غيتس: التأخر في البرنامج النووي الإيراني يمنح شركاء أميركا الوقت بشأن العمل العسكري

إيران: الرفض الأوروبي لزيارة مواقع نووية لن يؤثر على محادثات إسطنبول

TT

صرح روبرت غيتس، وزير الدفاع الأميركي، بأن المشكلات التقنية والعقوبات التي تعيق البرنامج النووي الإيراني منحت الولايات المتحدة وشركاءها مزيدا من الوقت لبذل المزيد من الضغوط على طهران دون اللجوء إلى العمل العسكري. وقال غيتس في تصريحات له أمس في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ خلال زيارة له إلى الصين: «كما أسلفنا من قبل، فإن كل الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة وقد أعددنا لكل الخيارات، لكني أعتقد أننا لو حصلنا على المزيد من الوقت فسيمنحنا ذلك فرصة أكبر للتركيز على الاستراتيجية السياسية والاقتصادية». من ناحية أخرى، أثنى وزير الدفاع على دور الحكومة الصينية البناء في محاولة كبح جماح الأعمال العدائية الكورية الشمالية، حيث تحث إدارة أوباما الصين على السيطرة على حليفها الشيوعي بعد هجومين على كوريا الجنوبية أدى إلى مصرع 50 شخصا. وتشير التقارير إلى أن التخريب المحتمل أعاق جهود تخصيب اليورانيوم الإيرانية، اللازم لإنتاج القنبلة الذرية. وكانت إيران قد خفضت الشهر الماضي من إعانات النفط بنحو 50 مليار دولار نتيجة للعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة وأوروبا والأمم المتحدة. وأكد غيتس أن «التأخير المحتمل لن يضر بجهود الولايات المتحدة في الحفاظ على الضغط المفروض على إيران، وأن العقوبات دليل على إيمان المجتمع الدولي بأن هذا النوع من الضغوط هو أفضل السبل للتعامل مع هذه المشكلة».

وكان مير داغان، رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي السابق قد صرح الأسبوع الماضي بأن إيران لن تتمكن من إنتاج القنبلة النووية قبل عام 2015، أي بتأخير بثلاث أو أربع سنوات من التقديرات الإسرائيلية السابقة. من ناحية أخرى، أشادت هيلاري كلينتون إلى تأثيرات العقوبات والمشكلات التقنية. وقالت كلينتون في اجتماع عقد في جامعة زايد في أبوظبي: «تعرض برنامجهم بحسب تقييماتنا إلى التأخير ومن ثم فنحن نملك الوقت، لكن هذا الوقت ليس طويلا». إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الإيرانية أمس إنها لن تجعل رفض الاتحاد الأوروبي زيارة مواقع نووية إيرانية يؤثر على محادثات مع القوى العالمية القلقة من طموحاتها النووية. وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن الجولة الثانية من المفاوضات بين إيران ومجموعة «5+1» حول الملف النووي لطهران، ستعقد في 21 و22 يناير (كانون الثاني) في إسطنبول. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست في لقائه الأسبوعي مع الصحافيين، إن «الجانبين اتفقا على عقد المحادثات في 21 و22 يناير». وأضاف أن «المفاوضات ومجموعة (5+1) ستتناول نقاطا مشتركة وافق عليها الجانبان للتعاون»، من دون أن يضيف أي تفاصيل. وأعلن مصدر أوروبي في تركيا أمس أن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون ستزور إسطنبول الخميس للإعداد للاجتماع المقرر في هذه المدينة بين إيران والدول الست المكلفة التفاوض حول برنامجها النووي. وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو صرح السبت بأن الاجتماع المقرر في إسطنبول بين إيران ومجموعة دول «5+1» سيعقد في 21 و22 يناير - حسب ما ذكرت وكالة أنباء الأناضول. وردا على سؤال صحافيين، قال الوزير التركي إن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون التي تلعب دور الوسيط لمجموعة «5+1» (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا) في هذا الملف، ستكون في إسطنبول الأسبوع المقبل للتحضير للاجتماع بحسب الوكالة. وكان مكتب أشتون أعلن الجمعة أن استئناف المفاوضات بين مجموعة «5+1» وإيران سيتم في 20 يناير.

وتشتبه الدول الغربية في سعي إيران إلى إنتاج سلاح نووي. وبعد توقف للمفاوضات دام 14 شهرا، استأنفت طهران ودول مجموعة «5+1» مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي في جنيف الحوار بشأن الملف النووي. ويومها، تقرر استئناف المفاوضات في إسطنبول. من جهة أخرى، تبدو دعوة إيران الأسبوع الماضي لمجموعة مختارة من الدبلوماسيين لزيارة منشآت نووية كاستراتيجية تسويف، بينما تجمع طهران مخزونا من اليورانيوم المخصب على الرغم من العقوبات الدولية. ويقول دبلوماسيون إن إطالة أمد المشاحنات الدبلوماسية باستغلال الخلافات بين الغرب والقوى الكبرى الأخرى، يناسب إيران. وقال دبلوماسي غربي بارز في طهران إن «إيران ترحب بالمحادثات ولكنها ترفض تعليق التخصيب. ثم تنظم زيارة معتقدة أن بوسعها من خلال ذلك إقناع العالم بقبول أنشطة التخصيب. من الواضح أن إيران تحاول كسب وقت. الزيارة حجة لإطالة أمد المحادثات». وتحديد موعد لعقد اجتماع في إسطنبول الأسبوع المقبل كان النتيجة الوحيدة التي تمخض عنها استئناف المفاوضات بين إيران والقوى الست في الشهر الماضي بعد توقف طويل. وتشارك في المفاوضات الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا. والدول الخمس هي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين. وقال المحلل الإيراني حشمت الله صادقي: «عرض الزيارة مأزق للقوى الكبرى. يمكن أن تستغل إيران الزيارة لإثبات شفافية برنامجها النووي أو لإنهاء المحادثات».

وتنفي إيران الاتهامات الغربية بأنها تحاول تطوير أسلحة نووية، وتستند الاتهامات لمضي إيران قدما في إنتاج يورانيوم منخفض التخصيب في تحد لقرارات الأمم المتحدة بفرض عقوبات على طهران. وتصر إيران على أنها تريد فقط تشغيل محطات نووية لتوليد الكهرباء.

وقال دبلوماسيون ومحللون يتابعون القضية عن كثب في طهران، طالبين عدم نشر أسمائهم، إن الوقت ينفد أمام واشنطن وحلفائها مع تنامي كمية اليورانيوم المخصب التي تخزنها إيران كل يوم. ووصف دبلوماسي آسيوي بارز توجه إيران الدبلوماسي «بالتكتيكات المتعرجة»، وشملت في الآونة الأخيرة دعوة لبعض السفراء المعتمدين لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة مواقع نووية الأسبوع الحالي. ولم توجه الدعوة لمندوبي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. وقال دبلوماسيون غربيون إن الدول الثلاث تضغط على موسكو وبكين لعدم المشاركة في الزيارة. وقال دبلوماسي آسيوي في طهران إن «الوقت لصالح طهران. بينما يجرون محادثات مع القوى الكبرى يخصبون اليورانيوم ويطورون الأنشطة النووية».