مشاعر السودانيين تتدفق إلكترونيا: فصلوا الجنوب.. ودارفور في الطريق

موقع «راصد» يجمع المعلومات من مراكز الاقتراع ويرسلها إلى «يوتيوب» و«فيس بوك» و«تويتر»

TT

تفاوتت مشاعر السودانيين، عبر المواقع الإلكترونية، بين الحزن والفرح والأسى على انفصال بلدهم إلى دولتين، وكان لانتماءاتهم الحزبية دافع خلف المشاعر التي جاشت إلكترونيا.. ففي موقع «الراكوبة» الذي يؤمه آلاف السودانيين، اتهم عدد من المتداولين في القضية المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وقيادات الأحزاب التقليدية بدفع المجريات نحو تقسيم أكبر الأقطار في المنطقة مساحة، والتهديد بمآلات التفتيت إلى أكثر من جزء.

وكتب عضو المنبر علي إبراهيم: «فصلوا الجنوب.. ودارفور في الطريق». واعتبر أن هذا الوقت هو أسوأ مرحلة تمر على تاريخ السودان؛ حيث تغيرت خارطته الجغرافية، وقال: إن الجنوب جزء لا يتجزأ من كيان كل سوداني، وإن قرار الانقسام سياسي سيزول بزوال المتسبب.

وظل موقع «سودانيز أون لاين» يوثق لهذا اليوم منذ سنوات مضت، وزاد في نقل كل ما يكتب عن القضية من داخل السودان وخارجه بما يشكل أرشيفا تاريخيا متكاملا للأجيال المقبلة، بحسب صاحبه بكري أبو بكر، خاصة أنه ظل يجمع أبناء الشمال والجنوب في تلاقح يومي حول قضايا الوطن. وكتب الدكتور أحمد القرشي، وهو طبيب مقيم في الخليج: «انفصال جنوب السودان أصابني بألم مبرح وحزن عميق وحسرة دفينة وجرح نازف، انتابني إحساس بأن هنالك جزءا من جسدي عزيزا على نفسي يبتر غصبا عني من دون تخدير أو مسكن للألم، ليجعلني أنزف وأتوجع، لم أستطع منع عينيَّ من ذرف الدموع علها تزيل عن دواخلي الهموم وتغسل عن نفسي الأحزان، سيظل هذا الفقد يلازمني لسنوات طوال؛ لأنني تربيت على حب هذا الوطن وأبنائه من نمولي إلى حلفا، بغض النظر عن ديانتهم أو عرقهم أو لونهم». وفي منبر الرأي بمنتدى «سودانايل»، كتب الكثيرون حول مآلات الانفصال والدولة الجديدة، وشدد بعضهم على ضرورة التعايش السلمي في الفترة المقبلة، متناولين عددا من القضايا العالقة التي من شأنها تكدير صفو العلاقات بين الجانبين.

ويتيح موقع «راصد صوت السودان»، وهو برنامج شبكي تم إطلاقه بواسطة ناشطين سودانيين عبر الشبكة العنكبوتية قبيل الانتخابات الرئاسية في أبريل (نيسان) 2010، للمواطنين إرسال التقارير حول سير إجراءات التصويت والأحداث عن طريق الرسائل النصية. ويستخدم «راصد صوت السودان» برنامج «المصدر المفتوح» لإرسال وجمع وترجمة المعلومات من مراقبي منظمات المجتمع المدني في مراكز الاقتراع، كما يمكن أيضا للمستخدمين تحميل رسائل الفيديو على «يوتيوب» أو التواصل مباشرة مع مواقع شبكات اجتماعية مثل «فيس بوك» و«تويتر»، بالإضافة إلى عدة مواقع سودانية.

ويقول فريد زين، المتحدث باسم «راصد صوت السودان»: «تقوم تقنيتنا بتقديم أقرب شيء ممكن إلى رؤية اللحظة الحقيقية لما يحدث على الأرض. دورنا هو أن نجعل من الممكن للأشخاص العاديين مراقبة سير العملية». ويقوم بتشغيل «راصد صوت السودان» شبكة «أوشاهيدي دوت كوم». ومنذ أن تم نشر برنامج أوشاهيدي أولا خلال أزمة الانتخابات في كينيا عام 2008، فقد تم استخدامها في مراقبة ورصد الانتخابات في كل من الهند وبوروندي والمكسيك وأفغانستان. ويعتبر «راصد صوت السودان» ثمرة تعاون بين منظمات مجتمع مدني عدة يقودها معهد السودان للسياسات والبحوث.