رام الله وتل أبيب تتفقان على إغلاق أكبر المعابر التجارية

يربط غزة بإسرائيل.. وحماس تعتبر الخطوة «جريمة»

TT

وقعت السلطة الفلسطينية وإسرائيل على اتفاق يقضي بإغلاق معبر «المنطار» التجاري، الواقع شرق مدينة غزة، الذي كان يعتبر أهم المعابر التجارية بين إسرائيل والقطاع، اعتبارا من نهاية يناير (كانون الثاني) الحالي.

ويقضي الاتفاق باعتماد معبر «كرم أبو سالم»، الذي يقع عند مثلث الحدود المصرية - الفلسطينية - الإسرائيلية، المعبر التجاري الوحيد الذي تصل عبره السلع والمنتجات المستوردة لقطاع غزة، المحاصر منذ أكثر من أربع سنوات.

ووقع على الاتفاق من الجانب الفلسطيني، حسين الشيخ، وزير الشؤون المدنية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وعن الجانب الإسرائيلي، العقيد إيتان دانجوت، مسؤول المعابر التجارية في الإدارة المدنية التابعة للجيش الإسرائيلي.

وكشفت صحيفة «الأيام» الفلسطينية، في عددها الصادر أمس (الاثنين)، أن مسؤولين اقتصاديين كبارا في السلطة الفلسطينية حضروا التوقيع على الاتفاق. وحسب الصحيفة المقربة من السلطة الفلسطينية، تم الاتفاق على إغلاق معبر «المنطار» بشكل كامل، بمجرد أن يتم نقل كل التجهيزات اللوجيستية الخاصة بنقل القمح والأعلاف إلى معبر «كرم أبو سالم».

يذكر أن معبر «المنطار» يضم 34 بوابة لتسهيل حركة الصادرات والواردات من وإلى قطاع غزة، حيث بلغت أقصى طاقة استيعابية للمعبر نحو 850 شاحنة يوميا، منها 750 شاحنة واردة و100 شاحنة صادرة.

يذكر أيضا أن إسرائيل كانت ترتبط بقطاع غزة بأربعة معابر تجارية هي: «المنطار»، «ناحل عوز»، الذي يقع شمال المنطار، و«كرم أبو سالم»، و«كيسوفيم»، الذي يقع شمال مدينة خان يونس، جنوب القطاع.

من ناحيتها، أدانت الحكومة المقالة بغزة إغلاق معبر «المنطار»، معتبرة أن الخطوة تمثل «جريمة» ضد الفلسطينيين في غزة. وقال حاتم عويضة، مسؤول ملف المعابر التجارية في وزارة الاقتصاد في حكومة غزة المقالة، في تصريح صحافي، إن مثل هذا القرار «يمثل معاناة جديدة تضاف لمعاناة أهل القطاع، وتكريسا لوضعهم الاقتصادي السيئ».

وأوضح عويضة أن معبر «كرم أبو سالم» ليس جاهزا بشكل كامل لعدد كبير من الشحنات التجارية التي تدخل وتخرج من قطاع غزة. وأشار إلى أن حكومة غزة تجري اتصالات مع جهات دولية وحقوقية للنظر في ملف معابر قطاع غزة التجارية، والضغط على إسرائيل لفتح المزيد من المنافذ وزيادة ساعات العمل بها.

من ناحيته، توقع الخبير الاقتصادي الفلسطيني، عمر شعبان، أن يؤدي إغلاق المعبر إلى ارتفاع أسعار السلع في غزة، والمساس بمشاريع البنى التحتية في القطاع.

وأوضح شعبان أن وجود معبر «كرم أبو سالم» في أطراف القطاع يعني زيادة تكاليف نقل السلع والبضائع، مما سيؤدي إلى ارتفاع أسعارها، علاوة على أن تشغيل المعبر سيؤدي إلى اختناقات مرورية في شارع صلاح الدين، وهو شريان الحركة الوحيد الذي يربط جنوب وشمال القطاع.

وأشار شعبان إلى أن معبر «كرم أبو سالم» كان مخصصا فقط لنقل الأعلاف لقطاع غزة،حيث كان شبه مغلق منذ أن شرعت إسرائيل في فرض حصارها على القطاع.