تمديد فتح مكاتب الاقتراع ساعة يوميا.. ومنظمون: نسبة الإقبال قد تصل إلى 60%

المراقبون الدوليون يشيدون بعملية الاستفتاء.. وظهور النتائج النهائية بحلول 15 فبراير

شرطي يقوم بتفتيش رجل قبل قيامه بعملية التصويت في جوبا أمس (إ.ب.أ)
TT

أعلنت مفوضية الاستفتاء في جنوب السودان، أمس، أنها مددت لساعة واحدة يوميا فترة الاقتراع بسبب الإقبال الكثيف من السودانيين الجنوبيين على المشاركة في الاستفتاء الذي يرجح أن يحمل إليهم الاستقلال.

وقال نائب رئيس المفوضية شان ريك، إن «الأجواء رائعة حتى الآن والمشاركة مرتفعة جدا في الجنوب، إلا أنه ليست لدينا بعد أرقام محددة». وتابع أن «فترة فتح مراكز الاقتراع ستمدد حتى الساعة 18:00 مساء كل اليوم». وأمس ولليوم الثالث على التوالي، بقيت طوابير الانتظار طويلة أمام مراكز الاقتراع في جوبا بشكل خاص. وستتواصل أعمال المشاركة في الاستفتاء حتى السبت المقبل ويرجح ألا تصدر النتائج الأولية قبل نهاية الشهر الحالي.

إلى ذلك، قال منظمون إن نسبة الإقبال الكبيرة على الاستفتاء بشأن انفصال جنوب السودان تأتي على خلاف تكهنات مظلمة ومن المؤكد تقريبا أن تصل إلى نسبة الستين في المائة المطلوبة لكي يكون الاستفتاء ملزما.

وأدلى الآلاف بأصواتهم اليوم وهو ثالث أيام الاستفتاء الذي يتوقع أن يؤدي إلى انفصال منطقة جنوب السودان الفقيرة المنتجة للنفط وإقامة أحدث دولة في أفريقيا.

وقال محمد إبراهيم خليل، رئيس مفوضية الاستفتاء، إن التصويت يسير بسلاسة شديدة وإنه لا يبدو أن هناك خوفا من الفشل في الوصول إلى نسبة 60 في المائة. وذكر أنه يعتقد أن النسبة ستكون أكثر بكثير من ذلك.

وقال خليل وهو محام من شمال السودان يعيش في الخرطوم لـ«رويترز» إن بعض مراكز الاقتراع استقبلت بالفعل ما بين ربع ونصف الناخبين المسجلين في منطقتها في أول يومين من التصويت الذي يستمر أسبوعا. ونص اتفاق السلام الشامل في السودان المبرم عام 2005 على إجراء الاستفتاء.

وتنص قواعد الاستفتاء على أن نسبة الإقبال في التصويت يجب أن تصل إلى 60 في المائة حتى يكون ملزما. ويجب أن يختار أكثر من 50 في المائة من الناخبين استقلال الجنوب حتى يتسنى له الانفصال عن الشمال وهذه هي النتيجة الأرجح.

ومن المتوقع ظهور النتائج النهائية بحلول 15 فبراير (شباط) على أن تظهر النتائج الأولية قبل ذلك بأسبوعين. وسجل نحو أربعة ملايين شخص أسماءهم للتصويت في الجنوب وفي مجتمعات شتات الجنوبيين في الشمال وخارج البلاد.

وكان من المفترض أن تؤسس مفوضية الاستفتاء قبل ثلاث سنوات من إجرائه لكن التشاحن بين الزعماء الشماليين والجنوبيين جعل العاملين في المفوضية يؤدون اليمين الدستورية فقط في يوليو (تموز) أي قبل شهور من التصويت التاريخي.

وقال خليل إنه كانت هناك أوقات اعتقد فيها المنظمون أنهم لن يتمكنوا من تنفيذ المهمة، لكن الجميع عملوا بجد. وأضاف أن من يزور مبنى المفوضية سيجد المنظمين يعملون ليل نهار.

وقال تشان ريك مادوت، نائب رئيس المفوضية، لـ«رويترز» إن نسب الإقبال الكبيرة تعني أن المنظمين قد لا يضطرون لتمديد فترة التصويت. وأضاف من جوبا عاصمة الجنوب: «يجب أن يكون يوم السبت آخر أيام التصويت».

ومن جهة أخرى، أشاد مراقب دولي روسي ضمن الوفود الدولية التي تراقب عملية الاستفتاء في السودان بعملية الاقتراع في يومها الثالث. جاء ذلك خلال مقابلة أجراها رئيس اللجنة المركزية للانتخابات في أنغوشيا موسي يفلويف مع قناة «روسيا اليوم» الفضائية الناطقة بالعربية، حيث أكد أنه لم تحدث أي مشكلات جوهرية وأن الاستفتاء يجري في مناخ هادئ.

وردا على سؤال حول المشكلات التي واجهها المراقبون خلال مراقبة مراكز الاقتراع نقلت القناة عن يفلويف قوله: «من الطبيعي أن تحدث مشكلات خلال تنظيم مثل هذه الأحداث وهي تحدث لدينا في روسيا. وهنا يجري الاستفتاء لأول مرة».

وأضاف: «طبعا هناك مشكلات فنية وتنظيمية بسبب مساحة السودان الشاسعة وتباعد البلدات عن بعضها، فمثلا لاحظنا بطء إجراءات عملية الاستفتاء، حيث يتعين على الناخبين المرور بثلاث مراحل لذا كانت هناك صفوف طويلة أمام مراكز الاقتراع وأعتقد أنه كان يجب على القائمين تسهيل العملية لكن بصورة عامة لم تكن هناك مشكلات كبيرة ويجري الاستفتاء بشكل انسيابي».

وحول رغبة أهل الجنوب للانفصال قال يفلويف: «لقد زرنا مراكز انتخابية كثيرة في جوبا والخرطوم ولمسنا مواقف مختلفة، ففي جوبا مثلا شعرنا برغبة الأهالي في المشاركة بالاستفتاء وربما نيتهم بالانفصال وبكل الأحوال عمت في تلك المراكز مظاهر الاحتفال والرقص».

وأضاف: «إلا أننا لم نلحظ الشيء نفسه في الخرطوم فالحضور كان قليلا، لكن المهم هو أن الحكومة السودانية وفرت كافة الإمكانيات للناخبين من أجل المشاركة وإبداء رأيهم سلبا أو إيجابا في الخرطوم وفي جنوب السودان. وحق المواطنين في التصويت كان مضمونا وهذا بالنسبة لنا هو المهم وقد رأينا ذلك».