تبادل اتهامات بين إمام مسجد في لاهاي وأعضاء مجموعة «الشريعة لهولندا»

وصفه المراقبون بخلاف حاد بين إمام متشدد ومتطرفين إسلاميين

TT

قال إمام مسجد السنة في لاهاي فواز الجنيد «إن أعضاء مجموعة الشريعة لهولندا هم مجانين وغير عقلانيين ويجب وضعهم في مصحات عقلية، أو هم مجموعة من المجرمين والانتهازيين الذين يسعون إلى إراقة الدماء وتبريره باسم الإسلام وبالتالي يجب اعتقالهم وحبسهم»، حسب ما جاء في صحيفة «دي تليغراف» الهولندية اليومية بناء على بيان مكتوب من الإمام الجنيد. واعتبرت الصحيفة أن حديث الإمام ملفت للنظر لأنه يعد في هولندا من المسلمين المتشددين. وأشارت إلى أن المتحدث باسم الشريعة في هولندا وفي بلجيكا أبو عمران استاء بشدة من بيان الجنيد، وفي رد انتقامي، وضع على الإنترنت تسجيلات لمكالمة هاتفية بينه وبين الجنيد. أظهرت مدى استياء الجالية المسلمة الهولندية وخجلها من تصرفات المجموعتين في هولندا وبلجيكا. وتابعت بالقول إن الجنيد قال لأبو عمران «ما تقومون به يجلب المصاعب للمسلمين في هولندا وبلجيكا، ولا علاقة له بالشريعة الإسلامية أو بالجهاد». وجاء ذلك بعد أن انطلقت دعوات لاعتناق الدين الإسلامي، وجهتها جماعة تطلق على نفسها اسم «الشريعة لهولندا» لكل من ملكة هولندا بياتريكس، ورئيس الحكومة الهولندية مارك روته وجميع أعضاء حزبه، للتوبة وتطبيق شرع الله، إذا كان «حقا يريد الخير لأمته». وخاطبت أيضا غيرت فيلدرز زعيم الحزب من أجل الحرية الشعبوي، الذي شيد برنامجه السياسي على معاداة الإسلام والوجود الإسلامي في أوروبا وهولندا بصفة خاصة، متوجها إليه في لغة مهددة «قبل أن تخرج دعوتك الخرقاء المعادية للإسلام من نطاق السيطرة – وأنت بالتأكيد لا تريد أن يكون هناك تيو فان خوخ ثان (قتله محمد بوييري) عليك أن تفكر مليا». من جانبه سارع الحزب من أجل الحرية إلى حث وزير الداخلية على منع أنشطة هذه الجماعة، وانتقد سياسة «الاستخفاف» في التعامل مع مثل هذه الجماعات المتطرفة. وحمل سؤال وجهه نائب عن هذا الحزب لوزير الداخلية دعوة لتفكيك هذه المجموعة وطرد أعضائها إلى خارج هولندا. «هل توافقوننا الرأي أن هذه المنظمة ينبغي تفكيكها ومنعها، وأن تغادر هذه المنظمة وأعضاؤها في أسرع وقت ممكن بلادنا». وتحت عنوان جماعة «الشريعة لهولندا» تقاتل من أجل تطبيق القوانين الإسلامية، قالت وسائل إعلام هولندية إن مجموعة الشريعة لهولندا انقسمت عن المجموعة المتطرفة البلجيكية التي تطلق على نفسها اسم الشريعة لبلجيكا. هذه المجموعة تسببت العام الماضي في اضطرابات في مناسبات كثيرة في بلجيكا. وأشارت إلى أن مجموعة الشريعة لبلجيكا تنشط منذ أوائل العام الماضي، وخلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي قامت الشرطة البلجيكية باعتقال 13 شخصا بتهمة التحضير لأعمال إرهابية و3 منهم ينتمون لهذه المجموعة. كما قامت في وقت سابق بتهديد الكاتب الهولندي بينو برنارد لاشتراكه في محاضرة حول الإسلام السياسي. ويرى الإعلام الهولندي أن أجهزة الاستخبارات الهولندية ومكتب مكافحة الإرهاب على اطلاع بنشاط هذه المجموعة في هولندا، ولا يوجد سبب للتدخل لأن هذه المجموعة لم تدع لغاية الآن للقيام بأعمال عدائية. وتقول إذاعة هولندا العالمية «إلا أن شكوكا مبررة وتساؤلات عدة تثار حول نشاط مثل هذه التنظيمات القزمية التي تنمو كالفطريات في البلدان الغربية». وتتركز التساؤلات حول «يد» المخابرات فيها، لا سيما أن بعض الصحف الهولندية نشرت خلال العام الجاري تقارير تفيد أن جهاز الاستعلامات الهولندية (المخابرات) أنشأ في السابق مواقع إسلامية متطرفة على شبكة الإنترنت كوسيلة لاصطياد المتطرفين والتسلل إلى عالمهم. وهناك أيضا قرائن تشير إلى أن المخابرات الهولندية جندت في السابق عناصر متطرفة من «جماعة هوفستاد» التي يقضي بعض أفرادها الآن عقوبات الحبس في سجن فوخت شديد الحراسة. بل حتى محمد بوييري قاتل فان خوخ عام 2004، كان تحت مجهر المخابرات الهولندية قبل تنفيذ العملية. كما أن جهاز المخابرات لم يرد أن يعلق على «مضمون» دعوة هذه المجموعة للعائلة الملكية ولسياسيين هولنديين آخرين إلى اعتناق الإسلام ولم يجد المكتب الوطني لمكافحة الإرهاب في هولندا مبررا كافيا للتدخل لمنع مجموعة «الشريعة لهولندا» وتقول الإذاعة الهولندية إن الشيخ فواز جنيد هو أحد شيوخ السلفية في هولندا وواحد من المراجع الدينية للكثير من الشباب المسلمين.