عريقات لـ«الشرق الأوسط»: سأزور واشنطن ولن تكون هناك مفاوضات مباشرة أو غيرها

أبو مازن يرفض مفاوضات سرية مع باراك

TT

عشية وصول وفد منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات في المنظمة، إلى واشنطن، كشفت مصادر سياسية إسرائيلية، أمس، أن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، كان قد اقترح على الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، فتح مسار تفاوض سري مباشر، ولكنه رفض الفكرة.

وقال عريقات إن زيارته واشنطن تأتي بناء على طلب أميركي في إطار اللقاءات الثانية والمشاورات بين الجانبين، ولا علاقة لها بزيارة رئيس وفد المفاوضات الإسرائيلي، يتسحاق مولخو، مستشار نتنياهو للشؤون الفلسطينية الذي وصل إلى العاصمة الأميركية، أمس. وأكد عريقات لـ«الشرق الأوسط» أنه لن تكون هناك مفاوضات لا مباشرة ولا غير مباشرة مع الإسرائيليين إلا بوقف الاستيطان وخصوصا في القدس المحتلة.

وتابع عريقات القول: «إن أميركا وإسرائيل تعرفان أن المفاوضات ستبدأ عندما توقف إسرائيل نشاطاتها الاستيطانية بما يشمل القدس، لكن إذا ما استمرت إسرائيل في لغة البلدوزرات والجرافات والاغتيالات والاقتحامات والحصار الظالم على قطاع غزة، فلن تكون هناك مفاوضات.. وهذا الموقف تعرفه جيدا الإدارة الأميركية، وكذلك الحكومة الإسرائيلية».

وأوضح عريقات أهداف زيارته قائلا: «أنا أحمل رسالة من الرئيس أبو مازن مجموعة من الأمور للإدارة الأميركية أولها؛ جريمة هدم (شبرد) التاريخي في القدس، واستمرار الاستيطان فيها، وكذلك تهجير السكان. ثانيها؛ نحن سنذهب إلى مجلس الأمن الدولي بقرار يعتبر الاستيطان غير شرعي ولاغا وباطلا ومخالفا للقانون الدولي. ثالثها؛ نطالب بمرجعية محددة وواضحة للمفاوضات كما اتفقنا عليها في السابق».

وحول اقتراح باراك إجرءا لقاءات سرية قالت صحيفة «معاريف»، أمس، إن باراك نقل هذا الاقتراح عبر المستشار الكبير في البيت الأبيض، دنيس روس، خلال زيارته المنطقة نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مبررا إياه بأنه السبيل الوحيد لتجاوز العقبات في طريق المفاوضات. وقال باراك إنه مستعد لإدارة هذا المسار بشكل شخصي.

وجاء الرد من الرئيس عباس قاطعا بالرفض، حال سماعه به. ولكن تبين في ما بعد أن باراك لا يحظى بدعم إسرائيل أيضا هذا الاقتراح، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أيضا غير متحمس له.

ونفى مكتب باراك، أمس، أن يكون قد طرح اقتراحا كهذا، قائلا إن لديه «قنوات اتصال ساخنة» مع الرئيس عباس، وعندما يريد اقتراح شيء عليه لن يحتاج إلى وسطاء. لكن الصحيفة عادت وأكدت النبأ، وهذه المرة أضافت أن هدف باراك من الاقتراح لم يكن تفعيل المفاوضات بشكل جدي، بل محاولة إرضاء الإدارة الأميركية التي فقدت ثقتها به وتقول إنه خدعها عندما أقنعها بأن نتنياهو جاد في عملية السلام. وبثت أنباء تقول فيها إنها لم تعد مستعدة لسماع اقتراحات من باراك. ولذلك، فهو يريد الظهور بمظهر المبدع في الالتفاف على الأزمة «الذي لا يمكن الاستغناء عن خدماته في مسيرة المفاوضات». وتابعت أن هناك هدفا آخر لدى باراك هو ضمان البقاء في منصبه كوزير للدفاع بضعة شهور أخرى، علما بأن رفاقه في قيادة حزب العمل يمارسون الضغط للانسحاب من ائتلاف نتنياهو وتغيير باراك من رئاسة الحزب.