كابل: مقتل وإصابة 40 بهجوم انتحاري في حمام عام.. وتبني طالبان العملية

استهدف قائدا لقوات حرس الحدود في إقليم قندهار

TT

قتل سبعة عشر شخصا أحدهم ضابط في الشرطة، عندما فجر انتحاري نفسه أمس في حمام عام جنوب أفغانستان، الذي يشهد اعتداءات انتحارية بصورة شبه يومية لكنها نادرا ما تستهدف الأماكن العامة. وفي نحو الساعة 12.00 (7.30 بتوقيت غرينيتش)، فجر انتحاري المتفجرات التي كان يلف جسده بها في حمام عام في مدينة سبين بولداك التي تقع على مقربة من الحدود الباكستانية. وأعلن زلماي أيوبي، المتحدث باسم سلطات ولاية قندهار، لوكالة الصحافة الفرنسية أن «سبعة عشر شخصا قتلوا في الهجوم الانتحاري في سبين بولداك وجرح 23».

والمسؤول الذي استهدف وقُتل هو قائد وحدة الرد السريع في اللواء المحلي لشرطة الحدود - كما أعلن الجنرال عبد الرازق من دون أي تفاصيل أخرى. وأعلنت حركة طالبان، التي ترفض عموما تحمل مسؤولية الهجمات الدامية ضد المدنيين، مسؤوليتها عن الاعتداء، مؤكدة أنه لم يكن موجودا في الحمام إلا عناصر من الشرطة ومنهم المسؤول المستهدف.

وقال مسؤولون إن 17 شخصا على الأقل لقوا حتفهم وأصيب 23 آخرون، أمس، في تفجير انتحاري استهدف قائدا لقوات حرس الحدود في إقليم قندهار جنوب أفغانستان. وقال زلماي أيوبي، المتحدث باسم حاكم الإقليم إن القائد كان ضمن القتلى الذين سقطوا في الهجوم. وأوضح أيوبي أن التفجير وقع في منطقة سبين بولداك القريبة من الحدود مع باكستان، وأسفر عن مقتل القائد واثنين من حراسه الشخصيين. أما الضحايا الآخرون فكانوا من المدنيين. وتبنت حركة طالبان العملية، مؤكدة أن كل من كان في الحمام من العسكريين باستثناء شخص واحد مدني. وأفاد بيان لمكتب الحاكم بأن «رمضان قائد شرطة الحدود و16 مدنيا آخرين لقوا حتفهم وأصيب 23 آخرون في الهجوم الانتحاري الذي وقع في حمام عام أمس». أضاف البيان أن جميع المصابين نقلوا إلى مستشفى قريب. وقد قع الهجوم الانتحاري في حمام عام يتوضأ فيه الناس قبل صلاة الجمعة. وأدان حاكم قندهار في البيان الهجوم ووصفه بأنه «عمل غير إنساني وغير إسلامي» نفذه «أعداء الشعب» وهو تعبير يستخدمه المسؤولون غالبا في وصف مسلحي طالبان. وأمر الحاكم مسؤولي الأمن بملاحقة المسؤولين عن الحادث وتقديمهم إلى العدالة حسبما جاء في البيان. وكان رئيس مخابرات قندهار حذر أول من أمس في مقابلة مع قناة «تولو» الإخبارية المحلية من هجمات أخرى لطالبان في الأيام المقبلة.

وقال محمد نعيم مؤمن إن «طالبان تعد لسلسلة جديدة من الهجمات بعد موسم الشتاء وأجروا تدريبات في منطقتي بلوشستان وتشامان في باكستان». وتصاعد العنف في مناطق كبيرة من أفغانستان في الشهور الأخيرة مع مواصلة القوات الأجنبية والأفغانية هجوما واسعا ضد المسلحين في الجنوب. وذكرت وزارة الداخلية أن المعركة ضد طالبان تسببت في سقوط عدد كبير من القتلى، حيث بلغ هذا العدد 2043 في عام 2010. وأسفر النزاع في أفغانستان عن مقتل 1292 شرطيا في عام 2010 بحسب وزارة الداخلية الأفغانية. والهجمات الانتحارية بقنابل يدوية الصنع هي السلاح المفضل لدى المتمردين الذين يقاتلون الحكومة وحلفاءها في القوات الدولية منذ أن طردت هذه الأخيرة طالبان من الحكم في نهاية 2001. ويعتبر جنوب أفغانستان معقلا لحركة طالبان التي اتسعت المساحة التي تسيطر عليها وتكثفت عملياتها في السنوات الأخيرة. وتتعرض قندهار عاصمة نظام طالبان، باستمرار للهجمات، لكن أعمال العنف فيها تكثفت في الأشهر الأخيرة وذلك على الرغم من وجود عشرات آلاف الجنود الأجانب في المنطقة وخصوصا من القوات الأميركية التي أرسلت كتعزيزات للقضاء على طالبان. والعمليات الانتحارية التي تستهدف عادة الحكومة أو القوات الأفغانية والدولية، أقل حدوثا في أماكن عامة يرتادها الناس. وقد نفذ الكثير من هذه الفئة الأخيرة من العمليات في منطقة قندهار. ففي يونيو (حزيران) الماضي، نفذت عملية انتحارية وسط حفل زواج مما أسفر عن مقتل خمسين شخصا وجرح 87 آخرين.

إلى ذلك، قررت الولايات المتحدة أول من أمس إرسال 1400 جندي إضافي من قوات مشاة البحرية (المارينز) إلى جنوب أفغانستان في إطار الهجوم الذي تشنه على حركة طالبان لتعزيز التقدم الذي تحقق، وذلك قبل خفض كثير القوات الأميركية كما هو مقرر. وأوضح الكولونيل ديف لابان، المتحدث باسم البنتاغون، أن وزير الدفاع روبرت غيتس وافق على إرسال تعزيزات من عناصر المارينز إلى جنوب أفغانستان للاستفادة مما تحقق من تقدم وتعزيزه ووضع العدو تحت الضغط خلال حملة الشتاء. وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» أول من أمس استنادا إلى مسؤولين أميركيين بأن تلك التعزيزات قد تصل اعتبارا من منتصف يناير (كانون الثاني)، قبل حلول الربيع الذي يشهد عادة استئناف المعارك على نطاق واسع. وأكدت القيادة الوسطى للجيش الأميركي في بيان أن هذا الانتشار «على المدى القصير» سيتم «خلال حملة الشتاء». وستنتشر التعزيزات في جنوب غربي البلاد بولاية هلمند التي تعتبر من معاقل طالبان، حيث أعلن الأميركيون أنهم استعادوا المبادرة سنة 2010، كما أضافت القيادة الوسطى.

وتتكون التعزيزات من الوحدة الـ26 لمشاة البحرية التي تدخلت في باكستان بعد فيضانات يوليو (تموز) التي يوجد رجالها حاليا على متن البارجة الحربية البرمائية كيرسارج في المحيط الهندي. وقال المتحدث باسم البنتاغون جيف موريل للصحيفة إن «الفكرة هي الاستفادة من التقدم الذي حققناه على الأرض في الأشهر الماضية وتشديد ضغطنا على العدو في الوقت الذي يتعرض فيه لنيراننا». وقد أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في ديسمبر (كانون الأول) أن النزاع في أفغانستان ما زال «شاقا للغاية»، لكن الولايات المتحدة ماضية على الطريق الصحيح نحو تحقيق أهدافها. وتسلم أوباما تقريرا مرحليا حول الاستراتيجية الجديدة التي أعلنها قبل عام وتضمنت زيادة القوات الأميركية في أفغانستان إلى 97 ألف رجل، أي ثلاثة أضعاف عدد الجنود الذين كانوا منتشرين في ذلك البلد عندما تسلم مهامه بداية 2009.

وتشكل هذه التعزيزات مفاجأة، نظرا للاستعدادات الجارية لانسحاب القوات الأميركية وحلفائها تدريجيا من أفغانستان، والذي يفترض أن يبدأ في يوليو 2011. وأعلن الناطق باسم القوة الدولية للمساهمة في إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) لحلف شمال الأطلسي الجنرال الألماني جوزيف بلوتس، أن حجم انسحاب القوات الأميركية لم يتقرر بعد وسيكون مرهونا «بالوضع على الأرض» على أن يتم الانتهاء من تسليم المسؤولية الأمنية للقوات الأفغانية في 2014. ويقاتل التحالف الدولي في أفغانستان الذي تقوده الولايات المتحدة وقوامه 140 ألف جندي، إلى جانب القوات الأفغانية منذ نهاية 2001 والإطاحة بنظام طالبان وتكبد خلال سنوات الحرب التسع خسائر بلغت 2300 قتيل ثلثهم من الأميركيين. وأفاد موقع متخصص في حصيلة الضحايا في أفغانستان بسقوط 711 جنديا أجنبيا خلال 2010 السنة التي شهدت سقوط أكبر عدد من قوات التحالف.