10 قتلى في هجوم على قافلة جنوبيين على الحدود بين الشمال والجنوب

الأمم المتحدة تعزز دورياتها في منطقة أبيي الغنية بالنفط

TT

أعلنت السلطات السودانية الجنوبية أمس في اليوم الثالث من الاستفتاء حول الاستقلال في جنوب السودان، أن عناصر من قبيلة المسيرية العربية هاجموا أمس قافلة تقل جنوبيين عائدين من الشمال إلى الجنوب مما أدى إلى مقتل 10 أشخاص من القافلة.

إلى ذلك، عززت قوات الأمم المتحدة دورياتها في منطقة أبيي حسب ما أعلن متحدث باسم المنظمة الدولية. وقال مارتن نيسركي: «نحن قلقون جدا لهذه المواجهات بالقرب من أبيي والضحايا الذين سقطوا نتيجتها».

وقال المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة في السودان قويدر زروق إن القوة أرسلت دورية إلى المكان لاستكشاف الوضع على الأرض.

وقال الوزير الجنوبي غير غوانغ خلال مؤتمر صحافي عقده في جوبا عاصمة الجنوب السوداني إن «موكبا يضم جنوبيين عائدين من الشمال إلى الجنوب تعرض لكمين من قبل قبائل المسيرية، مما أدى إلى مقتل 10 أشخاص وإصابة 18 آخرين بجروح».

وأوضح المسؤول الجنوبي أن الهجوم وقع على الحدود بين ولاية جنوب كردفان (الشمالية) وبين ولاية بحر الغزال (الجنوبية)، مضيفا أن «الموكب كان يضم 30 حافلة وسبع شاحنات. الشاحنات تم نهبها والحافلات عادت إلى الشمال». وتابع أن «المهاجمين كانوا على متن 6 أو 7 آليات وكانوا مسلحين». وأضاف الوزير الجنوبي «أن قبائل المسيرية تنتمي إلى دولة وهذه الدولة يجب أن تكون مسؤولة عنهم» في إشارة إلى حكومة الخرطوم.

وتكون السلطات الجنوبية بذلك تتهم حكومة الخرطوم باستخدام قبائل المسيرية لزعزعة الاستقرار في جنوب السودان الذي يواصل سكانه الاقتراع في إطار الاستفتاء الذي يرجح أن يعطيهم الاستقلال.

وكان أفراد قبائل المسيرية قاتلوا خلال الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب إلى جانب حكومة الخرطوم في إطار ميليشيات كانت تعرف باسم «المرحلين» ثم في إطار الميليشيات المسلحة التي عرفت باسم «قوات الدفاع الشعبي».

وتسيطر قبائل المسيرية على قسم كبير من ولاية جنوب كردفان الشمالية ويتنازعون السيطرة على منطقة أبيي مع قبائل الدنكا نقوك الجنوبية. وينتقل الآلاف من قبائل المسيرية سنويا في موسم الجفاف باتجاه أبيي جنوبا بحثا عن الماء لماشيتهم.

وقال أحد زعماء قبيلة المسيرية لوكالة الصحافة الفرنسية «كيف يمكن أن نكون نحن مسؤولين عن هذه الأعمال في حين أن قوة الأمم المتحدة تنتشر بيننا وبين قبائل الدنكا نقوك؟»، مضيفا: «كما أن الكثيرين من الجنوبيين العائدين عدلوا طريقهم خلال الأيام الأخيرة لتجنب المرور في مناطقنا».

وقام أفراد من قبيلة المسيرية مرارا خلال الأسابيع القليلة الماضية بعرقلة مرور الجنوبيين القادمين من الخرطوم والعائدين إلى مناطقهم.

وأضاف المسؤول الجنوبي: «إن الجنوب على وشك تحقيق الهدف الذي قاتل من أجله سنوات طويلة» في إشارة إلى الانفصال، موضحا أن الوضع الأمني في باقي مناطق الجنوب «هادئ».

وفي الخرطوم قال المتحدث باسم الشرطة السودانية الفريق أحمد التهامي تعليقا على هذه الأحداث إن «هذه أشياء متبادلة بين الطرفين فالجيش الشعبي أتى بقواته إلى مناطق المسيرية شمال حدود 56 فقامت قبائل المسيرية بالدفاع عن نفسها وحصل نهب متبادل من قبل الطرفين».

وتابع في إشارة إلى تعرض موكب الجنوبيين للاعتداء: «ورد إلينا أن سيارات عائدين كانت تتحرك نحو ولاية بحر الغزال قد تعرضت للنهب ولكن ليست لدينا أي تفاصيل».

وتعيش قبائل الدنكا نقوك في منطقة أبيي، إلا أن أفراد قبائل المسيرية يعبرون دائما هذه المنطقة للوصول إلى المياه الحيوية لماشيتهم في موسم الجفاف.

وما تخشاه قبائل المسيرية أنه في حال انفصال الجنوب قد تعمد قبائل الدنكا نقوك إلى منع أفرادها من العبور إلى مناطق المياه في أبيي.

وكان من المفترض إجراء استفتاء خاص بمنطقة أبيي يعبر من خلاله سكان هذه المنطقة عن رغبتهم بالانضمام إلى الشمال أو الجنوب. إلا أنه تأجل إلى موعد غير محدد بسبب عدم الاتفاق على تحديد الذين يحق لهم المشاركة في هذا الاستفتاء.

ويخشى مراقبون من أن تعلن قبائل الدنكا نقوك أو سلطات جنوب السودان ضم أبيي من جانب واحد وهو ما ستعتبره قبائل المسيرية وحكومة الخرطوم بمثابة إعلان حرب.

ومنذ الجمعة الماضي أدت الاشتباكات بين قبيلة المسيرية وقبيلة الدنكا نقوق الجنوبية في منطقة أبيي إلى مقتل 33 شخصا على الأقل، بحسب مسؤولين محليين.

ورغم هذا التوتر في منطقة تقع على الطرف الشمالي من المناطق الجنوبية، تواصلت عمليات المشاركة في الاستفتاء حول تقرير مصير الجنوبيين بشكل طبيعي وبإقبال شديد.

وبسبب تواصل الإقبال على الاقتراع أعلنت مفوضية الاستفتاء التمديد لساعة واحدة يوميا فترة الاقتراع في جميع مناطق الجنوب.

وقال نائب رئيس المفوضية شان ريك إن «الأجواء رائعة حتى الآن والمشاركة مرتفعة جدا في الجنوب إلا أنه ليست لدينا بعد أرقام محددة».