حماس تواجه صعوبات كبيرة في إقناع الفصائل الفلسطينية بالتزام التهدئة

«الجهاد»: هناك تقدير موقف ولا وجود لوقف إطلاق نار

TT

قالت مصادر فلسطينية مطلعة إن حركة حماس تواجه صعوبات كبيرة في إقناع الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة بالحفاظ على التهدئة مع إسرائيل.

وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن نقاشات حادة جرت في اليومين الماضيين بين وفد حماس الذي مثله القياديون في الحركة: أيمن طه، وخليل الحية، وأبو هاشم، وبين قيادات الفصائل الأخرى، بعدما رفضت هذه الأخيرة الالتزام بالتهدئة مع إسرائيل إذا ما واصلت ضرب قطاع غزة.

وكانت حماس أجرت اتصالات مكثفة مع الفصائل الفلسطينية في اليومين الماضيين، وعقدت اجتماعات فردية وثنائية مع عدد من الفصائل من أبرزها الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية، ولجان المقاومة الشعبية، وتشكيلات عسكرية أخرى مقربة منها، من أجل وقف إطلاق النار.

وحسب المصادر ذاتها، فقد احتد النقاش بين حماس وقادة «الجهاد» والجبهة الشعبية، بعد اعتراض حماس على التصعيد من قبل الأجنحة العسكرية لتلك الفصائل التي أعلنت مسؤوليتها مؤخرا عن عدد من عمليات إطلاق القذائف واشتباكات مع الاحتلال الإسرائيلي على حدود قطاع غزة.

وقالت المصادر: «أبلغت قيادات الفصائل حركة حماس أنه لا يوجد شيء اسمه تهدئة، وإنما اتفاق فلسطيني داخلي على تقدير الموقف، ولا يمكن الوقوف صامتين أمام التصعيد الإسرائيلي».

وطلبت حماس من الفصائل وقف أي شكل من أشكال التصعيد وأي عمليات مخطط لها لتجنب عملية عسكرية جديدة ضد قطاع غزة، وقالت الحركة إنها تريد تجنيب الفلسطينيين حربا جديدة ومزيدا من الخسائر.

وقال القيادي في حماس، أيمن طه، إن حركته تجري مباحثات مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة لتهدئة الوضع الميداني الذي يشوبه التوتر في هذه الأيام، إلا أن هذه الدعوات ووجهت بحدة من قبل الفصائل الأخرى التي أبلغت حماس أن طلبها غير منصف في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال قتل الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.

وقال مصدر شارك في النقاشات: «قلنا لهم (حماس) تريدون تهدئة لتجنب الحرب؟ وما الذي يجري الآن؟ الحصار وقتل الناس وقلة الأدوية واستهداف المنازل والصياديين وعمال الحصمة ومواقع المقاومة والأنفاق والوغلات اليومية، أليست أشكالا مختلفة للحرب؟».

وعلم أن الفصائل تذهب إلى رفض طلب حماس باستمرار التهدئة لرفضها الاعتراف بوجود تهدئة أصلا، لكنها ستمتنع عن المبادرة بأي تصعيد، وتحتفظ لنفسها بحق الرد على أي تصعيد إسرائيلي.

غير أن حماس لجأت إلى نشر مجموعات تابعة للأمن الداخلي بلباس مدني على حدود القطاع لمنع إطلاق أي قذائف في اتجاه المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لحدود القطاع، كما قالت مصادر في المقاومة لـ«الشرق الأوسط».

وتحفظ طه على الإجابة عن سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول لجوء الحركة إلى نشر مجموعات تابعة للأمن الداخلي بلباس مدني على حدود القطاع، واكتفى بالقول إن حماس والحكومة في غزة تسعيان للتوصل من خلال التواصل مع الفصائل الوطنية لتوافق وطني شامل من أجل تثبيت المصلحة الوطنية العليا.

وشدد طه على أن حماس نجحت في التوصل لتصور يتضمن قواسم مشتركة مع بقية الفصائل يتعلق بسبل إدارة المواجهة مع الاحتلال. وأثنى طه على التجاوب المسؤول الذي أبدته الفصائل الفلسطينية مع جهود الحركة والحكومة في غزة، مشددا على أن الجميع متفق على عدم الوقوع في المصائد التي ينصبها الاحتلال للخروج من أزمته المتفاقمة.

وسألت «الشرق الأوسط» داود شهاب، القيادي البارز في «الجهاد الإسلامي»، التي تعتبر ثاني قوة عسكرية في غزة بعد حماس، عن موقف حركته من دعوة حماس للحفاظ على التهدئة، فقال: «التهدئة تعني الاتفاق بين طرفين، ولا يوجد اتفاق. والذي كان موجودا هو اتفاق وقف إطلاق النار بعد انتهاء الحرب على غزة، ووقف إطلاق النار لم يعد قائما»، وأضاف: «إسرائيل لم توقف إطلاق النار، واستمرت في العدوان والحرب على القطاع بأشكال مختلفة». وزاد قائلا: «قتل الناس والحصار والتصعيد والاستيطان كلها أشكال للحرب».

وأكد شهاب أن حركته أبلغت حماس أنه «لا يوجد شيء اسمه وقف إطلاق نار، بل يوجد تقدير موقف لدى فصائل المقاومة متعلق بأولويات الناس واحتياجاتهم وقدرات المقاومة، لكن هذا لا يعني أن الفصائل ستقف مكتوفة الأيدي أمام أي اعتداءات»، وأردف قائلا: «إسرائيل صعدت بشكل كبير، والأمور أخذت منحى صعبا وخطيرا مؤخرا، اغتيالات وأشكال متعددة من العدوان، والمقاومة صارت ملزمة بأن ترد على هذا العدوان، هذه وظيفتها».