إسلام آباد: الشرطة تبحث عن رجل دين حرض على قتل حاكم البنجاب

50 ألف متظاهر باكستاني يحتجون على مراجعة قانون يجرم الإساءة للإسلام

TT

تلاحق الشرطة في باكستان رجل دين يقيم في راوالبندي يقال إنه حرض ضابط الشرطة ممتاز قدري على اغتيال حاكم ولاية البنجاب. وقال مسؤولون في الشرطة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنهم عرفوا بأمر ذلك الرجل من ممتاز أثناء التحقيقات ولم يعثر عليه منذ مقتل الحاكم سلمان تيسير. وقال مسؤولون إن قدري أخبر المحققين خلال التحقيقات بأنه قام بذلك مدفوعا بخطب أحد رجال الدين. وبحسب التقرير الصادر من جهة التحقيق، قال قدري إنه حضر لذلك الرجل في 31 ديسمبر (كانون الأول) 2010 في راوالبندي واستمع إليه، ومنذ ذلك الحين يحاول أن يجد فرصة سانحة لقتل الحاكم الذي اعتبره «كافرا».

لكن يعتقد المحققون أن الأمر أكبر من كونه مجرد دافع؛ حيث يرون أنه قد زوده بخطة كاملة. وأوضح أحد مسؤولي الشرطة قائلا: «نرى أنه قد حصل على خطة (واضحة) تتضمن تفاصيل مثل توقيت تنفيذ عملية الاغتيال ومكانها». وبحسب النتائج التي توصل إليها فريق التحقيق، تسلم قدري مهامه الوظيفية في شرطة ولاية البنجاب عام 2002 واعتبر غير مناسب لتولي حراسة الشخصيات المهمة عام 2004. وأشارت المصادر إلى التقرير الذي جاء به قول قدري إنه «أحد أتباع» قاري حنيف، شيخ جماعة أهل السنة، وهي جماعة تتبع حركة بريلوية. بحسب قدري، ذلك الرجل حرضه على مهاجمة الحاكم الذي وصفه بـ«الكافر». وقال المحققون إن ضابط الشرطة نديم، المسؤول عن حماية الحاكم تيسير، أخبرهم بعدم علمه بخطة اغتيال الحاكم؛ حيث قال: «لقد فاجأنا جميعا. لقد كان قدري مع الحاكم بينما باقي أفراد القوة في أماكنهم المحددة حوله». كذلك أخبر نديم المحققين بأن قدري، الذي لم يكن يبعد عن الحاكم سوى 5 أو 6 أقدام، لم يمنح أي أحد فرصة للرد. وأوضح قائلا أثناء التحقيقات: «لم يستغرق الأمر أكثر من 3 ثوانٍ». وبحسب المصدر، فور إدراك ما حدث، أمسك نديم بقدري مهددا إياه بالسلاح وطلب منه تسليم نفسه. وبحسب أحد المصادر: «بعد إلقاء قدري السلاح الذي كان معه ورفع يديه إلى الأعلى، قال: «نديم، ليس بيني وبينك عداوة. كان عليَّ أن أقتله. يمكنك قتلي الآن إذا أردت». وتم حبس أفراد الحرس الثمانية الذين كانوا برفقة الحاكم ويخضعون حاليا للتحقيق.

إلى ذلك، تظاهر أكثر من 50 ألف شخص أمس في كراتشي، جنوب باكستان، احتجاجا على أي مراجعة للقانون الذي يعاقب بالإعدام على الإساءة للإسلام، ودعما للحارس الذي قتل حاكم البنجاب الذي كان يريد تعديل هذا القانون، كما أعلنت الشرطة.

كان حاكم إقليم البنجاب سلمان تيسير الذي يعتبر من أبرز الليبراليين في حزب الشعب الباكستاني الحاكم قد قُتل الثلاثاء عندما أطلق عليه شرطي من حراسه الخاصين النار وهو يصيح مكبرا: «الله أكبر». وكان تيسير يريد تعديل هذا القانون الذي تحتج عليه أقلية من المجتمع المدني بعد الحكم بالإعدام على امرأة مسيحية لإدانتها بهذه التهمة. ونظمت تظاهرة كراتشي، العاصمة الاقتصادية لباكستان، التي تضم نحو 18 مليون نسمة، أحزاب أصولية إسلامية. وقال ضابط: «يوجد أكثر من 20 ألف متظاهر» في حين أشار آخر إلى 50 ألف متظاهر.