الخارجية الأميركية تحذر من تهديدات محتملة لمن وردت أسماؤهم في «ويكيليكس»

السفير الأميركي لدى ليبيا في أزمة بسبب البرقيات المسربة

TT

قال مسؤولون في الإدارة الأميركية إن وزارة الخارجية تحذر مئات الناشطين الحقوقيين والمسؤولين الحكوميين الأجانب، ورجال الأعمال الذين ترد أسماؤهم في المراسلات الدبلوماسية التي سربها موقع «ويكيليكس» الإلكتروني، من تهديدات محتملة لسلامتهم، ونقلت عددا منهم إلى أماكن أكثر أمنا.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن عملية النقل هذه التي تضمنت فريقا من 30 شخصا في واشنطن وسفارات بدءا من أفغانستان وحتى زيمبابوي، تعكس خوف الإدارة من أن تسريبات «ويكيليكس» أضرت بالمصالح الأميركية عبر فضح الأجانب الذين يقدمون المعلومات القيمة للولايات المتحدة. ونقلت عن المسؤولين في الإدارة الأميركية أنهم ليسوا على علم بأي شخص تعرض لهجوم أو سجن كنتيجة مباشرة للمعلومات التي نشرت في التسريبات، لكنهم حذروا من أن المعارضين يخضعون لمضايقات من حكوماتهم. وقال مساعد وزيرة الخارجية لشؤون حقوق الإنسان والديمقراطية والعمل مايكل بوسنر: «نشعر بالمسؤولية للقيام بأي شيء ممكن لحماية هؤلاء الأشخاص.. نحن نأخذ هذا بجدية قصوى». وأضافت الصحيفة الأميركية نقلا عن مصادر لم تكشف هويتها في إدارة باراك أوباما، أن «بعض هؤلاء غادروا بلدانهم والبعض الآخر أرسل إلى بلدان أخرى». وأوضحت الصحيفة أن وزارة الخارجية لم ترصد حتى اليوم حالات اعتداء أو سجن يمكن أن تكون مرتبطة مباشرة بالتسريبات. لكن الدبلوماسيين يشيرون إلى أن الوثائق التي حصل عليها موقع «ويكيليكس» ونشرتها الصحافة حتى اليوم لا تتجاوز نسبتها واحدا في المائة. وقد حذف موقع «ويكيليكس» والصحف التي كانت أول من نشر التسريبات، ومنها «نيويورك تايمز»، الأسماء من عدد كبير من الوثائق. إلا أن واشنطن تتخوف من «سعي أجهزة استخبارات أجنبية إلى الحصول على المجموعة الكاملة» للبرقيات الدبلوماسية التي بلغ عددها 250 ألفا.

إلى ذلك، أصبح عمل السفير الأميركي لدى ليبيا في مهب الريح بعد أن تسبب تسريب موقع «ويكيليكس» على الإنترنت لمراسلات دبلوماسية أميركية في إثارة غضب حكومة الزعيم الليبي معمر القذافي. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية بي جيه كراولي، الأربعاء، بأن جين كريتز عاد إلى واشنطن لإجراء مشاورات بشأن ما إذا كان سيعود إلى طرابلس أم لا. وقال كراولي: «أحد المواضيع التي نخشاها في الأحداث التي أعقبت (ويكيليكس) هو تأثير هذه التسريبات الممكن على علاقاتنا بشكل عام أو على العلاقة بين السفير والحكومة التي يتعامل أو تتعامل معها. لدينا علاقات تتحسن مع ليبيا. إنها علاقة مهمة جدا للولايات المتحدة. وهذا يعني أنها علاقة معقدة والسفير هنا ليتشاور بشأن الاثنين.. موقفنا في هذه العلاقة ودوره في ذلك». ولم يعلق الجانب الليبي علنا بشأن بعض المراسلات الدبلوماسية الأميركية السرية التي سربها موقع «ويكيليكس» الإلكتروني. لكن مسؤولا أميركيا رفيعا تحدث بعد أن طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموقف، قال إن المسؤولين الليبيين عبروا عن قلقهم بشأن المراسلات، لكنهم لم يطلبوا رسميا تغيير كريتز.

وفي واحدة من البرقيات قيل إن القذافي تسبب في رعب نووي دام شهرا عام 2009 عندما أجل إعادة مواد مشعة إلى روسيا، بينما بدا كنوبة من الغضب الدبلوماسي. وقالت برقية أخرى نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» إن القذافي الذي يحكم ليبيا منذ ما يزيد على 40 عاما يعتمد بشدة على طاقم من أربع ممرضات أوكرانيات من بينهن واحدة وصفت بأنها «شقراء». وسببت الضجة التي أثارتها تسريبات «ويكيليكس» أحدث حلقة من التوترات في العلاقات بين الولايات المتحدة وليبيا التي استؤنفت عام 2004 بعد تخلي القذافي عن أسلحة الدمار الشامل. وقال المسؤول الرفيع إن كريتز واحد من عدد من السفراء الأميركيين الذين تأزم موقفهم بسبب التسريبات التي تضمنت تقييما صريحا وفي بعض الأحيان كان محرجا من جانب الولايات المتحدة لعدد من الحكومات والزعماء الأجانب.