أوباما وساركوزي يبحثان قضايا الشرق الأوسط والاقتصاد العالمي

البيت الأبيض يستعد لزيارة الرئيس الصيني الأسبوع المقبل ويسعى لتقليل نقاط الخلاف

الرئيس الأميركي باراك أوباما يستمع إلى نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في اجتماع لهما في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض بواشنطن أمس (أ.ف.ب)
TT

أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما، مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي استقبله أمس في البيت الأبيض، مباحثات تطرقت إلى عدة قضايا أبرزها الشرق الأوسط والاقتصاد العالمي. وبينما جاء ساركوزي إلى واشنطن راغبا في الحصول على دعم أوباما لإصلاح النظام المالي الدولي، كانت الأوضاع في لبنان وإيران وعملية السلام مطروحة على طاولة النقاش أيضا. وكان مرتقبا أن يبحث ساركوزي مع أوباما قضايا الإرهاب بعد مقتل رهينتين فرنسيتين في النيجر قبل يومين من وصوله إلى العاصمة الأميركية.

وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي مايك هامر مسبقا إن «الرئيسين سيناقشان القيادة الفرنسية خلال هذا العام لمجموعة الثماني ومجموعة العشرين وكيفية تقوية تعافي الاقتصاد العالمي وخلق فرص العمل». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «كحليفين مقربين، سيراجع الرئيسان الأوضاع في أفغانستان ولبنان وإيران وساحل العاج والسودان وجهود السلام في الشرق الأوسط، كما سيبحثان التعاون في مكافحة الإرهاب».

وبعد أن تولت فرنسا رئاسة مجموعة الدول الثماني الصناعية ومجموعة دول العشرين، يكثف ساركوزي من جهوده للحصول على دعم أميركي لخططه حول النظام المالي العالمي. وحرص ساركوزي، الذي تصطحبه 3 أبرز سيدات فرنسيات وزيرة الخارجية ميشيل إليو - ماري ووزيرة المالية كريستين لاغارد والسيدة الأولى كارلا بروني، على زيارة واشنطن لتقوية عمل مجموعة الدول العشرين، والتعاون على استقرار أسعار مصادر الغذاء العالمي، بالإضافة إلى وضع نظام رقابة أشد على المعاملات المصرفية الضخمة. وظهرت نقاط خلاف بين واشنطن وباريس في لقاءات مجموعة دول الـ20 خلال العامين الماضيين حول كيفية التعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية، إذ ترفض إدارة أوباما وضع قيود شديدة على المؤسسات المالية بينما باريس تطالب بذلك. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول فرنسي قوله: «المزيد من العمل الجماعي هو الحل الأفضل لتصاعد عدم الاستقرار في العالم». وأضاف المسؤول المرافق لساركوزي في زيارته: «نريد أن نطرح هذه الرؤية مع الأميركيين وأن نرى إذا كانوا سيشاركوننا في هذا التوجه، لنخرج بعدها بمقترحات أكثر دقة».

وتعتبر عملية السلام أحد المجالات التي ترغب فرنسا في دفعها من خلال «عمل جماعي»، بعد أن أعربت العام الماضي عن عدم ارتياحها لعدم المشاركة في عملية المفاوضات القصيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. كما كان من المرتقب أن يتم بحث الملف اللبناني والمحكمة الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، حيث لدى واشنطن وباريس اهتمامات في هذا الملف. وكان من المتوقع أن تتناول المحادثات أيضا الوضع في أفغانستان حيث قتل السبت جندي فرنسي، ما يرفع الحصيلة إلى 53 جنديا فرنسيا سقطوا في أفغانستان منذ بدء التدخل العسكري عام 2001. وهناك اهتمام أميركي - فرنسي بساحل العاج وأهمية استقراره.

وكان من المرتقب أن تلتقي لاغارد بعدد من المسؤولين الأميركيين بمن فيهم وزير الخزانة الأميركي تيم غايتنر ضمن الإعداد لاجتماع مجموعة العشرين في مدينة نورماندي الفرنسية في مايو (أيار) المقبل. ولن تلتقي إليو - ماري بنظيرتها الأميركية هيلاري كلينتون بسبب سفر الأخيرة إلى الخليج. وبينما استضاف أوباما غداء العمل مع ساركوزي أمس، استضافت السيدة الأولى الأميركية ميشيل أوباما كارلا بروني.

وبينما عقد أوباما اجتماعا مغلقا مدته قرب الساعة، وبعدها كذلك غداء عمل مطول مع ساركوزي، بدا اهتمام واشنطن الأكبر هو بزائر البيت الأبيض الأسبوع المقبل، وهو الرئيس الصيني هو جينتاو الذي يقوم بزيارة دولة إلى واشنطن يوم الاثنين. وستطرح ملفات عدة، على رأسها الأمن والاقتصاد، خلال الزيارة المرتقبة التي تحرص إدارة أوباما على إنجاحها.

وأوفد الرئيس الأميركي وزير دفاعه روبرت غيبس إلى الصين هذا الأسبوع من أجل حل خلافات عالقة وخاصة تلك المتعلقة بالمخاوف الأميركية من التقدم العسكري الأميركي، قبل أن يبدأ هو زيارته الرسمية. وقال غيتس أمس إن «كلا من الرئيس أوباما والرئيس هو شددا على أن بناء علاقة مستدامة يمكن الاعتماد عليها بين جيشينا أمر لا يمكن الاستغناء عنه من أجل تقوية العلاقة الأوسع بين بلدينا». وبحث غيتس تحسين التعاون الأمني بين البلدين، وخاصة في مواجهة خطر التهديد النووي والإلكتروني وتقنيات الصواريخ الحديثة. وأضاف غيتس: «من المهم أن تكون العلاقات بين جيشينا قوية ومتواصلة وغير معرضة لتغييرات بسبب الرياح السياسية من أجل تخفيض احتمالات سوء التفاهم أو سوء التصرف».

يذكر أن الصين تطور طائرة «شبح» مقاتلة متقدمة، مما أثار قلق الولايات المتحدة التي تطالب بتوضيح صيني حول خططها حول استخدام القدرات العسكرية المتطورة. وقال وزير الدفاع الصيني الجنرال ليانغ غوانغلي إن «هذا لحماية المصالح الأمنية الصينية».