تزايد الغموض حول الرواية الإيرانية عن «الجاسوسة الأميركية».. ومسؤول يؤكد الإفراج عنها

مصادر أكدت أنها تعمل لصالح الـ«إف بي آي».. وحرس الحدود: لم تدخل أراضينا قط

TT

زاد الغموض أمس حول الرواية الإيرانية باعتقال «جاسوسة» أميركية بالقرب من الحدود الإيرانية، فبعد تضارب تصريحات المسؤولين ووسائل الإعلام الإيرانية حول صحة عملية الاعتقال وهوية المعتقلة وعمرها والموقع الذي تم احتجازها فيه، أكد مسؤول إيراني، أمس، الإفراج عنها، وجاء ذلك بعدما أكدت واشنطن أن المواطنة الأميركية بأمان وأنها خارج إيران.

فبينما نقلت وكالة «فارس» الإيرانية شبه الرسمية عن مصادر إعلامية إيرانية أن «شقيق الجاسوسة - هال تالايان - التي ألقي القبض عليها من قبل قوات الأمن في الجمهورية الإسلامية قبل عدة أيام بتهمة التجسس على الحدود مع أرمينيا، يعمل مع الشرطة الفيدرالية الأميركية، وأنه تم تجنيد تلك الجاسوسة من خلال شقيقها للقيام بأعمال تجسس بعد أن سافرت إلى عدة دول أوروبية حتى تم إلقاء القبض عليها قبل أسبوع أثناء دخولها إيران قادمة من أرمينيا من نقطة جلفا الحدودية بعد أن ضبطت معها مجموعة من الأجهزة الخاصة بالتجسس تم تركيبها في أسنانها»، قال التلفزيون الإيراني أمس: إن حرس الحدود الإيراني أفرج عن المرأة.

ونقل التلفزيون عن «مسؤول أمني رفيع المستوى» قوله: «غادرت المرأة، البالغة من العمر 34 عاما، التي كانت تنوي دخول إيران من نقطة نوردوز الحدودية في 5 يناير (كانون الثاني) حدود البلاد بعد استجلاء موقفها واتخاذ الإجراءات القانونية».

وأشارت تقارير إخبارية متضاربة إلى أن تلك المرأة إما أميركية وإما سويسرية وإما من جنسية أخرى أجنبية تعمل لصالح المخابرات الأميركية، لكن المسؤول الأمني الرفيع نفى للتلفزيون الإيراني تقارير أفادت بأنها كانت تقوم بتصوير المنطقة الحدودية. كانت وكالة «فارس» قد أفادت بأن المرأة تدعى هال تالايان، بينما قالت «مهر» ووكالة الأنباء الطبية إن اسمها هو هال فايالان، وعمرها 34 عاما.

وقال التلفزيون الإيراني: إن السلطات الإيرانية كانت تحتجز المرأة في بلدة نوردوز على حدود إيران مع أرمينيا، بينما ذكرت وكالات أنباء أخرى أنها حاولت دخول نقطة جلفا الحدودية الواقعة على بعد 50 كيلومترا غربا على الحدود مع أذربيجان.

وأضاف التلفزيون أن المرأة كانت تسعى للحصول على تأشيرة دخول إيرانية وأنها لم تدخل الأراضي الإيرانية قط. وقال إنها منعت من الدخول وعادت إلى أرمينيا السبت، حسبما أوردته وكالة «رويترز».

كانت أرمينيا قد نفت الجمعة وجود الأميركية على أراضيها، كما نفت وزارة الخارجية الأميركية هذه المعلومات، مؤكدة أن المرأة ليست في إيران. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم الوزارة مارك تونر القول: «رصدنا مكان وجود المواطنة الأميركية التي تناولتها هذه المعلومات وتأكدنا أنها بأمان.. هي ليست في إيران».

تأتي الأنباء في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر بين طهران وواشنطن بشأن البرنامج النووي الإيراني. ولا توجد علاقات دبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران منذ اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979، لكن الدولتين ستشاركان في محادثات تجرى في إسطنبول في وقت لاحق الشهر الحالي وتأمل دول غربية أن تسفر عن حل النزاع النووي.

واعتقل 3 أميركيين هم رجلان وامرأة في يوليو (تموز) 2009 بالقرب من الحدود العراقية - الإيرانية للاشتباه في قيامهم بالتجسس. وأفرج عن المرأة سارة شورد بكفالة بلغت 500 ألف دولار في سبتمبر (أيلول) وعادت إلى الولايات المتحدة. وقالت شورد إن الأميركيين الثلاثة ضلوا الطريق على الحدود أثناء رحلة تجول في العراق. وما زال الأميركيان الآخران في السجن انتظارا لمحاكمتهما التي تأجلت في نوفمبر (تشرين الثاني) بسبب غياب شورد.