أوباما يعين ديلي كبير موظفي البيت الأبيض

الرئيس الأميركي يعتمد على ذوي الخبرة لما تبقى من ولايته

رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يتحدث إلى امرأة من سكان منطقة شاو في أولدهام (شمال غربي إنجلترا) أمس في إطار حملة مرشح حزب المحافظين في المنطقة كاشف علي (غير باد في الصورة) للانتخابات الفرعية المقررة الأسبوع المقبل (رويترز)
TT

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس تعيين وزير التجارة السابق ويليام ديلي كبير موظفي البيت الأبيض، في خطوة أنهت أشهرا من التكهنات حول الشخصية التي ستشغل هذا المنصب بعد استقالة مستشاره المقرب رام إيمانويل نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وأنهى أوباما انشغال الدوائر السياسية والإعلامية بالترقب حول ديلي، وهو أحد كبار موظفي بنك «جي بي مورغان»، في إعلان مفاجئ ومبكر عصر أمس في واشنطن، بعد أن كان من المرتقب أن يعلن عنه اليوم. وجاء تأكيد إعلان ديلي في وقت ينشغل أوباما بإنهاء لائحة من التعيينات الجديدة تشمل تسمية رئيس جديد للمجلس الاقتصادي الوطني. وأشاد أوباما في مؤتمر صحافي مقتضب في البيت الأبيض بكبير موظفي البيت الأبيض المؤقت بيتر روس الذي حل محل إيمانويل مؤقتا خلال الفترة الماضية، معتبرا أنه «مستشار رائع.. وأشرف على خطة فترة العامين المقبلين»، بما في ذلك اقتراح اسم ديلي. ووصف أوباما ديلي بـ«صديقي»، قائلا إنه «وطني للغاية». وأضاف: «القليل من الأميركيين يستطيعون التباهي بفترة من الخدمة مثله».

ومنذ عودته إلى واشنطن من عطلة نهاية العام، قضى أوباما غالبية وقته لتناول قضية التغييرات في صفوف موظفي البيت الأبيض. وقد التقى أوباما مع ديلي عصر أول من أمس في اجتماع مغلق للتأكد من اختياره للمنصب النافذ. وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، فإن ديلي أبلغ أوباما عن استعداده لتولي منصب كبير موظفي البيت الأبيض في حال طلب منه ذلك. ويذكر أن ديلي هو شقيق عمدة مدينة شيكاغو السابق، مما يجعله من المقربين إلى دائرة أوباما من مدينته شيكاغو، رغم عدم عمله سابقا مع الرئيس الأميركي. وكان ديلي وزيرا للتجارة في إدارة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، ولديه خبرة طويلة في العمل الحكومي وعلاقات في الوسط التجاري، مما يجعله يتمتع بخبرة يفتقدها أوباما وكثير من المقربين له أتوا مجددا إلى واشنطن بعد فوز أوباما بالرئاسة. واعتبر عدد من المحللين أن اختيار أوباما لديلي، يشير إلى حرص أوباما على الخبرة في اختيار مستشاريه للفترة المتبقية من رئاسته. وحتى قبل أن يعلن أوباما رسميا تعيين ديلي، أصدر رئيس غرفة التجارة الأميركية توماس دوناهيو أنه يرحب بهذا النبأ. وقال دوناهيو إن «ديلي لديه خبرة رائعة في الحكومة وعالم الأعمال ومفاوضات التجارة والشؤون الدولية.. نحن نتطلع إلى العمل مع من أجرى تسريع معافاتنا (الاقتصادية) وتنمية الاقتصاد وخلق فرص العمل ومعالجة تحديات أميركا العالمية». وبعد تعيين رئيس جديد لموظفي البيت الأبيض، يكشف أوباما اليوم عن فريق جديد من المستشارين الاقتصاديين بعد استقالة عدد منهم العام الماضي. وستكون هذه التعيينات وعلاقة المستشارين الجدد في كبرى الشركات والمؤسسات الأميركية ضرورية لضمان إنجاح السياسات الاقتصادية لأوباما التي ستكون عاملا أساسيا في إمكانية إعادة انتخابه في الانتخابات المقبلة. ومن المرتقب أن يسمي أوباما اليوم جين سبيرلينغ رئيسا للمجلس الاقتصادي الوطني، بعد أن كان سبيرلينغ مستشارا لوزير الخزانة تيموثي غيتنر؛ وهذا هو المنصب الأرفع للشؤون الاقتصادية في البيت الأبيض وهو المنصف الذي شغله سبيرلينغ في عهد كلينتون. ومرة أخرى، يشير هذا الاختيار إلى حرص أوباما على الخبرة في اختيار المستشارين الجدد. وتأتي التغييرات بين صفوف موظفي البيت الأبيض وكبار مستشاري الرئيس بعد أن لاقى أوباما ضربة مع خسارة الديمقراطيين في انتخابات الكونغرس في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ويهدف أوباما إلى تقوية سجل إنجازاته الرئاسية استعدادا لانتخابات الرئاسة نهاية عام 2012، بالإضافة إلى فسح المجال لمستشارين مقربين منه، مثل الناطق باسم الرئيس الأميركي روبرت غيبس ومستشاره الأعلى ديفيد اكسلرود، لترك البيت الأبيض من أجل التركيز على الحملة الانتخابية الرئاسية. وأكد غيبس عند إعلانه عن ترك منصب الناطق باسم البيت الأبيض الشهر المقبل أن الهدف من ذلك هو الإعداد لانتخابات 2012. وستكون الأولوية المقبلة لأوباما صياغة خطاب «حال الاتحاد» السنوي الذي من المرتقب أن يلقيه أمام الكونغرس نهاية الشهر الحالي لتحديد أجندته للعام المقبل.