أوباما يقدم على تغييرات واسعة في فريقه.. استعدادا لحملة إعادة انتخابه

التعديلات بدأت بالمتحدث باسم البيت الأبيض وتطال 8 على الأقل من موظفي «الويست وينغ»

TT

بدأ المتحدث الصحافي باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، أمس، لقاءه اليومي مع الصحافيين بإعلان استقالته، وقال إنه سيكون «مستشارا خارجيا» للرئيس باراك أوباما، ثم يعمل في حملة إعادة انتخابه في انتخابات 2014.

وأعلن غيبس عن ذلك وسط توقعات بتغييرات أخرى ستطال 8 مناصب رئيسية في فريق أوباما خلال الأسابيع المقبلة. وتشمل التغييرات مناصب يشغلها مسؤولون يعملون حاليا في الجناح الغربي (ويست وينغ) بالبيت الأبيض، أو شخصيات موالية لأوباما منذ فترة طويلة، وذلك بهدف ضخ دماء جديدة في الإدارة خلال السنتين الأخيرتين من أول فترة رئاسية لأوباما.

ويعتقد مراقبون أن التغييرات تطال خصوصا ما يسميها خصوم أوباما «مجموعة شيكاغو»، في إشارة إلى مستشارين ومساعدين ظلوا يعملون مع الرئيس الحالي منذ أن كان محاميا في شيكاغو، ثم ساعدوه في الانتقال إلى واشنطن ودخول الكونغرس عام 2004 وأخيرا الترشح لرئاسة الجمهورية سنة 2008.

وقال أوباما إن غيبس سيظل «مستشارا مقربا»، و«سيواصل الاشتراك في الحوارات السياسية لسنوات كثيرة مقبلة»، مع بقية مساعديه ومستشاريه. وأضاف أوباما «بقينا معا منذ أن رشحت نفسي لمجلس الشيوخ سنة 2004. ظل يعمل لست سنوات، مع دورة كاملة، 24 ساعة في اليوم و7 أيام في الأسبوع، وبراتب ليس كبيرا. أعتقد أنه شيء طبيعي أن يريد شخص مثله أن يترك عمله لفترة، ويتأمل فيما حدث وما سيحدث، ثم يفيد البيت الأبيض بمزيد من التحديات والفرص». وتابع أوباما: «ستكون هناك إعلانات جديدة. واضح أن أمامنا عملا كثيرا. والشعب الأميركي يتوقع منا أن لا نبطئ، خاصة مع الكونغرس الجديد. وهدفنا هو مواصلة إصلاح الاقتصاد وزيادة نسبة العمالة».

وقال مراقبون في واشنطن إن المنصب التالي في البيت الأبيض الذي سيعلن عنه سيكون منصب رئيس موظفي البيت الأبيض. وكان رام إيمانويل، أيضا رفيقا قديما لأوباما منذ سنوات شيكاغو، وترك المنصب قبل ثلاثة أشهر ليترشح لعمودية شيكاغو. وفي الوقت الحالي، يوجد مرشحان لمنصب رئيس موظفي البيت الأبيض: بيت روس، الذي كان مساعدا لإيمانويل ويشغل الآن المنصب بالإنابة، والثاني ويليام ديلي، وزير التجارة في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون. ويتحدر ديلي أيضا من شيكاغو، وهو شقيق ريتشارد ديلي، عمدة شيكاغو المتقاعد. وكان والدهما عمدة لشيكاغو، وتعتبر العائلة من ركائز الحزب الديمقراطي في شيكاغو. وتعهد الأخوان بمساعدة إيمانويل للفوز بمنصب عمدة شيكاغو.

ونقلت أخبار البيت الأبيض أمس أن أوباما لم يعقد أي اجتماعات خارجية، وقضى يوم أمس في اجتماعات داخلية لترتيب الأوضاع في البيت الأبيض. ويتوقع، قبل نهاية الأسبوع، أن يعلن أوباما عن تعيين يتعلق بمنصب آخر هو رئيس المجلس الاقتصادي الوطني. وكان يشغل هذا المنصب لاري سمارز، الذي عمل أيضا وزيرا للخزانة في إدارة بيل كلينتون، ثم رئيسا لجامعة هارفارد قبل أن يختاره أوباما للمنصب. ويتوقع أن يشغل المنصب الآن، جين سبيرلنغ، نائب وزير الخزانة. وكان يشغل نفس المنصب في إدارة كلينتون.

وبالنسبة لمنصب المتحدث باسم البيت الأبيض، يتوقع أن يختار أوباما واحدا من ثلاثة هم: جاي كارني، المتحدث الصحافي باسم نائب الرئيس جوزيف بايدن، أو بيل بيرتون، مساعد غيبس، أو جوش ايرنست، وهو أيضا مساعد غيبس. كما يتوقع أن يعلن البيت الأبيض لاحقا عن استقالة شخصين هما ديفيد اكسلرود، كبير مستشاري الرئيس أوباما، وجيم ميسينا، نائب كبير موظفي البيت الأبيض. وقد ينتهج الاثنان أيضا طريق غيبس، أي العمل كمستشارين خارجيين، للدعاية لبرامج أوباما، والتمهيد للحملة الانتخابية لسنة 2014. وكان غيبس قال إن جزءا من عمله سيكون الاشتراك في برامج تلفزيونية دفاعا عن أوباما، خاصة مع توقع هجوم قوي من الحزب الجمهوري الذي سيطر على مجلس النواب، والذي سيطر عليه الجناح اليميني (حزب حركة الشاي).

وقال مراقبون في واشنطن إن خطة أوباما هي تخفيف العمل على مستشاريه ومساعديه الذين ظلوا معه منذ سنوات شيكاغو، وذلك بإعطاء كل واحد منهم وظيفة «مستشار خارجي». واعتبار ذلك شبه إجازة حتى تبدأ الاستعدادات للحملة الانتخابية الثانية.

ويتوقع أن يحدث العكس بالنسبة لعضو آخر فيما صار قادة الحزب الجمهوري المحافظون يسمونها «مجموعة شيكاغو». ويتعلق الأمر بديفيد بلاوف، الذي كان رئيسا للحملة الانتخابية لأوباما عام 2008. لكنه، بعد فوز أوباما، عمل «مستشارا خارجيا». وظل لسنتين يدير مكتبا للعلاقات العامة في واشنطن، على مسافة ليست بعيدة من البيت الأبيض. والآن، يتوقع أن يحل محل اكسلرود. وأمس قال غيبس إنه ربما سيعمل في مكتب بلاوف، وبهذا سيكون قريبا من البيت الأبيض.