دراسة: ارتفاع عدد علماء البحث العلمي بالدول الإسلامية نحو ضعفين في 7 سنوات

منظمة المؤتمر الإسلامي لـ«الشرق الأوسط»: 700 عالم لكل مليون مسلم

TT

كشفت دراسة حديثة تحصلت عليها «الشرق الأوسط» عن ارتفاع عدد العلماء العاملين في البحث العلمي بالدول الإسلامية خلال السنتين الماضيتين؛ إذ بلغ عددهم نحو 700 عالم لكل مليون فرد، في حين لم يتجاوز العدد 250 لكل مليون فرد إبان عام 2003.

يأتي ذلك في وقت ضاعفت فيه دول العالم الإسلامي معدل الإنفاق الحكومي من حصة الدخل الوطني على مشاريع البحث العلمي إلى 0.41 في المائة في السنوات الخمس السابقة، بعد أن كانت تنفق نحو 0.2 في المائة فقط على البحث العلمي حتى عام 2005.

جاء ذلك على لسان مصدر مطلع في منظمة المؤتمر الإسلامي، حيث وصف التقدم المسجل بالطريق الصحي لتحقيق أهداف برنامج «العمل العشري» الذي ينادي بتخصيص 1 في المائة من الدخل الوطني لكل دولة عضو بالمنظمة لأغراض البحث العلمي.

ولفت المصدر، إلى أن معدل العامين الماضيين يوازي ربع المعيار العالمي المحدد لأغراض البحث العلمي على مستوى الدولة الواحدة، والمتمثل في 2532 عالما وباحثا ومهندسا من بين كل مليون شخص. وقال إن «منظمة المؤتمر الإسلامي تهدف من خلال الخطة العشرية إلى الوصول إلى إنجاز علمي آخر بحلول عام 2020، على أن يتمثل 1441 عالما ومهندسا وباحثا من بين كل مليون شخص في العالم الإسلامي ينخرطون في مجالات البحث العلمي».

ولم يقتصر الارتفاع الذي سجلته الدراسة في عدد الباحثين فقط؛ إذ كشف المصدر بأن الجنة التنفيذية للعلوم والتكنولوجيا (كومستيك) التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، رصدت زيادة عدد المطبوعات العلمية المتخصصة في العالم الإسلامي، بنحو 63 ألف مطبوعة علمية طبعت خلال عام 2009، عقب أن سجلت في غرة القرن الحالي نحو 18 ألف مطبوعة. وعلى الرغم من ارتفاع العدد، فإن المصدر اعتبره ضئيلا أمام المعيار العالمي.

تأتي هذه الأرقام في وقت يحضر فيه البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، اجتماع «كومستيك» بالعاصمة الباكستانية إسلام آباد اليوم الثلاثاء.

وستبحث «كومستيك» خلال الاجتماع مشروع أطلس للابتكارات العلمية الخاص بجمع المعلومات الجغرافية والاقتصادية ووضعها في شكل دراسات خاصة بدول إسلامية.

ووصف بيان أصدرته المنظمة المشروع بـ«الواعد»؛ إذ قالت «سيعتبر المشروع تقييما مستقلا للإمكانات والقدرات في مجال الابتكار والبحث العلمي، فضلا عن التطور الذي يطرأ على هذه المجالات.. كما سيعرض الفرص المتاحة بالإضافة إلى العقبات التي تواجه الدول المعنية في هذا الصدد».

وكان الاهتمام برز جليا بمجال العلوم والتكنولوجيا في العالم الإسلامي بعد تبني رؤية عام 2020 للعلوم والتكنولوجيا، وذلك في قمة ماليزيا الإسلامية التي انعقدت عام 2003، وفي الخطة العشرية التي تبنتها قمة مكة سنة 2005.

وتعتزم «كومستيك» - بحسب البيان - مناقشة برامج الرؤية المائية، وما يسمى بمشروع «ميغا بروجيكتز» أو المشاريع العملاقة، إلى جانب مشروع «أطلس».

وأوضح المصدر أن المنظمة انتهت للتو من دراسة جدوى مشروع «ميغا بروجيكتز» الخاص بصناعة الاتصالات والأقمار الصناعية، بتمويل من المملكة العربية السعودية، الذي يشمل أيضا خمس دول أعضاء أخرى في المنظمة، هي السعودية، وماليزيا، وتركيا، وإندونيسيا، وكازاخستان. ويرنو مشروع «ميغا بروجيكتز» إلى حشد الطاقات ومصادر التمويل والخبراء في الدول الأعضاء بالمنظمة من أجل وضع تصميم مشترك لصناعة وتسويق طائرات ذات أحجام صغيرة، وسيارات عملية، ومشاريع خاصة بصناعة الأقمار الصناعية، والاتصالات، والصناعات الحيوية، كإنتاج اللقاحات والأدوية.