«القاعدة» تقتل 12 جنديا في لودر بجنوب اليمن

قائد عسكري ينجو من محاولة اغتيال

اثار قصف الجيش للودر في اغسطس (آب) الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

لقي 12 جنديا من أفراد القوات المسلحة اليمنية، أمس، مصرعهم في هجوم شنه مسلحون يعتقد أنهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، في مديرية لودر بمحافظة أبين الجنوبية التي تشهد عمليات مسلحة ضد قوات الأمن والجيش اليمنيين منذ بضعة أشهر، في الوقت الذي اتهمت السلطات اليمنية تنظيم القاعدة بالوقوف وراء الحادث، قبل أن تبدأ قوات الجيش بقصف المنطقة.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحين نصبوا كمينا لرتل عسكري تابع للجيش اليمني في لودر، ويتكون من صهريج ماء، الذي يسمى هناك «بوزة»، أو «وايت» كما يطلق عليه في شمال اليمن، بالإضافة إلى مدرعة تسمى «حميضة» وطاقم ينقل عددا من الجنود، وأسفر الهجوم عن مقتل 12 جنديا على الفور، ويعتقد أن الرتل العسكري كان يضم قائدا عسكريا والأمين العام للمجلس المحلي (البلدي) في لودر.

وأشارت مصادر خاصة إلى أن مسلحين استهدفوا دورية عسكرية في الخط الدائري لمدينة لودر بعبوات ناسفة وقنابل يدوية، وذلك أثناء تمشيط دوريات الأمن لبعض الشوارع في المدينة، وتفيد المصادر بأن عددا من الجنود أصيبوا في الكمين الذي تلاه تبادل لإطلاق النار وإطلاق نار آخر بصورة عشوائية في المنطقة.

ومن خلال العمليات التي تتم في لودر، يتضح، بحسب المراقبين، أن تنظيم القاعدة يستهدف صهاريج المياه وشاحنات نقل المواد الغذائية، ربما بهدف حصار المعسكرات المرابطة في ضواحي مدينة لودر.

وفي حادث آخر في المدينة ذاتها، لودر، نجا قائد اللواء العسكري (111)، العقيد الركن محسن جزيلان، ومعه أمين عام المجلس المحلي (البلدي)، علي فضل، من محاولة اغتيال وسط لودر، بينما أصيب عدد من حراسة القائد العسكري في المحاولة، التي تشير جميع المصادر إلى أن «القاعدة» تقف وراءها.

وعقب الهجوم مباشرة، شرعت قوات الجيش التي تطوق المدينة من عدة اتجاهات، بقصفها بآليات عسكرية متعددة، كالمدفعية الثقيلة و«الدوشكا» وغيرها من الأسلحة، حسب ما أفاد شهود عيان من سكان المدينة «الشرق الأوسط»، وحسب سكان المدينة فقد تضررت الكثير من المباني السكنية في المدينة ذات التوسع الأفقي التي ينتشر فيها، في الغالب، مسلحو «القاعدة» بصورة علنية طوال الوقت.

وقالت الحكومة اليمنية إن تنظيم القاعدة يقف وراء الهجوم، واتهم مصدر أمني يمني من سماها بـ«العناصر الإرهابية» بالوقوف وراء قتل الجنود الذين قال إن عددهم بلغ 10 فقط، رغم تأكيدات المصادر المحلية أن العدد أكبر من ذلك، وأن مستشفيات المعسكرات والمدينة تلقت الكثير من القتلى والجرحى، ونقلت صحيفة «26 سبتمبر» الصادرة عن وزارة الدفاع اليمنية عن مصدر أمني قوله إن «حملة أمنية تقوم حاليا بتعقب تلك العناصر الإرهابية للقبض عليها وتقديمها للعدالة لتنال عقابها الرادع»، وذكر موقع الصحيفة على شبكة الإنترنت أن مشايخ وأعيان وأبناء مديرية لودر «استنكروا هذا العمل الإرهابي وطالبوا أجهزة الأمن بسرعة القبض على من قاموا به، وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع ويكونوا عبرة لغيرهم ومنعا لما يخططون له من محاولة زعزعة أمن واستقرار المحافظة وتعكير الصفو الاجتماعي والسكينة العامة للمواطنين».

وكانت مدينة لودر شهدت في أغسطس (آب) الماضي، مواجهات مسلحة عنيفة بين قوات من الجيش والأمن في المدينة ومسلحين من «القاعد»، إثر مقتل 9 جنود في كمين مسلح في أطراف المدينة التي تبعد قرابة نحو ساعة ونصف الساعة من مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين.

يذكر أن أبين تشهد منذ عدة أشهر، سلسلة عمليات اغتيالات تستهدف ضباطا في جهاز الأمن السياسي (المخابرات) وقوات الأمن العام والنجدة والاستخبارات العسكرية والمباحث الجنائية، وقتل في تلك العمليات العشرات من المطلوبين لدى تنظيم القاعدة، بحسب بيان صادر عنه في وقت سابق.