أشتون: سنرفض الدعوة الإيرانية.. وتفتيش المنشآت من اختصاص الوكالة الدولية

داغان منهيا مهامه رئيسا للموساد: إيران لن تملك القنبلة النووية قبل 2015

TT

أعلنت كاثرين أشتون، مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي، أن الأخير سيرفض الدعوة التي وصلته من إيران لزيارة بعض المواقع والمنشآت النووية الإيرانية منتصف هذا الشهر والتي كانت إيران قد وزعتها على مبعوثين من المجموعات الجغرافية والسياسية بالوكالة الدولية لزيارة مفاعل اراك للمياه الثقيلة ومنشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم قبيل المفاوضات المتوقعة بين إيران والمجموعة الدولية (5 +1) كبادرة لتأكيد شفافية النشاط النووي الإيراني وسلميته.

وكانت أشتون قد أرجعت رفضها للدعوة في حديث لوسائل الإعلام بعد لقاء مع وزير الخارجية المجري يانوس مارتوني في بودابست، صباح أمس، لكون تفتيش المواقع النووية من مهام الوكالة الدولية مؤملة أن تضمن إيران للوكالة تحقيق ذلك.

ونقلت وكالة رويترز عن أشتون بعد محادثات أجرتها مع مارتوني: «إن دور التفتيش على المواقع النووية منوط بالوكالة الدولية للطاقة الذرية وآمل أن تضمن إيران أن تتمكن الوكالة من الذهاب والاستمرار في عملها وأن تكمله».

وأشارت أشتون إلى أنها قد تحدثت مع كل من الصين وروسيا قبل أن تتخذ قرارها برفض الدعوة، مؤكدة في ذات الوقت أنها لا تنظر إلى الدعوة الإيرانية «نظرة سلبية» تسعى لشق وحدة مجموعة 5 + 1 التي تترأس وفدها والتي تتألف من الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا، مشيدة بالتعاون الذي أبدته إيران في أن يكون 20 من الشهر الجاري موعدا لاستئناف المحادثات في اسطنبول، مضيفة أن التفاوض مع إيران وظيفتها التي تتطلع بتفاؤل للقيام بها. ومن المتوقع أن تستغرق تلك المفاوضات يومين.

وبينما تجاهلت طهران الولايات المتحدة والقوى الثلاث الأعضاء بالاتحاد الأوروبي تم توجيه الدعوة لكل من روسيا والصين، اللتين تتبنيان مواقف أكثر لينا تجاه إيران، غير أنه لم يعلن الاثنان موقفهما من الدعوة الإيرانية. وقال دبلوماسيون غربيون الأسبوع الماضي إن الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين يجب أن يرفضوا الدعوة. وذكروا أنه يجري تشجيع موسكو وبكين على رفض دعوة تفقد مواقع نووية لأن هذا سيضر بالجبهة الموحدة لمجموعة «5+1».

من جانبه، نفى مصدر موثوق بالمكتب الإعلامي للوكالة الدولية للطاقة الذرية في رد على سؤال «الشرق الأوسط» أن تكون الوكالة قد تلقت الدعوة الإيرانية، رافضا التعليق على الأمر بدعوى أن «السفراء ممن وصلتهم الدعوات ليسوا موظفين لدى الوكالة تتحكم في تصرفاتهم فتحدد أين يروحون أو يجيئون»، مبينا أن الدعوة تتم ضمن علاقات واتصالات الدول فيما بينها وذاك ما لا تعلق عليه الوكالة مطلقا.

من جانبه، امتنع المندوب الإيراني لدى الوكالة السفير علي أصغر سلطانية عن التعليق على رفض أشتون للدعوة الإيرانية مؤكدا أنه لم يتلق أي اعتذار رسمي مكتفيا بتصريحاته السابقة لـ«الشرق الأوسط» بأنها دعوة إيجابية لتأكيد مصداقية إيران وشفافية تعاونها.

هذا ورغم ما أثارته الدعوة من اهتمام ومتابعة من وسائل الإعلام وبين البعثات وفي أروقة الوكالة فإن عددا من السفراء ممن وصلتهم الدعوة رفضوا الخوض في الحديث حول مدى فاعلية الزيارة التي سيقومون بها ومدى قدرتهم على تأكيد شفافية النشاط النووي الإيراني كونهم دبلوماسيين وليسوا مفتشين.

وفي حين أكد السفير المصري إيهاب فوزي في وقت سابق تسلمه للدعوة إلا أنه اكتفى بالقول لـ«الشرق الأوسط» في محادثة هاتفية إنه لم يتلق أي تعليمات بشأنها بعد بينما اعتذرت السفيرة نورما غوتشيا ايستوز مندوبة كوبا لدى الوكالة وبشدة عن الإدلاء بأي تعليق لحساسية الأمر كما وصفته. هذا فيما قبل سفير ثالث التعليق بشرط التأكيد على عدم نشر اسمه واصفا الدعوة بأنها عمل دبلوماسي «صحيح مائة في المائة» مضيفا: «طبيعي أن تحاول إيران كل ما بوسعها لتقوية موقفها وتأمين وجهة نظرها خاصة أنها قد اختارت المدعوين كممثلين لمختلف المجموعات التي تتكون منها الوكالة»، موضحا أن «الدعوة وصلت إلى الجزائر وتركيا والبرازيل وفنزويلا والجامعة العربية بالإضافة لمصر وكوبا والمجر وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي والمجر، وبذلك لا يحق القول بأن إيران اختارت الدول المؤيدة لها فقط».

ولفت النظر لما وصفه بحسن تكتيك إيران في كونها لم تعزل الدول الكبرى كمجموعة، رغم أنها لم تدع فرنسا وبريطانيا وألمانيا أو الولايات المتحدة، إذ قدمت الدعوة للصين وروسيا كما قدمتها للاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن قبولهم للدعوة أو رفضها يصب في صالح إيران التي تكون قد نجحت في خطف الأنظار قبل جولة تفاوضها أواخر الشهر غير مستبعد أن تعاقب إيران السيدة أشتون التي بادرت لرفض دعوتها بتماطل إيراني تجاه موعد المفاوضات الذي قالت أشتون إنه الـ20 من هذا الشهر فيما لم تعلن إيران عن قبوله بعد.

من جانبه، تلقى علي أكبر صالحي، رئيس هيئة الطاقة الإيرانية، ووزير الخارجية الإيراني بالإنابة، اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أمس، وبحسب وكالة فارس فإن الاتصال جاء «تزامنا مع قرب اجتماع اسطنبول بين إيران ومجموعة (1+5)، وإن الطرفين تناولا القضايا المتعلقة بالاجتماع المرتقب إضافة إلى القضايا المتعلقة بين البلدين والشأن الإقليمي والدولي».

إلى ذلك، أكد وزير الدفاع الإيراني اللواء أحمد وحيدي اتخاذ التدابير اللازمة لحماية العلماء وأساتذة الجامعات في إيران، وجاء ذلك بعد اغتيال عدد من العلماء النوويين الإيرانيين، زعمت السلطات أنهم استهدفوا من قبل أميركا وإسرائيل.

الى ذلك أنهى مائير داغان رسميا مهامه رئيسا لجهاز الموساد الإسرائيلي بعد 8 سنوات من توليه المهمة، ونقل المسؤولية، الخميس، إلى نائبه السابق تامير باردو في حفل وداعي بمقر الموساد شمال أبيب، حضره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك.

وقال داغان الذي اتسمت ولايته بتكثيف العمليات في الخارج ونقل البرنامج النووي الإيراني إلى سلم أولويات الموساد، إنه لا داعي لتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران في هذه الفترة، باعتبار أنها لن تتمكن من الحصول على قنبلة نووية قبل 2015.

ويرى داغان أن طهران تواجه صعوبات تقنية كبيرة في تطبيق برنامجها النووي، وخلافات أكبر داخل القيادة الإيرانية حول استمرار تطوير البرنامج، وأنه لولا ذلك لكانت إيران حققت هذا الهدف منذ فترة طويلة.

وقال تقرير لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إن داغان كان قبل عام ونصف العام في جلسة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، يقول إن إيران لن تتمكن من الحصول على أسلحة نووية قبل عام 2014، ليعود الآن ويقول إن ذلك لن يحصل قبل عام 2015، أي أن إيران تواجه المزيد من المشكلات في تطوير مشروعها النووي.