الزهار يعتبر أن الفلسطينيين على أبواب انتصار تاريخي.. وإسرائيل تهدد

حماس تحاور الفصائل لوقف التصعيد والحفاظ على التهدئة

TT

بينما قال القيادي البارز في حماس، وعضو مكتبها السياسي، محمود الزهار: إن الفلسطينيين على أبواب «انتصار تاريخي» سيتحقق في أي مواجهة مقبلة مع إسرائيل، على الرغم من أن ذلك سيكلفهم «ثمنا كبيرا» لقاء هذا النصر، هدد قائد عسكري إسرائيلي كبير بزيادة وتيرة العمليات العسكرية ضد أهداف الحركة في غزة. وقال طال روسو، قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، للإذاعة الإسرائيلية: إنه نظرا لتزايد عدد عمليات إطلاق قذائف الهاون والقذائف الصاروخية التي تطلقها عناصر المقاومة على المستوطنات اليهودية داخل إسرائيل، فإن الجيش سيجبي ثمنا من الجهات التي تقوم بذلك، مشددا على الالتزام بالعمل على وقف ذلك، وضمان حياة هادئة للمستوطنين الذين يقطنون في محيط القطاع.

وذكر الزهار، في مهرجان نُظم في مدينة غزة لإحياء ذكرى ضحايا مدرسة الفاخورة، الذين قضوا من جرَّاء قصف إسرائيلي على المدرسة التي أوت المشردين في شمال القطاع خلال حربها على غزة قبل عامين: «نحن على بعد خطوات من تحقيق انتصار تاريخي قد يكلفنا الكثير من أبنائنا، ولكننا سنحقق في المواجهة المقبلة مع الكيان الصهيوني حلم آبائنا وسنعيد أقدام التاريخ إلى مجراها الصحيح».

وتعهد الزهار، في الحفل الذي حضره عسكريون ومدنيون، بأن «الدم الفلسطيني لن يذهب هدرا، وأن السنوات القليلة المقبلة ستشهد محاسبة قادة الصهاينة المجرمين، وستشهد انتصارا تاريخيا للشعب الفلسطيني».

تأتي تصريحات الزهار في وقت تصاعد فيه التوتر على حدود قطاع غزة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بشكل قد يتطور إلى حرب مفتوحة.

ويدرس الجيش الإسرائيلي خطواته المقبلة ردا على استمرار إطلاق الصواريخ والقذائف من قطاع غزة باتجاه منطقة الغلاف التي يعيش فيها مستوطنون يهود، وأدت إلى إصابات في صفوفهم في اليومين الماضيين.

وحذر النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي، سيلفان شالوم، من أنه إذا استمر تصعيد الموقف على الحدود مع غزة فليس من المستبعد أن يقدم الجيش على تنفيذ عملية عسكرية جديدة تشبه عملية «الرصاص المصبوب».

وقال شالوم للإذاعة الإسرائيلية: «على الرغم من أن أحدا لا يريد ذلك، فإن إسرائيل سترد على الاعتداءات الصاروخية الفلسطينية بطريقة أكثر صرامة، إذا اقتضت الضرورة»، مشيرا إلى أن «جميع الخيارات والاحتمالات تبقى مفتوحة».

جاءت تهديدات شالوم بينما يتعرض الجيش الإسرائيلي إلى انتقادات كبيرة بشأن «تآكل قوة الردع لديه». وأعرب وزير الدفاع السابق، النائب العمالي، عمير بيرتس، عن اعتقاده أن قدرة الردع لدى الجيش الإسرائيلي على حدود قطاع غزة أخذت تتلاشى. وقال إنه يتعين على الجيش تصعيد ردود فعله في أعقاب إقدام حماس على تصعيد اعتداءاتها.

وأضاف بيرتس: «يجب على إسرائيل أن توضح لحركة حماس أنها تعتبرها مسؤولة عن الاعتداءات المنطلقة من غزة».

من جانبه، قال رئيس مجلس «أشكول» الإقليمي في النقب الغربي، حاييم يالين: «إن الحكومة لا تعمل بما فيه الكفاية للتصدي للاعتداءات الصاروخية الفلسطينية».

ويراعي الجيش الإسرائيلي أن حركة حماس غير معنية بالتصعيد، ولا تقف وراء الهجمات الأخيرة على المستوطنات. وقال ضابط في الجيش الإسرائيلي: «إن حركة حماس تحاول منع إطلاق النار على الأراضي الإسرائيلية، لكنها تواجه صعوبات في كبح جماح الآلاف من أفرادها، كما أنها تتغاضى أحيانا عن نشاطاتهم».

وعلق قائد تشكيلة غزة سابقا، العميد احتياط شموئيل زاكين، على التطورات الأخيرة، قائلا: «إنه من الواضح أنه ليست هناك مصلحة لدى حماس في تصعيد الوضع، والدفع نحو عملية أخرى على شاكلة عملية (الرصاص المصبوب)، إلا أن المشكلة تكمن في أنه يتم إطلاق قذائف هاون وصواريخ، وليس لأحد القدرة على السيطرة على هذا الأمر، فيكفي أن تسقط هذه المقذوفات في رياض للأطفال ويسقط بعض الأطفال قتلى من دون قصد فإننا سندخل إلى منعطف خطير». وتابع: «على إسرائيل أن توضح لحماس، ليس بالأقوال بل بالأفعال، أن تواصل إطلاق النار يعني أنها (حماس) ستجبي ثمنا باهظا». وفعلا تحاول حماس، على الرغم من التصريحات النارية التي أطلقها الزهار، كبح جماح الفصائل الأخرى، وتهدئة الموقف في غزة.

وقالت مصادر في الفصائل الفلسطينية المقاومة في غزة لـ«الشرق الأوسط»: إن حماس تجري مباحثات مع معظم الفصائل في محاولة للحفاظ على التهدئة الحالية وعدم جر المنطقة إلى حرب جديدة. وحسب المصادر ذاتها فإن حماس تقول خلال هذه المباحثات إنها تريد سحب البساط والذرائع من إسرائيل حتى لا تشن حربا جديدة على غزة؛ إذ إن الوضع الفلسطيني لا يحتمل حربا الآن.