مناوئون للسلطات الإيرانية يشكون من تزايد أحكام الإعدام بحق ناشطيهم

طهران تتهمهم بإثارة القلاقل الداخلية والتعاون مع الأعداء

TT

شكا مناوئون للسلطات الإيرانية من تزايد أحكام الإعدام بحق ناشطيهم من قبل حكومة طهران.. إلا أن مسؤولا حكوميا قال لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده تتهم هؤلاء الناشطين بإثارة القلاقل الداخلية والتعاون مع الأعداء، في إشارة إلى القوى الدولية التي تتخوف من تحويل إيران برنامجها النووي للأغراض العسكرية.

وأصدرت أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (وفي القلب منها منظمة مجاهدين خلق) نداء عاجلا أمس لوقف ما قالت إنه مساع من جانب السلطات الإيرانية لإعدام الناشطين المحكوم عليهما بالسجن جعفر كاظمي (47 عاما)، ومحمد علي حاج آقائي (62 عاما) بسبب زيارتهما لمخيم أشرف بالعراق الذي يضم نحو 3500 عنصر من مجاهدين خلق.

يأتي هذا في وقت تقول فيه مصادر من داخل إيران وخارجها إن تزايد تنفيذ سلطات طهران لأحكام بالإعدام والتضييق على السياسيين مع العام الجديد أصبح يثير قلق المعارضين، خاصة في شرق إيران وغربها.

وتقول المعارضة إنه جرى إعدام 4 سجناء شنقا في سجن زاهدان بشرق إيران، وهي منطقة ينشط فيها المسلحون البلوش، بتهمة «الفساد في الأرض» مع اليوم الأول من العام الميلادي الجديد.

وفي بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أمس، أوضحت أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن سلطات طهران قررت إعدام الرجلين المنتميين لها (كاظمي وآقائي) اللذين اعتقلا في وقت سابق من العام قبل الماضي بسبب زيارتهما لمخيم أشرف.

ويأتي هذا التحذير بعد نحو أسبوعين من إعدام رجل يدعى علي صارمي للسبب نفسه، وهو زيارة مخيم أشرف الذي يرى مسؤولون إيرانيون أن المتواجدين فيه يمثلون تهديدا للأمن الداخلي للبلاد، وتقول إنها تسعى لإقناع حكومة نوري المالكي للتخلص من المخيم سواء بتسليم المتواجدين فيه إلى طهران أو بإبعادهم إلى خارج العراق.. وأدى هجوم للقوات العراقية على مخيم أشرف يوم الجمعة الماضية لجرح العشرات.

ودعا البيان المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف تنفيذ الإعدام بحق السجينين، وربط معارضون تشدد سلطات طهران مع المعارضة ببدء تطبيق الحكومة خطة لتقليص دعم المواد والسلع. و«كاظمي» أب لولدين وسبق أن أمضى في السجن نحو عشر سنوات (من عام 1981 حتى 1990)، و«أدين بالإعدام بسبب زيارته لمخيم أشرف ولقائه بابنه بهروز كاظمي هناك»، ونقل بعد اعتقاله في خريف عام 2009 إلى «زنزانة فردية في ردهة 209 من سجن إيفين الرهيب وتعرض للتعذيب». كما أشار البيان إلى أن «آقائي» سبق وأمضى 5 سنوات في سجون إيران في الثمانينات، ثم اعتقل في خريف العام قبل الماضي «بتهمة التعاطف مع مجاهدين خلق وزيارة مخيم أشرف».

وحمل مسؤولون في المعارضة الإيرانية في اتصال مع «الشرق الأوسط» من العاصمة الفرنسية باريس سلطات طهران بالتصعيد ضد عناصر مجاهدين خلق بالعراق ما يعرض حياة تلك العناصر للخطر.

ومن جانب آخر أعربت مصادر للناشطين الانفصاليين في منطقة الأحواز في غرب إيران عن خشيتها من قرب تنفيذ إيران حكم الإعدام بحق السجين خالد الحرداني، وهو متهم بممارسة نشاط ضد سلطات طهران، وقالت المصادر في اتصال مع «الشرق الأوسط» إن السجين المودع في سجن رجائي بمدينة كرج قرب العاصمة الإيرانية «لم يلق محاكمة عادلة»، وإنه أدين بعد القبض عليه أثناء محاولته منذ عشر سنوات خطف طائرة من طائرات الخطوط الجوية الإيرانية وهي في طريقها من الأحواز إلى دبي لإلقاء الضوء على المشكلة الأحوازية.