الجيش الإسرائيلي يقتل فلسطينيا أعزل آخر في الضفة.. ويفقد جنديا في غزة

قذائف «هاون» تجرح أجنبيين في محيط القطاع.. ورد بالمدفعية والطائرات

TT

قتل الجيش الإسرائيلي، أمس، فلسطينيا أعزل هو الرابع خلال أسبوع في الضفة الغربية. وأطلق الجيش الرصاص على خلدون السمودي (25 عاما)، من قرية اليامون قضاء جنين، على حاجز الحمرا شمال الضفة، بعدما توجه نحو الحاجز مسرعا. وفقد الجيش جنديا من جنوده وجرح 4 آخرين على حدود قطاع غزة، بنيران صديقة، على حد زعمه.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الشاب ترجل من سيارة أجرة واقترب من الحاجز وهو يصرخ: «الله أكبر» ولم ينصع للأوامر، فأطلق الجنود النار صوبه مما أدى إلى إصابته.

أما شهود العيان فقالوا إن الجنود قتلوا السمودي وتركوه ينزف حتى الموت لعدة ساعات. وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه وصلت بصعوبة إلى مكان الحادث بعدما منعت من الاقتراب من المكان بدعوى إعلانه منطقة عسكرية مغلقة، وبسبب أعمال وحدة المتفجرات التي كانت تفحص الجثة بحجة احتمال وجود متفجرات.

والسمودي، هو ثاني فلسطيني يقتل على الحاجز نفسه خلال أسبوع، بعدما قتل أحمد دراغمة (21 عاما) هناك الأسبوع الماضي، للسبب نفسه الذي ساقه الإسرائيليون، حيث رفض التوقف. وبالإضافة إلى السمودي ودراغمة كان الجيش قتل في الأسبوع نفسه متظاهرة في بلعين ومسنا في فراشه بالخليل.

ولم يقتصر التصعيد الإسرائيلي على الضفة الغربية وحدها، بل طال القدس وقطاع غزة، واشتبك متظاهرون فلسطينيون مع قوات الشرطة الإسرائيلية في حي سلوان بالقدس، في أحدث مواجهات تتفجر منذ شهرين، وأصيب 3 من أفراد قوات حرس الحدود بجروح نتيجة رشقهم بالحجارة.

وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إن اشتباكات عنيفة اندلعت طوال الليلة قبل الماضية بين الجنود وشبان فلسطينيين ملثمين في الحي، بعد أن نزل الجنود من موقع المراقبة فوق أحد المنازل بسبب شدة الأمطار وتوجهوا نحو منزل فلسطيني محاولين اقتحامه للاحتماء من الأمطار.

وقالت مصادر فلسطينية إن المواجهات استمرت عدة ساعات تحت المطر، رغم التعزيزات الأمنية الإسرائيلية التي استخدمت الغاز المسيل للدموع بكثافة، ومن ثم اعتقلت 9 شبان فلسطينيين.

وفي قطاع غزة، تصاعد الموقف أمس، بعد ليلة شهدت اشتباكات عنيفة، وأدت إلى مقتل جندي إسرائيلي وجرح 4 آخرين، بنيران صديقة، وبعد يوم من قتل فلسطينيين بحجة اقترابهما من السياج الفاصل.

وأصيب عاملان أجنبيان، أمس، بشظايا قذائف «هاون» أطلقت من قطاع غزة مستهدفة موقع «ناحل عوز» العسكري شرق مدينة غزة، كما قالت «سرايا القدس» التابعة لـ«الجهاد الإسلامي». وأكدت مصادر إسرائيلية إصابة العاملين، إثر سقوط قذائف «هاون» في محيط المجلس الإقليمي «شعار هنغيف» في النقب الغربي، ووصفت إصابة أحدهما بالخطيرة.

وعادة ما تقود مثل هذه الهجمات الفلسطينية إلى رد إسرائيلي عنيف، ويخشى الغزيون من رد إسرائيلي يجدد أجواء الحرب في القطاع، ويعزز من ذلك مقتل الجندي وإصابة 4 آخرين.

وكانت الاشتباكات قد تفجرت، عندما حاولت قوة من المظليين قتل مسلحين كانوا يهمون بزرع عبوات ناسفة على الحدود، لكنها فوجئت بكمين فسلطيني، وهو ما استدعى تدخل قوة إسرائيلية مساندة أخطأت بإطلاقها إحدى قذائف «هاون» التي أصابت قوة المظليين، مما أدى إلى إصابة 5 منهم، توفي أحدهم في وقت لاحق.

وقال جندي شارك في الاشتباك: «اجتزنا السياج الفاصل شرق البريج وتم تفجير عبوة ناسفة في القوة، ومن ثم بدأت تتساقط علينا قذائف (هاون)، شعرنا بأننا سقطنا وسط كمين وتبين من التحقيق الأولي أيضا أن الجنود أصيبوا من نيران جنود آخرين ضمن أفراد القوة».

وقال موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن الجندي ورفاقه، أصيبوا خطأ، إذ إن مجموعة من لواء جولاني وصلت لتساند القوة الأولى التي كانت تشتبك مع المسلحين الفلسطينيين، وبادرت بإطلاق قذائف «هاون» تجاه المقاومين، ولكن إحدى القذائف انحرفت عن مسارها وسقطت على أفراد القوة الأولى، مما أدى إلى مقتل الجندي وإصابة الضابط والجنود الآخرين.

وحمل الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، حركة حماس المسؤولية عن العملية، قائلا: «إن حماس هي من تسيطر على قطاع غزة، وهي من تتحمل النتائج». أما حماس فقد أشادت بالإنجاز الفلسطيني.

وأعلن فصيلان يساريان وقوفهما وراء الاشتباكات مع الجيش الإسرائيلي، وقالت «كتائب المقاومة الوطنية» التابعة للجبهة الديمقراطية، إنها مسؤولة عن الاشتباك مع الجنود، وإن «هذه العملية تأتي ردا على جرائم الاحتلال ونصرة لدماء الأبرياء الفلسطينيين الذين كان آخرهم الشهيد القواسمي الذي اغتيل بدم بارد في الخليل». ومن جهتها أيضا، تبنت «كتائب أبو علي مصطفى»، الجناح العسكري لـ«الجبهة الشعبية»، مسؤولية الاشتباك مع جنود الاحتلال واستهدافهم.

وتعرضت منطقة البريج، وسط القطاع، بعد الحادث إلى إطلاق نيران من المدفعية الإسرائيلية ومن طائرات الـ«أباتشي» التي نفذت عدة غارات.