المتحدث باسم الداخلية السعودية: «القاعدة» استغلت «مغاسل الموتى» لعمليات الاستقطاب والتجنيد

أكد لـ«الشرق الأوسط» رصد حالات بهذا الخصوص.. وقال: لم نعمل ما يكفي لضمان سلامة أبنائنا

اللواء منصور التركي
TT

كشف المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية، أن مغاسل الموتى في الداخل لم تسلم من استغلال تنظيم القاعدة لها في عمليات الاستقطاب والتجنيد لصالح التنظيم، مستهدفين بذلك صغار السن الذين يزج بهم للعمل في تلك المغاسل، وأكد لـ«الشرق الأوسط» رصد حالات بهذا الخصوص.

ويأتي الكشف عن هذا التوجه الجديد، في الوقت الذي أعلنت وزارة داخلية الرياض، عن مطاردتها لـ47 مطلوبا، بينهم شاب يبلغ من العمر 18 عاما.

وأمام ذلك، قال اللواء منصور التركي، المتحدث بوزارة الداخلية السعودية: «لا يخفى علينا جميعا أن الفئة الضالة تسعى لاستغلال كل فرصة. لو استطاعت أن تجند طفل 3 سنوات لن تتردد عن ذلك إطلاقا».

وينتهج تنظيم القاعدة كثيرا من الوسائل لتجنيد المتعاطفين مع فكره ونشاطاته الإرهابية.

ويشير اللواء منصور التركي إلى أن «من بين المواقع التي تستغل الفئة الضالة للتجنيد فيها مغاسل الموتى على سبيل المثال.. هناك من يزج بصغار السن في مغاسل الموتى حتى يرى الموت وحال الميت، وهناك من يحاول التسلل إلى مغاسل الأموات حتى يجد هذا الصغير وما بلغه من تأثر في محاولة للتغرير به وتجنيده لخدمة أهداف الفئة الضالة».

وأكد اللواء التركي في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» رصد وزارة الداخلية حالات قامت فيها «القاعدة» بالتجنيد داخل مغاسل الأموات.

وطالب المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية، الجميع بأخذ الحذر من الوسائل التي يتبعها تنظيم القاعدة في تجنيد واستقطاب المتعاطفين معه والتغرير بهم، وقال: «المطلوب من الجميع الحذر والحرص كل الحرص على أبنائهم، صغارا كانوا أم كبارا».

ولا يزال تنظيم القاعدة، مستمرا في تجنيد أتباعه ومريديه داخل السعودية، ولا أدل على ذلك من قائمة الـ47 التي كشفت الداخلية السعودية عنها، أول من أمس.

وهنا، قال اللواء منصور التركي: «طالما أننا ما زلنا نرصد هذه المخالفات ونرصد أن هناك أعدادا من السعوديين لا تزال تخضع لتغرير الفئة الضالة وتأثير الفكر الضال، فهذا كاف للقول إننا لم نعمل كمجتمع أو كجهات حكومية متكاملة ما يكفي لضمان أن أبناءنا باتوا في منأى عن هذا الفكر».

وشدد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية على تفهم بلاده للاستراتيجية الطويلة المدى التي تتطلبها مسألة القضاء على «فكر القاعدة»، مستشهدا بتأكيدات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، التي أكد خلالها أن «اجتثاث الفكر قد يستغرق وقتا ليس بالقصير».

وأكد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية، اللواء منصور التركي، أن الجهات الأمنية ستظل تمنع عناصر «القاعدة» من تنفيذ أي مخططات، وستلاحقهم داخل السعودية وخارجها.. وستعمل كل ما بوسعها للقبض عليهم وتخليص العالم من شرورهم، على حد قوله.