سرور: مصر لا تحتاج لمن يذكرها بأن مسيحييها «لا يمثلون أقلية دينية»

مسلمو مصر ومسيحيوها يتبادلون التهاني

مصرية تجلس وسط الطريق ضمن وقفة احتجاجية نظمها نشطاء وسياسيون مسلمون ومسيحيون ضد الاعتداء الارهابي على كنيسة في الاسكندرية (أ.ف.ب)
TT

تابع أغلب المصريين، أول من أمس، من على شاشات التلفزيون احتفال الكنيسة الأرثوذكسية بقداس عيد الميلاد المجيد، وحرصوا على تبادل التهاني مع إخوانهم المسيحيين. وترأس البابا شنودة الثالث قداس عيد الميلاد في الكاتدرائية المرقسية (المقر البابوي) بمنطقة العباسية بالقاهرة الليلة قبل الماضية، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة، بدت فيها الكاتدرائية وكأنها ثكنة عسكرية.

واستقبل البابا أمس الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء، الذي قدم التعزية إليه في ضحايا جريمة الاعتداء على كنيسة القديسين بالإسكندرية، وهنأه ومسيحيي مصر بحلول عيد الميلاد المجيد.

وقال البابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية، «إننا نقدر مشاعر التضامن الشعبي الذي حدث عقب الجريمة التي خففت مشاعر الحزن عنا»، مؤكدا أن الإرهاب غريب على شعب مصر وتاريخه الطويل من التعايش والتآخي بين المسلمين والأقباط. وأضاف أنه لم يفكر إطلاقا في إلغاء الاحتفال بعيد الميلاد، لأنه إحياء لذكرى دينية عزيزة على القلوب.

وحضر القداس نجلا الرئيس المصري علاء وزوجته، وجمال الذي اعتاد حضور القداس، بخلاف أخيه الذي يشارك للمرة الأولى، وقوبل دخول جمال وعلاء بتصفيق مدوٍّ استمر لبضع دقائق. الى ذلك واصلت القاهرة تعليقها على ردود فعل دولية حملت انتقادات للحكومة المصرية، على خلفية التفجير الإرهابي الذي وقع أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية ليلة رأس السنة. ورد الدكتور أحمد فتحي سرور، رئيس البرلمان المصري، أمس، على بيان رئيس الاتحاد الأوروبي جيرزي بوزيك بقوله: «إن مصر لا تحتاج إلى التذكير بأن مسيحييها لا يمثلون أقلية دينية، بل هم جزء أصيل من نسيج الشعب المصري»، محذرا من عواقب الاستناد إلى معلومات «غير دقيقة»، ومطالبا أوروبا بالتحلي بـ«الحكمة والدقة» لتجنب تعميق الغضب بين العالم الإسلامي والغرب.

وكان بوزيك قد أصدر بيانا قبل أيام أعرب فيه عن حزنه لأن المسيحيين في مصر دفعوا حياتهم ثمنا للاحتفال بالعام الجديد، مطالبا مصر بتوفير ضمانات لحماية من سماهم «الأقليات المسيحية» في البلاد.

وقال سرور في بيان له أمس، إن أمن وحرية المسيحيين في مصر مكفولان في الدستور والقوانين المصرية وهي مسؤولية الدولة المدنية، مشيرا إلى أن الهدف من الحادث الإرهابي هو إعطاء صورة مغلوطة عن الواقع في بلده واستدراج العالم الإسلامي نحو مواجهة دينية وصراع حضاري مع الغرب. وأضاف أن الحادث المأساوي أحدث صدمة عميقة لكل المصريين وأصابهم بحزن عميق وهم يحتفلون بقدوم عام جديد يتطلعون إلى أن يكون عام خير وازدهار.