الأطياف العراقية تطالب الجامعة العربية بدعم التطبيع الكامل مع السعودية والكويت

كبار المسؤولين أعربوا لموسى عن اهتمام كبير بالدور العربي في بلادهم

TT

كشفت زيارة الأمين العام لجامعة الدولة العربية عمرو موسى عن اهتمام عراقي غير مسبوق بالدور العربي في العراق وبعودة العراق إلى محيطه العربي. وطالبت كل القوى السياسية الفاعلة بالتطبيع الكامل للعلاقات العربية - العراقية في مختلف المجالات وفى مقدمتها العلاقات مع السعودية والكويت.

ووصف عمار الحكيم، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق، الجامعة العربية بأنها مظلة كل العرب. وأعرب عن تقديره لزيارة موسى في هذا التوقيت خاصة بعد تشكيل الحكومة العراقية. وقال الحكيم إن التطور الذي حدث في العراق ليس نهاية المشوار وإنما بداية لتعميق اللحمة الوطنية والمصالحات الكاملة.

من جانبه، وصف إياد علاوي، زعيم القائمة العراقية، حالة الهدوء التي يعيشها العراق بأنها نتيجة للإرادة الوطنية واستمرار الجهود للوصول إلى شراكة طبيعية تعيد كل الاستقرار للعراق. وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول مهام المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية الذي من المقرر أن يترأسه هو ودوره في المرحلة الراهنة، قال علاوي إنه يهتم بالقضايا الخارجية والأمنية والدفاعية والاستثمارية والمصالحة الوطنية والشراكة. وأشاد بدور الجامعة العربية وأعضائها في الوقوف إلى جانب العراق حتى يصل إلى المرحلة الراهنة.

من جهته، أكد إبراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني بالعراق حرص بلاده على تمتين العلاقات مع الدول العربية، وقال إن هذا المطلب ليس حالة طارئة وإنما واقع تاريخي ولا يمكن لأحد أن يتجاوز عروبة العراق. وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول دور البرلمان العراقي والقوى السياسية في ضبط الأمن باعتباره أولوية لكل القوى، قال إن «البرلمان به لجنة أمنية لعبت دورا في الدورة السابقة ونأمل أن تواصل دورها في هذا الشأن، وعلى ضوء الانسحاب الكامل لكل القوات الأجنبية هناك خطة لدى التحالف الوطني ولدينا ورقة وسوف يلزم وزراءه لتطبيق هذه الخطة الأمنية، ونحن نعتقد أن جدولة انسحاب القوات الأجنبية ينبغي أن تكون بها استجابة وتساو وتواز مع جدولة تنمية القوات الأمنية العراقية حتى لا يحصل هناك فراغ يعطي الفرصة للآخرين، وفى الوقت نفسه هناك مشروع المصالحة الوطنية الذي سيعطي الكثير من النتائج في هذا السياق». وألقى موسى كلمة أمام أعضاء البرلمان العراقي أمس استعرض فيها تطورات الأوضاع على الساحة العربية والجهود التي تبذلها الجامعة العربية من أجل دعم العمل العربي المشترك والدفاع عن القضايا العربية العادلة خاصة دعم جهود التنمية والاستقرار في العراق، بعد تشكيل الحكومة العراقية الجديدة. وقال موسى إنه يشعر أن «صفحة جديدة» في الحياة السياسية العراقية قد بدأت، وأن المزاج العراقي قد أصبح أفضل من ذي قبل، وأن المصالحة والوفاق تتم على قدم وساق وأثمرت مشاركة كل أهل العراق. وأضاف موسى: «أرجو أن يكون هذا إيذانا بتقدم سريع نحو العراق الحديث، وهو ركن أساسي نحو استقرار المنطقة». وقال إن انعقاد القمة العربية في العراق يؤكد أمورا كثيرة من بينها عودة العراق إلى دوره.

واجتمع موسى مع أسامة النجيفي رئيس البرلمان العراقي. كما اجتمع مع النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي قصي السهيل وممثلي الكتل البرلمانية وعدد من الأعضاء. وبحث موسى مع النجيفي تطورات الأوضاع على الساحة العربية خاصة في العراق واستعدادات بغداد لاستضافة القمة العربية الثالثة والعشرين في مارس (آذار) المقبل.

وعبر موسى عن ارتياحه الكبير للمباحثات التي أجراها مع الرئيس العراقي ورئيس الوزراء ووزير الخارجية، وقال إنها كانت مهمة ومفصلة وواسعة، وسيتم استكمالها خلال أيام زيارته الحالية مع الأوساط السياسية والمرجعيات الدينية وكبار المسؤولين في كردستان العراق.

وتحدث النجيفي في مستهل اللقاء مع موسى عن استمرار العلاقات التاريخية بين العراق والعرب والجامعة العربية، وأهمية هذه العلاقة في إحداث التوازن لتصحيح أخطاء الماضي التي قال إنها كانت بسبب ابتعاد العراق عن محيطه العربي. وأضاف النجيفي أن العودة المتبادلة بين العرب والعراق تحتاجها هذه المرحلة خاصة بعد تجاوز العراق مشكلاته الأساسية وتحقيقه مبدأ التفاهم والشراكة والمساهمة في البناء والإعمار. وطالب النجيفي مشاركة واسعة من القادة العرب في قمة بغداد كرسالة بأن العراق عاد إلى أهله العرب. وأشار إلى أن الجامعة عليها دور مهم خاصة في دعم العلاقة بين العراق وكل من السعودية والكويت، مشددا على أهمية هذه العلاقة التي قال إنها يجب أن تكون على أفضل ما يكون بما في ذلك التطبيع الكامل. وطالب موسى بالسعي للتواصل مع الكويت والسعودية.

ورد الأمين العام للجامعة العربية قائلا إنه لا يوجد توتر بين العراق والسعودية بدليل المبادرة التي طرحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين القيادات العراقية في مكة لتشكيل الحكومة، وكذلك بالنسبة للكويت. وعاد رئيس البرلمان العراقي للحديث من جديد، حيث أشاد بدور الأمين العام للجامعة العربية في تعامله مع جميع طوائف الشعب العراقي، ثم أشاد بالعلاقات مع السعودية ووصفها بالمتطورة والجيدة، ولكنه قال إنها تحتاج إلى «التطبيع الكامل»، وكذلك بالنسبة للكويت. وعن علاقة بلاده مع سورية، قال النجيفي: «يوجد تطور في العلاقة، ولكن نحتاج للنقاش في بعض الملفات، إضافة إلى التعاون الأمني».

وانتقد رئيس البرلمان العراقي التدخل الغربي وإثارته مسألة حماية المسيحيين، وقال إن التدخل يثير التوتر، وانتقد مسألة تسهيل الغرب لهجرة المسيحيين، وطالب الجامعة العربية بفتح حوار مع الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن. وقام موسى بزيارة كنيسة «سيدة النجاة» التي تعرضت لهجوم إرهابي منذ شهرين، وقدم واجب العزاء في الضحايا للمطران متى شابا متوكة. كما قام موسى بزيارة مطرانية السريان الكاثوليك والتقى الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي.