مبارك يبحث مع نتنياهو السلام وتهريب السلاح لغزة.. و«خطر حزب الله وحماس»

عاهل الأردن يطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي باتخاذ خطوات عملية بشأن المفاوضات

TT

في ظل التوتر الذي تشهده العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين على خلفية الكشف عن شبكة تجسس تعمل لصالح جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) في القاهرة، وكلام حول إمكانية تورطه في مذبحة كنيسة الإسكندرية، عقد الرئيس المصري حسني مبارك جلسة مباحثات ثنائية ظهر أمس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمدينة شرم الشيخ، التي وصلها الأخير في وقت سابق من صباح أمس.

وقال سليمان عواد، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، عقب اللقاء إن المشاورات تناولت المأزق الراهن لعملية السلام، وتوقف المفاوضات نتيجة لاستمرار النشاط الاستيطاني بالأراضي المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية. وأضاف عواد أن مبارك عاود التأكيد على ضرورة مراجعة إسرائيل لمواقفها وسياساتها، والمبادرة باتخاذ إجراءات ملموسة لبناء الثقة مع السلطة الوطنية الفلسطينية، بما يتيح الأجواء المواتية لاستئناف التفاوض وفق المرجعيات المستقرة لعملية السلام، وصولا لتسوية نهائية، وليس مرحلية أو مؤقتة، تنهي الاحتلال وتقيم الدولة الفلسطينية المستقلة.

وحول الوضع الراهن بقطاع غزة، أكد الرئيس مبارك رفض مصر لأي عدوان جديد على أهالي القطاع، محذرا من خطورة التهديدات الإسرائيلية الأخيرة وانعكاساتها على أمن واستقرار المنطقة وقضية السلام في الشرق الأوسط.

وكان مبارك قد ألقى باللائمة على إسرائيل في انهيار المباحثات، في كلمته الافتتاحية للدورة البرلمانية الجديدة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وذلك بالتزامن مع رفض من الجامعة العربية لإجراء المزيد من المحادثات دون اقتراح سلام «جاد» من واشنطن.

وتأتي مباحثات مبارك ونتنياهو في ظل أجواء توتر في العلاقات بين الجانبين برزت على نطاق واسع في الشارع المصري، خاصة بعد كشف مصر عن شبكة تجسس تعمل لصالح الموساد تضم مصريا وإسرائيليين. كما تفاقمت هذه الأجواء بعد المجزرة التي تعرضت لها إحدى الكنائس بمدينة الإسكندرية عشية الاحتفال بالعام الميلادي الجديد، وأوقعت عشرات الضحايا والمصابين، وأشارت أصابع الاتهام حول مرتكبي المجزرة إلى إمكانية تورط الموساد الإسرائيلي فيها.

وفي تل أبيب، قالت مصادر إسرائيلية، إن نتنياهو بحث مع مبارك ملفات متعلقة بعملية السلام وتعزيز الأمن. ونسبت مصادر إعلام إسرائيلية إلى مسؤول فور وصول نتنياهو إلى شرم الشيخ القول، إن الهدف من الزيارة هو «سبل إحراز تقدم في عملية السلام ومناقشة مواضيع ثنائية وتهديدات تؤثر على الاستقرار الإقليمي».

وقالت الإذاعة الإسرائيلية، إن نتنياهو ناقش نقل الأسلحة إلى قطاع غزة عن طريق الأنفاق، وبحث التهديد الذي يمثله وجود جماعات إسلامية في شبه جزيرة سيناء، وإمكانية استئناف المفاوضات للوصول إلى تبادل للأسرى بما يشمل إطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حركة حماس جلعاد شاليط.

وكان نتنياهو قد صرح قبل مغادرته إلى القاهرة قائلا: «إن ثمة من يحاول زعزعة الهدوء»، موجها أصبع الاتهام بشكل خاص إلى حزب الله وحماس، متوعدا بالتصدي لهما من خلال رص الصفوف وتوحيد القوى.

ويأمل نتنياهو بالإضافة إلى كل ذلك، في إقناع الرئيس المصري بالضغط على الفلسطينيين من أجل بدء مفاوضات مباشرة، وهو ما كان صرح بأنه مستعد به. كما أنه يريد تغيير الصورة التي يحتفظ بها مبارك عنه والذي حمله قبل أيام مسؤولية انهيار المباحثات.

ويأتي لقاء نتنياهو مع مبارك، بعد محادثة هاتفية بينه وبين العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الذي أوضح لرئيس الوزراء الإسرائيلي أن الحديث عن الالتزام بعملية السلام، لم يعد كافيا وأنه لا بد من اتخاذ الخطوات العملية لتحقيق السلام. وأكد عبد الله له ضرورة عدم إضاعة المزيد من الوقت والتحرك بشكل فوري للدخول في مفاوضات إسرائيلية - فلسطينية جادة وفاعلة، محذرا من أن الجمود في العملية السلمية يهدد المنطقة بأسرها.

وفي بيان صادر عن الديوان الملكي، قال الملك عبد الله الثاني لنتنياهو الذي بادر إلى الاتصال به، إن المأزق الذي تعيشه عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية في الوقت الحاضر، يهدد أمن منطقة الشرق الأوسط. وطلب العاهل الأردني من نتنياهو أن ينفذ التزامه بالسلام من خلال إزالة العقبات التي تعيق استئناف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين.

وحذر الملك عبد الله الثاني الطرفين المعنيين من إضاعة مزيد من الوقت، داعيا إلى الدخول الفوري «في مفاوضات جدية وفعالة، وفق المبادئ المتفق عليها». وأشار إلى أن المفاوضات يجب أن تقود إلى قيام دولة فلسطينية تعيش بسلام مع دولة إسرائيل.

وبعث الملك عبد الله بوزير خارجيته ناصر جودة إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بهدف إقناعه بالعودة إلى طاولة المفاوضات.

يذكر أن جودة كان قد التقى بعوزي أراد، مستشار الأمن القومي لنتنياهو قبل نحو 10 أيام. وأبلغ جودة البرلمان الأردني أن المحادثات تركزت حول فرص إحياء عملية السلام المتوقفة.