بريطانيا: رفع مستوى التهديد الإرهابي بالمطارات ومحطات السكك الحديدية

درجة «شديد الخطورة» تحسبا لهجوم «ليس وشيكا»

ضباط من الشرطة البريطانية يحرسون المطار الخامس في هيثرو بعد رفع درجة التأهب الأمني أمس (أ.ف.ب)
TT

رفعت بريطانيا مستوى الاستنفار الأمني لدرجة «شديد الخطورة» استعدادا لأي تهديد إرهابي في المطارات ومحطات السكك الحديدية في البلاد كإجراء احترازي. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن مسؤولين أمنيين قولهم إن الإجراءات شملت المطارات الكبرى ومحطات السكك الحديدية الرئيسية، غير أنهم شددوا أيضا على أنه لا يوجد ما يشير إلى هجوم وشيك. ورفعت درجة الاستنفار في مراكز المواصلات العامة من «خطير» إلى «شديد الخطورة» وهو ما يعني أن احتمالات وقوع هجوم أصبحت «مرجحة للغاية». ويشار إلى أن أعلى درجات الاستنفار الأمني في بريطانيا «حرج» تعني أن الهجوم بات محدقا. ورفضت الشرطة البريطانية التعليق على تقارير أفادت بتشديد الإجراءات الأمنية في محطات قطارات الأنفاق والمطارات، في أعقاب تلقي الأجهزة الأمنية معلومات تفيد باحتمال وقوع «هجوم إرهابي»، ربما في وسط لندن، أو المناطق القريبة منها. إلا أن شرطة المواصلات سعت إلى طمأنة سكان العاصمة البريطانية بقولها أمس: «ليس لدينا ضباط مسلحون في محطاتنا»، وأضافت أنها تلقت معلومات، منذ شهور، تفيد باحتمال وقوع هجوم مماثل للهجوم الذي شهدته مدينة «مومباي» في الهند، عام 2008.

وتابعت إدارة شرطة مواصلات لندن، ردا على تقارير أشارت إلى أنها رفعت مستوى الإنذار الأمني من «خطير» إلى «شديد الخطورة»، وقررت إلغاء الإجازات بين أفرادها، قائلة: «لا نعلق على خطط نشر قواتنا، ولكن يمكننا أن نؤكد أننا لم نلغ أي إجازات».

وكانت معلومات استخباراتية أخيرة حذرت من هجمات تستهدف أوروبا، شبيهة بهجمات مومباي الهندية 2008. وقالت «بي بي سي» إن رفع درجة الاستعداد الأمني تأهبا لهجمات إرهابية أعلمت به كل بلدان أوروبا. وجاء في تقرير «بي بي سي»: «ما يمكن توقعه هو مشاهدة تواجد أكبر للشرطة، خاصة في المطارات ومحطات السكك الحديدية الكبرى».

واستبعد مصدر أمني آخر، أن يكون تشديد الإجراءات الأمنية له علاقة بالاعتقالات التي جرت في كل من ستوك وكارديف ولندن، في وقت سابق من ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وكانت الشرطة البريطانية قد أعلنت أواخر الشهر الماضي عن اعتقال 12 «مشتبها»، ضمن عملية «واسعة لمكافحة الإرهاب، تم التخطيط لها مسبقا، بقيادة الاستخبارات»، مشيرة إلى أن أعمال المعتقلين تتراوح بين 17 و28 عاما. وقالت شرطة «ويست ميدلاندز» إن حملة الاعتقالات شملت كلا من العاصمة البريطانية لندن، وكارديف في مقاطعة ويلز، وستوك بوسط إنجلترا، بينما قال مساعد المفوض العام لشرطة «متروبوليتان»، جون ياتس، إن الاعتقالات كانت «ضرورية» بهدف «التأكد من السلامة العامة» للمواطنين. وعلى المستوى الميداني، سيعني رفع درجة التأهب وجودا وحضورا أكبر لدوريات الشرطة في المطارات ومحطات القطارات الرئيسية، ابتداء من (أمس).

وقال متحدث باسم شرطة سكوتلانديارد إن «مستوى التهديد في بريطانيا وضع عند درجة (شديد)، وهو ما يعني أن الهجوم بات مرجحا جدا، وأن هذا بدأ منذ يناير (كانون الثاني) من عام 2010». وأضاف: «سنقوم بأعمال المراقبة والدورية، وأن أنواع التكتيكات العلنية والسرية ستظل تحت المراجعة الدائمة». ودعت وزارة الداخلية البريطانية مواطنيها إلى الاستمرار في الحيطة والانتباه، والإبلاغ عن أي أمر مريب للشرطة. وشهدت لندن «هجوما إرهابيا» في السابع من يوليو (تموز) عام 2005، أسفر عن سقوط 52 قتيلا، بالإضافة إلى أربعة مهاجمين انتحاريين، وأحبطت الشرطة هجوما ثانيا بعد نحو أسبوعين من ذلك الهجوم.