موسى في ختام زيارته للعراق: القمة العربية ستعقد في بغداد

التقى السيستاني وبارزاني وقال إن مبادرة خادم الحرمين للمصالحة ما زالت قائمة

أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى وسط حشد من رجال الدين وعناصر الحمايات خلال توجهه لمنزل المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في مدينة النجف أمس (أ.ف.ب)
TT

اختتم الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى زيارته إلى العراق، أمس، التي استمرت لمدة ثلاثة أيام، بلقاء عقده مع مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان في مدينة أربيل، قادما من مدينة النجف، حيث التقى بالمرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني.

ووصل موسى إلى كردستان في إطار زيارة رسمية إلى العراق تستغرق عدة أيام تهدف إلى بحث التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر القمة العربية المرتقب في شهر مارس (آذار) المقبل.

وكان موسى قد وصل إلى مطار أربيل الدولي، برفقة وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، واستقبل من قبل وزير الداخلية كريم سنجاري، ممثلا عن رئيس حكومة إقليم كردستان، وتوجهوا منه إلى مصيف صلاح الدين للقاء بارزاني.

وبعد الاجتماع عقد موسى وبارزاني مؤتمرا صحافيا مشتركا رحب خلاله بارزاني بقدوم موسى إلى كردستان، وبوجود المسؤول العربي الكبير إلى جانبه. وجدد الزعيم الكردي مطالب شعبه بحق تقرير المصير وقال: «جميع الأمم والشعوب لها حق تقرير المصير، ولكن من المهم أن نعرف متى سنقرر ممارسة ذلك الحق».

من جهته، جدد الأمين العام للجامعة العربية تثمينه وتقديره للمبادرة التي تقدم بها بارزاني لحل معضلة تشكيل الحكومة العراقية وقال: «إن مبادرة الأخ بارزاني أسهمت في إنقاذ العراق من أزمة مستفحلة بعد الانتخابات البرلمانية العراقية، لذلك نحن نقدر ذلك». وشدد موسى على «أن مؤتمر القمة سيعقد في بغداد بموعده المنتظر».

وحول التهديدات التي تستهدف المسيحيين في العراق ودول أخرى قال موسى: «أثناء زيارتي الحالية إلى العراق زرت كنيسة سيدة النجاة، وأكدت هناك أن الهجوم على المسيحيين أينما كانوا هو هجوم على المجتمع برمته، ونحن نعتقد أن المجتمعات التي تحتوي على التعددية الدينية والقومية وغيرها هي مجتمعات قوية».

وكان موسى قد توجه في وقت سابق أمس إلى مدينة النجف للقاء السيستاني، حيث استقبل بحفاوة بالغة، وكان على رأس مستقبليه محافظ النجف الشيخ فائد الشمري. وبحث موسى مع السيستاني تطورات الأوضاع في العراق، مؤكدا أن السيستاني يدعم ويؤيد انعقاد القمة العربية المقبلة في العراق. وقال موسى عقب اللقاء: «أحرص في كل زياراتي للعراق على لقاء السيستاني والاستماع إلى نصائحه بشأن هذا البلد ومستقبله والعمل مع جامعة الدول العربية، وأرى أن ما يقوله فيه كثير من الحكمة عندما يتحدث عن الوضع الحالي والعلاقة مع العالم العربي والإسلامي».

وأضاف موسى «أرى أن العراق بدأ يرتاح.. وعملية الإقصاء والطائفية بدأت تنتهي، بما يشير إلى مرحلة من التقدم تدفع العراق إلى الأمام»، مشيرا إلى أن الجامعة العربية ترى أن المصالحة هي مفتاح الأمل إلى المستقبل.

وبدوره، رحب السيستاني بالدور العربي في العراق، وأهمية انعقاد القمة العربية بها، وثمن الجهود التي تدعم الاستقرار والأمن في المنطقة، حسبما أفاد موسى.

وكان موسى قد عقد مؤتمرا صحافيا قبل توجهه للنجف، قال فيه إن «المزاج العراقي رايق» والقمة العربية المقبلة في بغداد، وأن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التي دعا فيها قادة العراق للاجتماع في مكة ما زالت قائمة في إطار دعم حركة المصالحة العراقية الشاملة.

وقال موسى ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن مدى تجاوبه مع دعوة أسامة النجيفي، رئيس البرلمان العراقي، للوساطة بين العراق والسعودية، والعراق والكويت، إن «دعوة خادم الحرمين قائمة ولا يوجد توتر، وإنما هناك اهتمام سعودي بالعراق وباستقراره ووحدته، وبالنسبة للكويت سوف يزور العراق رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح».

وعما إذا كان عقد القمة العربية في بغداد سيتطلب بذل جهود من الجامعة العربية لإقناع الدول العربية بالقدوم إلى بغداد، قال موسى إن كل الدول العربية تحضر جميع القمم، ونحن نتحدث عن مستوى التمثيل، وإن شاء الله أعتقد أنه سيكون هناك زخم يبنى ويتراكم لكي يتم انعقاد القمة في بغداد.

وردا على سؤال حول إشكالية رئاسة الرئيس طلباني للقمة وهو كردي، مما يعني أنه ليس جزءا من الأمة العربية بنص الدستور العراقي الذي يقول إن الشعب العربي في العراق جزء من الأمة العربية، وقال موسى إن الدستور تم تعديله وأصبحت المادة التي نتحدث عنها أن العراق عضو مؤسس لجامعة الدول العربية ملتزم بميثاقها، وبالتالي فإن الرئيس العراقي هو رئيس العراق الدولة العضو في جامعة الدول العربية، ثم إن هذه ليست جامعة عنصرية، هذه جامعة تجمع الدول العربية وكل دولة منها شعبها متعدد الأعراق والديانات.

وعن الفرق بين زيارته للعراق (التي صاحبتها انتقادات لدور الجامعة) في الماضي وزيارته الحالية التي ظهر فيها ترحيب له وبالجامعة، قال موسى: «المزاج العراقي رايق»، مشيرا إلى وجود حركة سياسية إيجابية مهمة وأن الكثيرين ممن كانوا خارج العملية السياسية أصبحوا داخلها و«الجو أفضل». وحول موقف العراقيين من موضوع رابطة الجوار العربي التي اقترحها موسى من قبل، على أن تضم الدول العربية وجيرانها مثل إيران وتركيا، قال الأمين العام للجامعة العربية: ليس كل العراقيين مع أو ضد إيران.. و«لذلك أنا أرى أنه من الضروري الحديث مع جيرانهم، فالعراق من أكثر الدول المتأثرة بإيران اليوم، وأنا في رأيي أن العراق سيبدأ هو أيضا التأثير في إيران، داعيا في الوقت نفسه إلى التحاور العربي مع إيران وطرح القضايا العالقة معها على الطاولة لبحثها، مثل موضوع الإمارات واليمن».

وأضاف موسى: «لا بد أن نتحاور مع إيران، الأميركيون والدول العظمى يتحاورون مع إيران في الموضوع النووي، فلماذا لا نتحاور معها في موضوع النووي؟».