مسؤول ليبي لـ «الشرق الأوسط»: طلبنا تغيير السفير الأميركي لأنه أصبح عقبة في تطوير العلاقات

بعد أن أغضبت تقاريره التي كشف عنها موقع «ويكيليكس» سلطات طرابلس

جين كيرتز
TT

قالت مصادر ليبية مطلعة، لـ«الشرق الأوسط»، إن السلطات الليبية طلبت رسميا من إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما سحب جين كيرتز، السفير الأميركي المعتمد لدى ليبيا، وتعيين بديل له، بسب استياء طرابلس رسميا من التقارير التي اعتاد إرسالها إلى وزارة الخارجية الأميركية، وقام موقع «ويكيليكس» الإلكتروني بتسريبها مؤخرا.

وذكرت المصادر، التي طلبت عدم تعريفها، أن السفير الأميركي بات غير مرغوب فيه، وأن طرابلس نصحت واشنطن بالإسراع بتغييره في أسرع وقت حفاظا على وتيرة التحسن المطرد في العلاقات الليبية - الأميركية.

وقال مسؤول ليبي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» في تعليق مقتضب «نعم أبلغنا واشنطن ووزارة الخارجية الأميركية بأن السفير الأميركي لم يعد مرحبا ببقائه في طرابلس، وطلبنا منهم سحبه».

واعتبر المسؤول، الذي اشترط عدم تعريفه في اتصال هاتفي من العاصمة الليبية، أن تقارير السفير الأميركي أغضبت السلطات الليبية على أعلى مستوى، ملمحا بذلك إلى استياء الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، بسبب ما احتوته هذه التقارير من عبارات تمس شخصه، وتسيء إلى وضعه كقائد للبلاد.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن مسؤولين ليبيين، وعلى رأسهم العقيد القذافي، رفضوا عدة طلبات تقدم بها كيرتز قبل مغادرته المفاجئة الأسبوع الماضي إلى واشنطن، للقائهم بغية توضيح الملابسات المتعلقة بتقاريره المسربة عبر موقع «ويكيليكس» الإلكتروني الشهير.

واضطر السفير الأميركي مؤخرا إلى تغيير برنامجه اليومي، بالإضافة إلى مكان ممارسته لنشاطه الرياضي الصباحي، بعد تعرضه لانتقادات من مواطنين ليبيين، وصلت إلى حد توجيه عبارات السب له، بينما أطلق ليبيون صفحة خاصة على موقع «فيس بوك» الاجتماعي الشهير للمطالبة بطرد كيرتز نتيجة لما وصفوه بتطاوله وخروجه عن مهامه الدبلوماسية، وتدخله في الشؤون الداخلية لليبيا، ولتطاوله على شخص القذافي من خلال تلفيق الأخبار الكاذبة المبنية على تحليلاته الشخصية المريضة، على حد تعبيرهم.

وأخفق كيرتز في احتواء الغضب الليبي الرسمي والشعبي، على الرغم من سعيه إلى تحسين سمعته والدفاع عن نفسه بعد هذه التسريبات، وقال في مقال نشره الموقع الإلكتروني للسفارة الأميركية في طرابلس «إنني لا أستطيع أن أجزم بمدى صحة أي من تلك الوثائق، لكنني أستطيع القول إن الولايات المتحدة تأسف بشدة للكشف عن أي من تلك المعلومات التي كان المفترض أن تكون سرية».

وعمليا، أصبح عمل كيرتز في مهب الريح، بعد أن تسببت تسريبات موقع ويكيليكس في إثارة غضب الحكومة الليبية، فيما صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية بي جيه كراولي، أول من أمس، بأن السفير كيرتز عاد إلى واشنطن لإجراء مشاورات بشأن ما إذا كان سيعود إلى طرابلس أم لا.

وقال كراولي «أحد الموضوعات التي نخشاها في الأحداث التي أعقبت (ويكيليكس) هو تأثير هذه التسريبات على علاقاتنا بشكل عام أو على العلاقة بين السفير والحكومة التي يتعامل أو نتعامل معها».

ولم يعلق الجانب الليبي علنا بشأن بعض المراسلات الدبلوماسية الأميركية السرية التي سربها موقع «ويكيليكس» الإلكتروني، لكن مسؤولا أميركيا رفيعا قال لوكالة «رويترز» أمس إن المسؤولين الليبيين عبروا عن قلقهم بشأن المراسلات، لكنهم لم يطلبوا رسميا تغيير كيرتز.

يشار إلى أن كيرتز هو دبلوماسي محترف سبق له العمل في تل أبيب ودمشق والقاهرة وإسلام آباد ونيودلهي وبكين.