كيري: أوباما سيعلن إجراءات تجاه شمال السودان خلال أسابيع.. على ضوء الاستفتاء

البشير: سنجلد وفق الحدود والتعزير.. وسنقطع من خلاف لتطبيق الشريعة الإسلامية

TT

كشف مسؤول العلاقات الخارجية الأميركية بالسودان السيناتور جون كيري أن الرئيس باراك أوباما سيقوم بإجراءات مرتقبة تجاه السودان خلال أسابيع فيما رهن تطبيع العلاقات مع الخرطوم بإجراء الاستفتاء سلميا دون وجود عقبات للاعتراف بنتيجته. وحذر مسؤول المخابرات الوطني والأمن محمد عطا «الذين يعملون لفرض العنف من الجماعات الدينية»، مؤكدا قيام الاستفتاء بهدوء، في وقت تمسك فيه الرئيس البشير بتطبيق الشريعة بما في ذلك الجلد والقطع من خلاف.

ويتوجه اليوم إلى جوبا عاصمة جنوب السودان السيناتور الأميركي جون كيري مسؤول العلاقات الخارجية بالكونغرس في سياق جولاته المكوكية بالسودان بعد أن قام بجولة يوم أمس لإقليم دارفور المضطرب، ويبحث كيري في صيغ لإبرام اتفاق سياسي بين الشمال والجنوب قبل إعلان نتيجة الاستفتاء الذي ينطلق غدا الأحد.

وقال كيري في تصريحات صحافية «إن إكمال إنفاذ اتفاق السلام الشامل سيتيح فرصة أفضل للشعب السوداني للعيش في سلام وإيجاد حياة أفضل بما يتوفر من فرص لمعالجة مشكلات الاقتصاد السوداني باستقطاب رؤوس أموال أجنبية وقروض وتحقيق المزيد من الانفتاح في العلاقات الخارجية مع دول الجوار وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية، وأشار إلى اهتمام الرئيس أوباما ومتابعته لمجريات العملية السلمية في السودان واهتمامه باستعادة العلاقات المشتركة وقال: «إن استعادة العلاقات السودانية الأميركية ستمكن البلدين والشعبين من التواصل وتبادل الزيارات والعمل سويا لبداية بناء مستقبل جديد لهذه العلاقات»، ووجه كيري رسالة للشعب السوداني هنأه فيها بالوصول باتفاق السلام لمراحله النهائية التي وصفها بالنقطة التاريخية لكل الشعب السوداني، وفي رد على أسئلة الصحافيين حول مدى التزام الإدارة الأميركية بالوفاء بوعودها وما أعلنت عنه من حوافز للسودان خاصة فيما يتعلق برفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع العقوبات أكد كيري على أن هذا التوجه هو قناعته الشخصية إلا أن اتخاذ مثل هذه القرارات يتطلب مخاطبة الرئيس أوباما للمؤسسات الأميركية المختلفة ذات الصلة لإقرارها والموافقة عليها، وأكد أن أوباما سيقوم بإجراءات تتعلق بالسودان خلال أسابيع، إلى ذلك شدد مسؤول الأمن والمخابرات الوطني الفريق محمد عطا أن السلطات الأمنية ستتعامل بحسم مع كل الساعين لفرض الفوضى، وقال: «إن عملية الاستفتاء للجنوب ستمضي دون صعوبات واضطرابات بأي درجة، وعقد عطا لقاء مع عدد من العلماء والمشايخ والقيادات الدينية بالسودان، وكشف عن حوارات يديرها جهاز الأمن «مع بعض العناصر المحسوبة على بعض الجماعات الإسلامية» بشأن تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة لدى تلك العناصر، وأشار إلى أن تحركات بعض القوى لم تجد استجابة من الشباب، وأن بعض العناصر المحسوبة على تلك التيارات تم التعامل معها وفق الإجراءات التي تحفظ الأمن العام، وفي سياق ذي صلة شدد الرئيس عمر البشير في خطاب جماهيري يوم أمس الجمعة على تطبيق الشريعة الإسلامية، وتنفيذ كل الحدود بما فيها الجلد بالحدود، أو التعزير، وقال: «سنطبق الشريعة، وسنجلد بالحد، وبالتعزير، وسنقطع الأيادي، وكذلك من خلاف لمن يعتدون على حدود الله»، ومن جهة أخرى أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم أن عدد أبناء جنوب السودان الذين يغادرون شمال السودان عائدين إلى موطنهم الأصلي قد تضاعف منذ منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي وذلك قبل استفتاء يوم الأحد التاريخي حول مستقبل جنوب السودان.

وقالت رئيسة المكتب الإعلامي للمفوضية ميليسا فليمنغ في مؤتمر صحافي هنا إن «هناك ما نحو ألفي شخص يعبرون إلى الجنوب كل يوم لكن المفوضية تعتقد بأن الكثير منهم سيعودون في الأشهر المقبلة عقب الاستفتاء».

وأضافت فليمنغ أن الكثير من العائدين الذين عاشوا في الشمال لسنوات يقولون إنهم تركوا الشمال خوفا من المجهول وأملا في إتاحة الفرصة للبدء من جديد في الجنوب.

وأوضحت ضرورة تقنين أوضاع السودانيين الجنوبيين الراغبين في البقاء بالشمال عقب الاستفتاء، مؤكدة وجود شعور بالقلق لدى المفوضية إزاء ظهور شبح عودة عدد كبير من الجنوبيين في الشمال ربما يصبحون من عديمي الجنسية. وقالت إن «المفوضية تجري محادثات مكثفة مع المسؤولين لمعالجة هذه المسألة التي يمكن أن تؤدي إلى حركة أكبر إذا تركت دون حل حيث هناك ما يقرب من مليونين ونصف المليون نسمة من الجنوبيين الذين يعيشون في الشمال».

ووفقا للمفوضية فإن نحو 30% من العائدين حتى الآن توجهوا إلى المراكز الحضرية جنوبا في حين أن البقية تتنقل إلى المناطق الريفية كما كان معظم العائدين ممن شبوا في منطقة العاصمة السودانية الخرطوم حيث عاش بعضهم هناك لجيلين.

وأشارت فليمنغ إلى أن عودة الجنوبيين «تضع ضغطا إضافيا على البنية التحتية الهشة للمدن في جنوب السودان ما دفع بالمفوضية إلى تركيز اهتمامها على العائدين للمناطق الحضرية» مؤكدة أن المفوضية تقدم المساعدة إلى 35 ألفا من العائدين في بلدة (أبيي) وما حولها.

وأوضحت أن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تتواجد منذ تأسيسها في وقت مبكر في الولايات العشر جنوب السودان لدعم العائدين والمجتمعية القائمة هناك كما أنشأت 8 محطات على الطريق لتوفير مكان آمن للنساء والأطفال والمسنين على طول الرحلة الشاقة إلى الجنوب.