أثينا تؤيد ضم تركيا لأوروبا.. وأنقرة لا تمانع بالسياج الحدودي

أردوغان: شعرت بدهشة عندما علمت أن اليونان تؤوي مليون مهاجر مروا عبر تركيا

TT

أكد رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو أن بلاده ترغب في انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. وعبر باباندريو، الذي كان يتحدث خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، أول من أمس، أيضا عن رغبته في حل كل القضايا العالقة بين اليونان وتركيا لتسهيل انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.

بدورها، أكدت تركيا أنها تتفهم مشروع اليونان بناء سياج على طول جزء من الحدود المشتركة بين البلدين للحد من الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. وقال أردوغان إن «تسمية السياج جدارا ليست صحيحة. إنه مجرد حاجز». وأضاف: «ناقشنا الأمر ونحن نثق ببعضنا». وأوضح أردوغان أنه اندهش عندما علم أن اليونان تؤوي نحو مليون مهاجر غير شرعي، معظمهم مروا عبر تركيا. وقال إن «العدد كبير جدا وأثر على وجهة نظري». ومن جهته، أكد باباندريو أن بناء السياج لا يستهدف المواطنين الأتراك. وقال: «نناقش قضية مشتركة. نتعاون في هذه المسألة وأجرينا مناقشات بناءة جدا».

وكانت اليونان أعلنت مطلع يناير (كانون الثاني) الحالي عزمها تسييج حدودها البرية مع تركيا على طول 12.5 كلم في منطقة يتوغل فيها نهر ايفروس في الأراضي التركية. وتعد هذه المنطقة نقطة العبور الرئيسية للمهاجرين سرا إلى الاتحاد الأوروبي. وبين يناير (كانون الثاني) ومطلع نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، تم اعتراض 32500 مهاجر على هذا الجزء من الحدود. وبطلب من اليونان نشر أكثر من مائتي عنصر من حرس الحدود من الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود الخارجية (فرونتكس) على طول نهر ايفروس منذ نوفمبر الماضي في مهمة مددت إلى فبراير (شباط) المقبل.

ووفقا لتقارير أعلنها الوزير اليوناني المكلف ملف الهجرة بابوتسيس، فإن اليونان دخلها العام الماضي فقط نحو 128 ألف مهاجر غير شرعي، وعلى مدى الأربع سنوات الماضية تسلل إلى اليونان 512 ألف مهاجر غير شرعي. وشدد الوزير بابوتسيس على أن هذا واقع صعب وعلى الحكومة اليونانية تحمل المسؤولية تجاه المواطنين اليونانيين والتعامل بأمانة مع هذه القضية.

وكان باباندريو قد قام بزيارة إلى تركيا، وشارك كضيف ضيف في مؤتمر دولي نظمته تركيا لسفرائها، في مدينة أزروم (شرق). وعلى هامش المؤتمر، ناقش باباندريو وأردوغان ملفي جزيرة قبرص والهجرة غير الشرعية لأوروبا.

وحول شأن آخر ذي صلة بتركيا، قال كاتب تركي، يعيش في ألمانيا التي يحمل أيضا جنسيتها، إنه لن يتمكن من العودة إلى اسطنبول لحضور محاكمته هناك بتهم القتل والسرقة الشهر المقبل. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية أمس عن دوجان أكانل قوله: «نظرا لوجود منع دخول، ليس أمامي فرصة لأكون هناك (تركيا) يوم 9 مارس (آذار). لكنني لا أريد ذلك أيضا، وسأبقى صامتا على أي حال». ويعيش أكانلي، 53 عاما، في ألمانيا منذ 1992، وقد اعتقل يوم 10 أغسطس (آب) الماضي عندما سافر إلى تركيا وقدم للمحاكمة بتهم تتعلق بهجوم عام 1989 على مكتب صرافة. ونفى أكانلي تورطه في حادث السرقة. وقال محاميه إن الاعتراف ضد أكانلي تم تحت التعذيب في محاولة لسجن المؤلف الذي أثارت بياناته السياسية حول قضية مذابح الأرمن في القرن العشرين غضب السلطات التركية. واحتجز الكاتب في تركيا حتى بدأت محاكمته في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وعقب جلسة أولية أطلق سراحه حيث حددت جلسة ثانية لمحاكمته في مارس. إلا أن أكانلي بعد عودته إلى ألمانيا، منعته السلطات التركية من دخول تركيا مجددا على أساس أنه مواطن ألماني ومكث لفترة طويلة دون تأشيرة سارية. وقال أكانلي إن هذا تشريع أكثر تعسفا مما هو يحتمله. وقال: «إنني مرعوب، لكنني صاحب مبادئ أيضا. ومن حقي أن أحصل على اعتراف ببراءتي رسميا».