اعتبر تصريحاته عن امتلاك طهران قنبلة نووية في 2015 «تضر» بأمن إسرائيل

نتنياهو غاضب من رئيس «الموساد» السابق بسبب تصريحاته عن إيران

TT

قالت مصادر إسرائيلية إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عبر عن غضبه قبل يومين من رئيس جهاز «الموساد» الإسرائيلي السابق مائير داغان، في أعقاب التصريحات التي أدلى بها نهاية الأسبوع الماضي فيما يخص المشروع النووي الإيراني، والتي أكد خلالها عدم قدرة إيران على امتلاك قنبلة نووية قبل عام 2015.

ونقل موقع «قضايا مركزية» العبري، أمس، عن مكتب نتنياهو قوله إن التصريحات التي أدلى بها داغان مساء الخميس، كانت مجرد محاولة منه لإظهار ذاته بعد إنهاء مهامه في جهاز الموساد في محاولة يريد منها أن يقول إنه نجح شخصيا في تعطيل وتأجيل المشروع النووي الإيراني، لكنه بذلك إنما كان يضر بأمن ومصلحة إسرائيل.

ويقول منتقدو تصريحات داغان إنه إذا كانت تصريحاته بشأن المشروع النووي الإيراني صحيحة، وإنه ما زال يحتاج إلى خمس سنوات إضافية، فإن طلب إسرائيل استخدام القوة ضد إيران ومحاولاتها فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية عليها في أسرع وقت لا يوجد لها ما يبررها.

وكان داغان أنهى رسميا مهامه رئيسا لجهاز الموساد الإسرائيلي بعد 8 سنوات من توليه المهمة، الخميس، ونقل المسؤولية إلى نائبه السابق تامير باردو في حفل وداعي في مقر «الموساد» شمال تل أبيب، حضره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك.

وقال داغان الذي اتسمت ولايته بتكثيف العمليات في الخارج ونقل البرنامج النووي الإيراني إلى سلم أولويات «الموساد»، إنه لا داعي لتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران في هذه الفترة، باعتبار أنها لن تتمكن من الحصول على قنبلة نووية قبل 2015.

ويرى داغان أن طهران تواجه صعوبات تقنية كبيرة في تطبيق برنامجها النووي، وخلافات أكبر داخل القيادة الإيرانية حول استمرار تطوير البرنامج، وأنه لولا ذلك لكانت إيران حققت هذا الهدف منذ فترة طويلة.

وانتصر داغان في 8 سنوات لرأيه الذي يقول إنه يجب مواجهة المشروع النووي الإيراني سياسيا واقتصاديا، بدلا من مواجهته عسكريا، باعتبار أن أي عملية عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية لن تدمر المشروع النووي الإيراني، بل ستعوقه لسنوات مقابل ثمن باهظ بالنسبة لإسرائيل.

وكان داغان رفض مع بداية تسلمه جهاز الموساد فكرة مهاجمة إيران عسكريا، قائلا لرؤساء حكومات إسرائيل على التوالي: «اتركوا لي هذا الملف أعالجه بطريقتي».

وقالت مصادر أمنية إسرائيلية: «إنه لا خلاف في التقديرات بين إسرائيل والولايات المتحدة في الشأن النووي الإيراني، لكن هناك تباينات في مواقف الدولتين، إذ إن الولايات المتحدة لا ترى في النووي الإيراني خطرا وجوديا عليها بينما ترى إسرائيل ذلك».

وينظر في إسرائيل إلى داغان على أنه «سوبر مان» الذي أسهم إلى حد ما في المشكلات التي باتت تعترض البرنامج النووي الإيراني، واغتال القيادي الكبير في حزب الله عماد مغنية وتدمير المفاعل النووي السوري في 2007. ولم يحطم هذه الأسطورة سوى فشل آخر بعد كشف شرطة دبي لوقوف «الموساد» وراء اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح، وهو ما سبب لإسرائيل حرجا كبيرا في علاقتها مع دول كثيرة.