجراء مصالحة بينهما»، تحدث قيادي في الاتحاد الوطني إلى «الشرق الأوسط» مشيرا إلى «أن لقاءاتنا مع قيادات حركة التغيير غير خافية على أحد، وهي لا تتم في السرية كما تزعم الصحف، لأننا لسنا بحاجة إلى التكتم على ذلك».

وقال سعدي أحمد بيرة عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني «إن المساعي الحالية تهدف إلى تهدئة الأوضاع بيننا وبينهم، ولكن ليست هناك لقاءات رسمية للدخول في مباحثات سياسية لبحث الخلافات العالقة بيننا، كل ما في الأمر أننا مقتنعون بأن هناك حاجة فعلية للتهدئة في هذه المرحلة، وأؤكد أنه ليست هناك أي حاجة للوساطة بيننا، لأننا نعرف بعضنا بعضا ولا نحتاج إلى تدخل أطراف أخرى».

من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم حركة التغيير القيادي محمد توفيق رحيم في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «لم يعقد أي اجتماع رسمي بيننا وبين الاتحاد الوطني، والمعلومات التي أوردتها الصحيفة الكردية غير صحيحة، لأننا لم نطلب أساسا عقد أي اجتماع بيننا وبين قادة الاتحاد، كل ما في الأمر أننا التقينا ببعض قيادات الاتحاد في مناسبة اجتماعية، وهذه اللقاءات تتكرر دائما ما دمنا نعيش في محيط واحد، وهذه ليست المرة الأولى التي نلتقي فيها بقادة الاتحاد فقد سبق أن وصل وفد منهم إلى الحركة واجتمعوا برئيسها نوشيروان مصطفى».

وحول مدى استعداد الحركة للتفاهم والتصالح مع الاتحاد الوطني، وما إذا كانت هناك شروط مسبقة لحوار سياسي بينهم وبين الاتحاد، قال المتحدث باسم حركة التغيير «نحن لا نمانع بالتحدث أو الجلوس إلى طاولة مفاوضات مع أية جهة كانت لبحث مشكلاتنا وخلافاتنا، هناك فعلا مشكلات وخلافات عالقة مع بعض الأطراف وتقدمنا بمطالب معينة بشأنها، فإذا ما وجدنا تجاوبا من الطرف الآخر لتلبية تلك المطالب فليس هناك أي مانع من التفاوض والتحاور، وما حصل في تلك المناسبة الاجتماعية لم يكن له أي طابع سياسي».

يذكر أن حركة التغيير كانت بالأساس جزءا من الاتحاد الوطني الكردستاني منذ اندلاع الثورة الكردية الجديدة عام 1975، وكان رئيسها نوشيروان مصطفى أحد الأعضاء المؤسسين للاتحاد الوطني وقائده الميداني في جبهات المواجهة مع النظام السابق، ولكنه خرج عن الحزب بعد نشوب خلاف داخلي بينه وبين بعض قيادات الاتحاد على خلفية دعوة مصطفى إلى إجراء إصلاحات داخل الحزب، ولكن معظم قيادات الاتحاد الوطني عارضت تلك الإصلاحات، مما أدى بمصطفى إلى الخروج منه وتشكيل حركة سياسية باسم حركة التغيير استطاعت في أول مشاركة لها بانتخابات برلمان كردستان انتزاع ربع عدد مقاعده، فيما حصل في الانتخابات النيابية العراقية على 6 مقاعد أخرى منافسة بذلك الاتحاد الوطني في معقله الأساسي بالسليمانية. ورفضت الحركة المشاركة في الحكومة العراقية الحالية وأعلنت تحولها إلى كتلة معارضة داخل البرلمان العراقي، وهي الكتلة المعارضة الوحيدة في البرلمانين الكردستاني والعراقي.